الصادق المقلي: لا حسم عسكريًا للحرب والحل في انتقال مدني شامل

23
الصادق المقلي: لا حسم عسكريًا للحرب والحل في انتقال مدني شامل
الصادق المقلي: لا حسم عسكريًا للحرب والحل في انتقال مدني شامل

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أكد الدبلوماسي السوداني السابق الصادق المقلي أن انتصارات الجيش السوداني لن تُثمر دبلوماسيًا ما لم تفضِ إلى إنهاء الحرب وإطلاق مرحلة انتقال مدني. وقال في حوار مع “أفريقيا برس”، إن الحل يكمن في عفو عام، وانهاء انقلاب 2021، ودعوة القوى السياسية إلى مؤتمر جامع وتشكيل حكومة كفاءات مستقلة، وعودة العلاقات الدولية، واستئناف عضوية السودان في الاتحاد الإفريقي.

وأضاف المقلي أن الحرب لن تُحسم عسكريًا، وأن القوى السياسية قادرة على التوافق ضمن مؤتمر دستوري. وشدد على ضرورة تجنّب سياسة المحاور، منتقدًا تصريحات العطا تجاه الإمارات وتشاد، معتبرًا أنها تغوّل على صلاحيات الخارجية. كما دعا إلى حل الخلافات مع الدول عبر القنوات الثنائية، لا عبر التصعيد الإعلامي.

الجيش السوداني تمكن من استعادة عاصمة السودان الخرطوم وكذلك ولايات أخرى، كيف تستفيد الدبلوماسية السودانية من هذه الانتصارات؟

الدبلوماسية السودانية تستفيد فقط في حالتين؛ الأولى إذا أفضى انتصار الجيش إلى حسم المعركة لصالحه.

وهل سيحسم المعركة؟

لا أعتقد أن لهذه الحرب حسمًا عسكريًا.

كيف يمكن أن تستفيد الدولة من انتصارات الجيش؟

يمكن أن تستفيد الدولة إذا أنهى البرهان انقلاب أكتوبر 2021، وأصدر عفوًا عامًا، ودعا القوى السياسية إلى مائدة مستديرة تتمخض عنها حكومة كفاءات مستقلة دون محاصصة حزبية، تُعيِّن رئيس وزراء مستقلًا بالتوافق، ويكون دور الجيش في مجلس السيادة شرفيًا دون تدخل في الجهاز التنفيذي.

يجب أن تعمل هذه الحكومة المدنية على تطبيع علاقات السودان مع المجتمع الدولي، واستعادة عضويته في الاتحاد الإفريقي، والمصارف المالية الدولية متعددة الأطراف، وبدعم من هذه المؤسسات تتم عودة النازحين واللاجئين، وتنطلق عملية إعادة الإعمار.

هذا هو السيناريو الوحيد الذي يخرج الدولة من عنق الزجاجة ويضع حدًا لمعاناة المواطنين.

ولكن هل يمكن أن تتوافق القوى السياسية المتخاصمة؟

القوى السياسية والمدنية والثورية ستتوافق، ويجب أن يتم ذلك في مؤتمر دستوري جامع يحدّد صيغة الحكم وآليات إجراء الانتخابات.

كيف تعلّق على تصريحات ياسر العطا إذ هدّد تشاد والإمارات؟

تصريحات العطا طائشة، ولا يمكن أن تصدر عن رجل دولة، فضلًا عن تغوّله على ولاية وزارة الخارجية في ما يتعلق بسياسة السودان الخارجية.

وكيف يتعامل الجيش السوداني مع العالم الخارجي؟

الجيش مؤسسة لها شرعيتها، ومن الطبيعي أن يقيم علاقات عسكرية مع كل الدول. وعلى الحكومة أن تبتعد عن سياسة المحاور الضارة بالمصلحة القومية، والتي قد تُقحم البلاد في صراعات نفوذ دولية.

هناك دول دعمت الدعم السريع في الحرب ولها أجندة، فما خطتها بعد انهياره؟

لا توجد دولة تعترف بدعمها للدعم السريع. السودان قدّم شكوى لمجلس الأمن ضد الإمارات، واشتكى تشاد إلى لجنة حقوق الإنسان الإفريقية، وهذه قضايا تستغرق وقتًا طويلًا للبت فيها. لا أعتقد أن هذه الشكاوى ستؤدي إلى نتائج ملموسة، لذا من الأفضل أن تحسم الدولة هذه المشاكل عبر القنوات الدبلوماسية الثنائية.

أما الاحتمال الثاني الذي يمكن أن يخدم الدبلوماسية السودانية، فهو عودة طرفي النزاع إلى المفاوضات، والتوصل إلى حل سلمي يفضي إلى نفس السيناريو المذكور أعلاه.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here