أفريقيا برس – السودان. قالت الأمم المتحدة، الجمعة، إن “قوات الدعم السريع” ارتكبت “فظائع جماعية” تشمل القتل والعنف الجنسي ضد نساء وفتيات في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان.
جاء ذلك في بيان صادر عن 10 خبراء بالأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان.
وفي 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، استولت “الدعم السريع” على الفاشر، حيث ارتكبت مجازر بحق مدنيين وفق مؤسسات محلية ودولية، كما أقر قائدها محمد حمدان دقلو “حميدتي” بحدوث “تجاوزات” في المدينة، مدعيا تشكيل لجان تحقيق.
وفي البيان، أعرب خبراء الأمم المتحدة عن “بالغ قلقهم إزاء تقارير تفيد بارتكاب قوات الدعم السريع فظائع واسعة النطاق في مدينة الفاشر، بما في ذلك قتل المدنيين واستخدام العنف الجنسي القائم على النوع الاجتماعي ضد النساء والفتيات”.
وأوضح البيان أنه “بعد حصار دام 540 يوما، سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر مرتكبة فظائع جماعية ومتسببة في أزمة إنسانية كارثية”.
واستنكر الخبراء “حجم وبشاعة الجرائم المبلغ عنها في الفاشر، بما في ذلك مستويات واسعة النطاق ومنهجية وسادية من العنف الجنسي تُستخدم عمدا كاستراتيجية للهيمنة والإذلال وتهدف إلى تدمير المجتمعات”، وفق البيان.
وقالوا: “هالنا بوجه خاص ما يرد من التقارير التي تفيد بتعرض نساء للاغتصاب أمام أقاربهن واحتجازهن لأيام في ظروف قاسية ترقى إلى مستوى التعذيب والمعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة”.
وأشاروا إلى إفادات شهود عيان بأن “قوات الدعم السريع قامت عند دخولها إلى ملاجئ النازحين قرب جامعة الفاشر، باختيار نساء وفتيات تحت تهديد السلاح، واغتصاب جماعي لما لا يقل عن 25 منهن”.
كما قامت القوات بـ”إجبار ما لا يقل عن 100 أسرة نازحة على الفرار وسط إطلاق النار، كما جرى ترهيب كبار السن”، بحسب البيان.
وحتى الساعة 21:00 (ت.غ) لم يصدر تعقيب من “الدعم السريع” على ما ورد في بيان الخبراء الأمميين.
والأربعاء، أعلنت منظمة الهجرة الدولية نزوح أكثر من 81 ألف شخص من الفاشر ومحيطها منذ 26 أكتوبر الماضي.
وذكر بيان الخبراء أن تقارير أفادت بأن “الفارين تعرضوا لتفتيش جسدي مهين، وأعمال ترقى إلى الاختفاء القسري والاختطاف مقابل فدية، كما تعرضت النساء اللاتي حاولن الفرار لاعتداءات جنسية إضافية، ولا يزال العديد من الناجيات من العنف في عداد المفقودين دون الحصول على الرعاية الطبية أو النفسية الاجتماعية”.
ولفت إلى “تقارير موثوقة تشير إلى تنفيذ إعدامات ميدانية على أساس عرقي بحق مدنيين في الفاشر على أيدي قوات الدعم السريع”.
ووصف الخبراء ذلك بأنه “أفعال محظورة بموجب القانون الدولي وتشكل جرائم حرب، وقد ترقى أيضا إلى جرائم ضد الإنسانية”.
وشددوا على “ضرورة توقفها فورا وإجراء تحقيقات سريعة ومستقلة بشأنها”.
وأضافوا أن تلك الجرائم “تذكّر بحملات قوات الدعم السريع العسكرية السابقة في زمزم والجنينة وأردمتا (بإقليم دارفور)، حيث قُتل آلاف الأشخاص وتعرضت النساء لاغتصاب ممنهج”.
وناشد الخبراء المجتمع الدولي “استخدام جميع الوسائل المتاحة لوضع حد لإراقة الدماء فورا ودعم حماية المدنيين، وكشف مصير وأماكن المختفين، وتسهيل الوصول الإنساني وحماية العاملين في المجال الإنساني”.
كما دعوا المجتمع الدولي إلى “محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم – بما في ذلك الذين قدموا الدعم والمساعدة من خلال نقل الأسلحة وغيره من أشكال الدعم اللوجستي”.
وتشمل قائمة الخبراء الأمميين، ريم السالم، المقررة الخاصة المعنية بالعنف ضد النساء والفتيات، وباولا غافيريا، المقررة المعنية بحقوق الإنسان للأشخاص النازحين، وأليس جيل إدواردز، المقررة المعنية بالتعذيب.
ويشهد السودان منذ أبريل/ نيسان 2023 حربا دامية بين الجيش و”الدعم السريع”، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص.
وحاليا، تسيطر “الدعم السريع” على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس غرب البلاد، باستثناء بعض المناطق الشمالية من ولاية شمال دارفور التي لا تزال تحت سيطرة الجيش، وتشمل محليات كرنوي وأمبرو والطينة، إضافة إلى مناطق خاضعة لـ”حركة تحرير السودان” بقيادة عبد الواحد محمد نور، من بينها منطقة طويلة التي تضم أكبر عدد من نازحي الفاشر.
في المقابل، يسيطر الجيش السوداني على معظم مناطق الولايات الـ13 المتبقية من أصل 18 ولاية، في الجنوب والشمال والشرق والوسط، بما فيها العاصمة الخرطوم.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس





