كمال بولاد لـ”أفريقيا برس” توصية الوفد الحكومي بعدم المشاركة في جنيف مخيبة للآمال

59
كمال بولاد لـ
كمال بولاد لـ"أفريقيا برس" توصية الوفد الحكومي بعدم المشاركة في جنيف مخيبة للآمال

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. بعد إعلان وفد الحكومة عن توصيته للجيش بعدم المشاركة في مفاوضات جنيف، حتى سارعت “افريقيا برس” لمعرفة موقف القوى السياسية السودانية من هذا الرفض، ولعلّ القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، أبرز الكتل السياسية في الساحة السودانية، حيث أجرت حوارا خاصا مع عضو الأمانة العامة لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، والأمين السياسي لحزب البعث القومي، كمال بولاد.

في البداية.. كيف ترى توصية الوفد الحكومي والذي أمر الجيش بعدم الذهاب لمفاوضات جنيف؟

دون شك، تصريح رئيس وفد الجيش بعد مشاورات جدة بتوصية عدم الذهاب إلى مفاوضات جنيف خيب آمال الملايين من السودانيات والسودانيين المكتوين بنار الحرب ومعاناتها، بعد أن علقوا عليها آمالا كبيرة بإيقاف الحرب ووقف نزيف الدم السوداني، ووصول الإغاثات للجوعى والمرضى وعودة النازحين واللاجئين إلى بيوتهم، ومازلت آمل أن يراجع هذا الموقف وأن يستمع قادة الجيش لصوت الحكمة والعقل، والنظر بشجاعة الأبطال لمعاناة السودانيين والعمل بإرادة حقيقية لوقف الحرب، وأقرب الطرق الحلول السلمية بعد عام ونصف من الاقتتال وموت المدنيين والعسكريين وتخريب المدن التي تدور فيها الحرب بما فيها الخرطوم عاصمة البلاد.

بعد التوصية بعدم مشاركة الحكومة السودانية في جنيف.. ماذا على القوى المدنية الديمقراطية “تقدم” أن تقدمه للأطراف المتقاتلة حتى يذهبوا إلى جنيف؟

تقدم منذ تأسيسها تعمل على إيقاف الحرب عبر محورين، أولا؛ عبر سعيها لبناء أكبر جبهة مدنية وطنية تجمع القوى السياسية والنقابية والمهنية ومنظمات مجتمعية ولجان مقاومة من أجل الضغط المدني والشعبي من مركز موحد على أطراف الحرب لإيقاف نزيف الدم السوداني، وذلك بخطى تبدأ بدفع المتحاربين لعملية وقف العدائيات، ثم إغاثه الجوعى والمرضى والمحتاجين وفتح ممرات الإغاثة للمنظمات الطوعية الوطنية والدولية، ثم التوقيع على اتفاق لإنهاء الحرب وإعادة السودانيين إلى منازلهم، ثم التوافق على عودة الانتقال وفتح الطريق لحكم مدني يؤسس لتداول سلمي للسلطة وبناء جيش وطني واحد يتفرغ لمهامه ويعبر عن كل السودانيين.

المحور الآخر؛ تقديم رسالة وطنية للمجتمع الدولي والإقليمي تدعو لدفع جهود إيقاف الحرب وإعادة الإعمار حتى لا يتحول السودان إلى مركز جديد للارهاب الدولي، وهذا حق وفقا لكافة القوانين الدولية ومؤسساتها العالمية لتوطيد السلم والأمن العالميين، والعقبات أمام ذلك دون شك هم دعاة إستمرار الحرب.

دعاة الحرب مثل من؟

على رأسهم تيار وسط الحركة الاسلامية، وبعد سقوط النظام البائد فقد مصالحه فى جمع المال والسلطة ويعتقد عن طريق عناصره داخل الجيش وبإشعال واستمرار الحرب ينتصر ويعود لحكم السودان من جديد بالجبروت والتسلط.

بعد الرفض الحكومي لمفاوضات جنيف.. هل هنالك ثمة أمل للعودة لذهاب الجيش لمفاوضات جنيف؟

الأمل والتفاؤل عندي لم يتوقف لحظة بضرورة وقف الحرب، ولكن أعتقد الآن أن العزم الوطني أكبر من أي وقت مضى من عمر الحرب لإيقافها، وواحدة من دواعي الأمل أن مركز العمل على وقف الحرب وطنيا وهذا الأهم بدأ يتوسع باستمرار نتيجة مآسي الحرب وعدميتها، وكذلك الاهتمام الدولي والإقليمي، بعد اجتماعات الاتحاد الأفريقي في العاشر من أغسطس الماضي، والدعوات والاهتمام الدولي بلقاء جنيف المزمع في مقبل الايام، كل هذا العزم والاهتمام يدعو للتفاؤل بإيقاف هذه المأساة السودانية.

ماذا ينقص الأطراف المتقاتلة حتى يوقفوا الحرب؟

الحرب يوقفها إتفاق بين المتحاربين لأنها حرب عدمية ليس فيها منتصر، والآن في اعتقادي قد هزمت كل النتائج التي كان يتوقعها أي طرف بغرض السيطرة على السلطة، والقضاء على الآخر، ودمرت البلاد ودفع السودانيون أثمانا باهظة بعد عام ونصف تقريبا، من الموت ودمار الحياة المدنية والتشرد والنزوح واللجوء، وأخيرا المجاعة الحادة لمن تبقى وسط نيران الحرب، و”تقدم” أو حزب البعث القومي لا يحملون السلاح حتى يقرروا إيقاف ضرب النار، ولكن المهمة الماثلة هي الضغط على الأطراف من موقع مدني لإيقاف الحرب، وهذا لم نتوقف عنه ثانية، ونأمل أن يستجيب قادة الجيش والدعم السريع للمنابر المطروحة وآخرها منبر جنيف، بإرادة صادقة ونوايا مخلصة من أجل إيقاف معاناة السودانيين والتواضع إلى توقيع إتفاقية لوقف الحرب والالتزام الصارم بخطوات إنهائها.

رسالة إلى البرهان وحميدتي، ماذا تقول لهم؟

على القائدين تحكيم صوت العقل والضمير السوداني المخلص فى العمل لإيقاف معاناة السودانيين بإيقاف الحرب العدمية الدائرة في بلادنا.

الحقيقة طلبت “تقدم” أولا مقابلة البرهان ثم حميدتي فى إطار التحاور حول ايقاف الحرب، والتوافق على مطالبات ذلك، وحقيقة استجاب للقاء قائد الدعم السريع وتم اللقاء فى أديس وتم توقيع على الأجندة الأساسية لإيقاف الحرب ومنها مطالبات أن يفي بها الدعم السريع حتى ينفتح الطريق للحوار المشترك وتكوين لجنة مشتركة لمتابعة الوفاء بتلك المطالبات، ومنها مثلا إطلاق سراح الأسرى، ومن ثم اللقاء مع قائد الجيش البرهان وكان ذلك على أمل أن يتم لقاء “تقدم” مع القائد البرهان والترتيب لذلك، وبكل أسف حتى الآن لم يتم اللقاء وكانت الفكرة بعد لقاء البرهان أن يتم الإتفاق على خارطة طريق تجمع القائدان في لقاء سوداني مخلص النوايا، يؤسس لوقف العدائيات ومن ثم يوقف الحرب.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

1 تعليق

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here