بعد تحرير سنجة.. ما هي خطة الجيش السوداني؟

61
بعد تحرير سنجة.. ماهي خطة الجيش السوداني؟
بعد تحرير سنجة.. ماهي خطة الجيش السوداني؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. بعد حصار محكم استمر عدة أيام، تمكن الجيش السوداني من تحرير مدينة سنجة، عاصمة ولاية سنار، التي كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع لعدة شهور.

يُعد هذا الانتصار إنجازًا كبيرًا للجيش السوداني، حيث تُعتبر سنجة أول عاصمة ولائية يتم تحريرها من قبضة قوات الدعم السريع، فيما لا تزال بعض الولايات الأخرى تحت سيطرة هذه القوات.

وقد شهدت مدن سنار، القضارف، ونهر النيل احتفالات حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف من السودانيين احتفاءً بإعادة السيطرة على سنجة.

دلالات كبيرة

عضو المكتب السياسي بحزب الأمة القومي، مرتضى هباني، صرّح لموقع “أفريقيا برس” بأن استعادة مدينة سنجة من سيطرة قوات الدعم السريع تحمل دلالات كبيرة، سواء عسكريًا أو على مستوى وجدان الشعب السوداني بأسره. وأوضح أن هذا الانتصار يمثل إضافة نوعية لسجل انتصارات الجيش السوداني، ويؤكد تفوقه على القوى المتمردة.

وأشار هباني إلى أن هذا الانتصار سيكون له تأثير كبير على مجريات الحرب، متوقعًا سلسلة من الانتصارات المتواصلة. وأكد أن تحرير سنجة واستعادة جبل موية، الذي يتمتع بأهمية استراتيجية، سيمهد الطريق لتحرير كامل المنطقة وتنظيفها من وجود قوات الدعم السريع، مما يسهم في تسريع تحرير مدينة ود مدني، وصولًا إلى مدن وقرى الجزيرة في مختلف جهاتها.

وأوضح هباني أن تحرير سنجة يفتح الباب أمام تحرك الجيش شمالًا لتشكيل طوق مع قوات الداخل، بهدف حصار المتمردين في الخرطوم، خاصة في جنوبها، بالإضافة إلى الانطلاق نحو تنظيف منطقة جبل أولياء وشمال النيل الأبيض.

وأشار إلى أن تحرير سنجة يعزز مكاسب الجيش السوداني من حيث السيطرة على مواقع استراتيجية والاستفادة من البنى التحتية والموارد المهمة لدعم العمليات العسكرية القادمة. كما أنه يزيد من الثقة لدى قيادات وضباط وجنود الجيش والقوات المساندة لهم.

وأكد هباني أن تحرير سنجة يعكس تنفيذ الجيش لخطة متكاملة تهدف إلى هزيمة التمرد واستعادة السلام والاستقرار في السودان، وحماية البلاد من أي تآمر داخلي أو خارجي. وأضاف أن هذا الانتصار يعزز الثقة الدولية في قدرات الجيش السوداني، خاصة بعد التحديات التي واجهها من قوى خارجية، ويبرز الفارق الكبير بين الجيش والمليشيات المتمردة.

على المستوى الجماهيري، يرى هباني أن تحرير سنجة يعزز الالتفاف الشعبي حول الجيش، ويمنح السودانيين مزيدًا من الطمأنينة والثقة في قواتهم المسلحة.

أما بالنسبة لقوات الدعم السريع، فقد وصف هباني تحرير سنجة بأنه يمثل هزيمة كبيرة لها، سواء عسكريًا أو معنويًا. وأوضح أن هذا الانتصار يضعف قدرتها على التواصل بين وحداتها، ويقلص فرص التمويل ويزيد من حالة التشتت والانشقاقات الداخلية في صفوفها. كما أشار إلى أن هذه الهزيمة ستعمق أزماتها الداخلية وتؤدي إلى مزيد من الانهيارات والاستسلام.

وختم هباني حديثه بالتأكيد على أن انتصار الجيش يمثل دفعة معنوية كبيرة للشعب السوداني، الذي ينتظر بفارغ الصبر نهاية الحرب، لعودة النازحين واللاجئين إلى ديارهم وأسرهم.

خطوة مهمة

الناطق الرسمي باسم التحالف السوداني، محمد السماني، صرّح لموقع “أفريقيا برس” بأن الانتصار الذي حققته القوات المسلحة السودانية في سنجة يُعتبر الأهم حتى الآن. وأكد أن ولاية سنار تمثل بداية تحرير الوطن من سيطرة المليشيات.

وأشار السماني إلى أن القوات المسلحة السودانية الآن في أفضل حالاتها المعنوية بفضل الانتصارات المتتالية التي حققتها، متوقعًا أن تواصل القوات تقدمها نحو ولاية الجزيرة بعد استكمال تحرير ولاية سنار وفك الحصار عن منطقتي النيل الأبيض والنيل الأزرق.

وأضاف أن قوات الدعم السريع لن تتمكن من الرد على تحرير سنجة، إذ إنها تعاني من حالة انهيار مستمر نتيجة قطع الإمدادات العسكرية عنها، وتراجع أعداد المقاتلين وانهيار الروح المعنوية في صفوفها.

دافع معنوي

يرى المحلل السياسي محمد عبدالجبار أن تحرير مدينة سنجة يمثل خطوة حاسمة لإنهاء الحصار المفروض من قبل قوات الدعم السريع على ولاية النيل الأزرق.

وأضاف عبدالجبار، في حديثه لموقع “أفريقيا برس”، أن تحرير سنجة يُسهم أيضًا في فك الحصار عن ولايتي النيل الأبيض وسنار، مما يمهد الطريق لتحرير ولاية الجزيرة والعاصمة الخرطوم.

وطالب عبدالجبار قوات الدعم السريع بالاستسلام، مشيرًا إلى أن استمرارها في المواجهة سيؤدي إلى تدميرها بالكامل على يد الجيش السوداني.

وأشار المحلل إلى أن تحرير سنجة يمنح الجيش السوداني زمام المبادرة ويعزز من قدرته على الهجوم في جميع المحاور، مما يرفع معنوياته بشكل كبير.

وختم عبدالجبار بالتأكيد على أهمية مواصلة الجيش السوداني سلسلة الانتصارات دون توقف حتى تحرير آخر شبر من أرض السودان.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here