أفريقيا برس – السودان. أعلن رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، باتريس موتسيبي، عن قرار مفصلي يهم مستقبل بطولة كأس الأمم الإفريقية، التي تُقام نسختها الخامسة والثلاثون حاليًا بالمغرب.
وخلال مؤتمر صحفي عُقد بالرباط، يوم الأحد، عشية المباراة الافتتاحية لكأس الأمم الإفريقية 2025 بين المنتخب المغربي ونظيره من جزر القمر، كشف موتسيبي أن البطولة القارية ستنتقل من نظام يُنظم كل عامين إلى دورة تُقام مرة كل أربع سنوات. ويُعد هذا التحول التاريخي قطيعة مع تقليد رافق المسابقة منذ انطلاقها سنة 1957، على أن يدخل القرار حيز التنفيذ ابتداءً من عام 2028.
وفي السياق ذاته، أعلن موتسيبي عن قرار استراتيجي آخر، يتمثل في إحداث «دوري الأمم الإفريقية» تحت إشراف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم. وستُقام هذه المسابقة الجديدة سنويًا، مستوحاة من تجربة دوري الأمم الأوروبية.
وقد استطلعت يابلادي آراء ثلاثة صحفيين ومحللين رياضيين، ناقشوا الإيجابيات والسلبيات المحتملة لهذا التحول التاريخي، الذي أثار ردود فعل متباينة داخل الأوساط الرياضية والإعلامية الإفريقية.
فقدان للزخم والهوية؟
قال الصحفي الرياضي المغربي حنيف بن بركان، في تصريح ليابلادي: «لست من أنصار تحويل كأس الأمم الإفريقية إلى بطولة تُقام كل أربع سنوات». ويرى الصحفي العامل بموقع فوت ميركاتو أن كأس الأمم الإفريقية تتجاوز كونها مجرد مسابقة كروية، إذ تشكل «احتفالًا» فريدًا من نوعه في القارة السمراء. وأوضح: «هذا المستوى من الحماس لا نجده بالقدر نفسه في القارات الأخرى»، معتبرًا أن البطولة الإفريقية تختلف في روحها عن كأس العالم، أو بطولة أوروبا، أو كوبا أمريكا.
وإلى جانب بعدها الاحتفالي، يؤكد بن بركان أن كأس الأمم الإفريقية تمثل منصة أساسية للمنتخبات الوطنية الإفريقية «للتنافس المنتظم والتطور نحو أعلى المستويات». ويرى أن تقليص وتيرة تنظيمها «قد يُبطئ من تطور المنتخبات، بحكم انخفاض عدد المباريات التنافسية التي تتيح قياس القوة الفعلية بينها».
ضغط الأندية والحسابات المؤسسية
ويعزو بن بركان قرار موتسيبي إلى «اعتبارات سياسية ومؤسسية بالدرجة الأولى». وقال في هذا الصدد: «أحد الأهداف الرئيسية لهذا التغيير هو الحد من النزاعات المتكررة مع الأندية»، مشيرًا إلى التوترات التي سبقت كأس الأمم الإفريقية 2025، حيث جدّدت الأندية الأوروبية تحفظها بشأن تسريح اللاعبين الأفارقة.
وأضاف أن «الفيفا، رغم نفوذها في القرارات المتعلقة بالأندية، لم تنجح حتى الآن في إرساء تنسيق فعّال ومستدام بين الأندية والمنتخبات الوطنية». ويتقاطع هذا الرأي مع تحليل الصحفي المغربي المقيم في هولندا، مصطفى أسديك، مؤلف كتاب “أبطال كرة القدم الإفريقية”، الذي يرى أن «مصالح الأندية — سواء الأوروبية أو الخليجية — باتت تتقدم على حساب الإرث التاريخي لكأس الأمم الإفريقية».
وأشار أسديك إلى أن «الأندية الأوروبية الكبرى أبدت في الآونة الأخيرة ترددًا متزايدًا في التعاقد مع لاعبين أفارقة، تفاديًا لفقدانهم خلال أشهر الشتاء»، وهي الفترة التي تُنظم فيها البطولة تقليديًا. وختم بالقول: «ليس من قبيل الصدفة أن أندية بحجم ريال مدريد وبرشلونة وتشيلسي لا تضم حاليًا أي لاعب إفريقي، رغم الغنى الكبير للمواهب في القارة».





