أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. تتزايد المؤشرات على قرب تحقيق الجيش السوداني للنصر في المعارك المستمرة ضد قوات الدعم السريع. فقد أكد العديد من المحللين والقيادات الشعبية أن التقدم العسكري في الخرطوم يعكس قوة الجيش وقدرته على حسم المعركة لصالحه. يُظهر الجيش زخمًا متزايدًا في الهجمات، مما يسهم في تعزيز روح المعنوية بين صفوفه، في وقت تشهد فيه قوات الدعم السريع تراجعًا ملحوظًا.
وكان الجيش السوداني قد هاجم على نحو مفاجئ، تمركزات قوات الدعم السريع في الخرطوم والخرطوم بحري، مما أسفر عن خسائر فادحة في صفوفها. وقد تفاجأت قوات الدعم السريع بهذا الهجوم، مما أتاح للجيش السوداني فرض سيطرته على منطقة وسط الخرطوم وبعض المناطق في بحري. وتداول نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع فيديو تُظهر قوات الجيش مبتهجة بالنصر، بالإضافة إلى مقاطع لجنود يعبرون الجسور. ولاقت عمليات الجيش النوعية استحسان السودانيين، حيث خرج العشرات في مواكب حاشدة للاحتفال بالتقدم الكبير للجيش السوداني.
تقدم كبير
وقال المحلل السياسي الفاتح محجوب لـ “أفريقيا برس” إن التقدم الكبير للجيش السوداني في معارك ولاية الخرطوم يؤكد أن الجيش بات قريبًا جدًا من حسم المعركة لصالحه، حيث إن الانتصار في الخرطوم يعني محاصرة قوات الدعم السريع في الجزيرة وإجبارها على الاستسلام.
وأضاف محجوب أن الحرب تُعتبر ممارسة للسياسة، وأن التقدم العسكري للجيش يساعد على الإسراع في التوصل إلى اتفاقية سلام تنهي الحرب وفق تطلعات الشعب السوداني، مما يضمن إنهاء أسباب الحرب، أي إنهاء وجود أي قوة عسكرية بخلاف الجيش السوداني.
إرهاصات النصر
الخبير العسكري ياسر أحمد الخزين، في حديثه لـ “أفريقيا برس”، قال إنهم ظلوا يرددون أن الجيش متى ما بدأ الانفتاح، فلا خيار ثالث غير الاستسلام الكامل أو الاجتياح الشامل. ونبه إلى أن العملية التي قام بها الجيش أدت إلى تدمير القوة الصلبة والأسلحة الثقيلة لقوات العدو، مشيرًا إلى أن المرحلة السابقة كانت تكتيكًا يهدف إلى التدمير وليس التحرير.
وأوضح الخزين أن البداية الفعلية للتحرير بدأت بفضل الله، محذرًا بأن النتائج الإيجابية والتقدم الكبير على الأرض تشير إلى أن الاستسلام المتعدد لقوات العدو هو ما يُعتبر إرهاصات لإقتراب النصر.
تفاصيل اليوم الثالث
وبحسب متابعات “أفريقيا برس”، واصل الجيش السوداني هجومه على تمركزات الدعم السريع لليوم الثالث على التوالي بعد العملية التي نفذت يوم الخميس الماضي. حيث زحف الجيش نحو جنوب الخرطوم، مستهدفًا مناطق الصحافات وسوبا غرب. وفي وسط الخرطوم، استعاد الجيش السيطرة على جامعة النيلين، وصينية القندول، ومواقف المواصلات في شروني وموقف جاكسون.
ووفقًا لشهود عيان في المنطقة، سمعوا دوي المتفجرات مع هزات أرضية يُرجح أن تكون ناجمة عن قنابل استخدمها الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع. كما أفاد الشهود لـ “أفريقيا برس” بأن النيران لا تزال مشتعلة في بعض المباني التي دارت فيها الاشتباكات. ويعتقد الشهود أن الجيش السوداني استخدم أسلحة ثقيلة قد تُحدث فارقًا في سير المعركة.
هذا وقد ذكر نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي أن عددًا من عناصر الدعم السريع فروا من الخرطوم، خوفًا من “جحيم الموت”، حيث ارتدوا أزياء مدنية للتخفي.
ماذا قال الدعم السريع؟
نفى مستشار قائد قوات الدعم السريع، عمران عبدالله، أي تقدم للجيش في وسط الخرطوم والخرطوم بحري. حيث أوضح في تصريح لـ “أفريقيا برس” أن قواتهم ما زالت متمركزة في أماكنها وتستمر في السيطرة على مناطق المقرن وتوتي وجامعة النيلين. وأضاف أن الحديث عن تقدم الجيش يتم تداوله عبر منصات التواصل الاجتماعي، ولكن على الواقع على الأرض “زيرو”.
وأشار إلى أنه في تواصل مستمر مع قيادات الدعم السريع في وسط الخرطوم، وقد نفوا له أي تقدم للجيش، موضحًا أن قوات الدعم السريع لا تزال تسيطر على نسبة 80% من العاصمة الخرطوم.
مؤشرات النصر
يرى دكتور أيوب محمد عباس، رئيس تجمع شباب السودان، أن جميع المؤشرات تشير إلى أن الحسم العسكري بات وشيكًا، حيث تلوح بشارات النصر في الأفق مع انتشار القوات المسلحة السودانية والمقاومة الشعبية وحركات الكفاح المسلحة وشباب السودان على جبهات القتال والمحاور العسكرية.
وأضاف في حديثه لـ “أفريقيا برس” أن العملية التي قام بها الجيش تمثل كسر العظام والرقبة لمليشيا الدعم السريع الإرهابية، مشيرًا إلى أن الجيش شن هجومًا قويًا وبكثافة على مواقع الدعم السريع.
مؤشرات النصر تتعزز
توقع دكتور أيوب محمد عباس، رئيس تجمع شباب السودان، أن يتم القضاء على قوات الدعم السريع وتحرير الخرطوم في القريب العاجل، مع وضع ارتكازات محكمة وصلبة لتأمين المدينة. وأشار إلى أن الجيش السوداني يحقق مكاسب للوطن والمواطنين، محققًا انتصارات باهرة في ساحات المعارك، بينما يواجه الدعم السريع انهيارًا وفقدانًا للروح المعنوية.
وأضاف أن قوات الدعم السريع الآن في أضعف حالاتها، حيث تفتقر إلى قيادات عسكرية ميدانية بعد فقدان مركز القيادة والسيطرة، مما جعل عناصرها مشتتة في القرى ومدن السودان.
نداء للنصر والتعبئة العامة
ويواصل أيوب حديثه قائلًا: “حان الآن موعد هزيمة وسحق الدعم السريع، وأن الجيش سيواصل هجومه المسلح ودحر قوات الدعم السريع”. وأكد أن الجيش السوداني يخوض معركة الحسم العسكري والخلاص والتحرير الكامل، مشددًا على أنه مجهز عسكريًا ومعنويًا، ومسنود بدعم الشعب السوداني بكل مكوناته وقطاعاته.
وطالب أيوب البرهان بإعلان التعبئة العامة واستنفار كل من له القدرة على حمل السلاح دفاعًا عن العرض والمال والدين والوطن. ونوّه إلى أن الاستنفار واجب وطني وفرض عين، مؤكدًا أن الشعب السوداني سينتصر قريبًا ويخرج في مواكب ومسيرات الفرح والنصر في كل مدن وقرى السودان. واختتم بالقول: “النصر قادم بإذن الله، تحية للقوات المسلحة السودانية وحركات الكفاح المسلحة والمقاومة الشعبية، والخزي والعار لعصابة دقلو الإرهابية”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس