أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. أكد القيادي في التحالف السوداني، حذيفة محيى الدين البلول، أن انهيار مليشيا الدعم السريع وانسحابها إلى دارفور يمثل تحولًا ميدانيًا مهمًا، لكنه شدد على أن الحل لن يكون عسكريًا، بل عبر التفاوض والحوار.
وقال في حوار مع “أفريقيا برس” إن الحركات المسلحة لعبت دورًا مهمًا في دعم الجيش بفضل خبرتها، مضيفًا أن المناصب التي تتقلدها قياداتها تعود لاستحقاقات اتفاق جوبا، لا لعلاقة مباشرة بالحرب.
وطمأن بشأن العلاقة مع الجيش، مؤكدًا تماسك الصفوف ووحدة المصير. كما أشار إلى حرص التحالف على دمج قواته ضمن استحقاقات الاتفاق، مشددًا على أن تأمين الخرطوم وملاحقة فلول المليشيا يمثلان تحديًا وأولوية قادمة.
في ظل انهيار قوات الدعم السريع وانسحابها إلى دارفور، ما السيناريو المرتقب؟
لا شك أن المتابع للواقع الميداني في ظل هذه الحرب، يلاحظ أن الجيش السوداني تمكّن من السيطرة على أغلب المواقع التي كانت خاضعة لسيطرة مليشيا الدعم السريع، خاصة في ولايات سنار والجزيرة والخرطوم.
أما في ظل المعطيات الحالية، فإن السيناريو المتوقع هو لجوء المليشيا إلى دارفور واستمرار الصراع داخل الإقليم. ومع ذلك، فإن هذه الحرب لن تُحسم بانتصار عسكري لأي من الطرفين، إذ يبقى الحل الوحيد في العودة إلى طاولة الحوار وطي صفحة الحرب عبر التفاوض.
لماذا تضع قوى الكفاح المسلح شروطًا للقتال إلى جانب الجيش، رغم أن معظم قياداتها يتقلدون مناصب رفيعة في الدولة السودانية؟
تمكنت حركات الكفاح المسلح المساندة للجيش من تقديم عون كبير للقوات المسلحة، بفضل تجربتها وخبرتها الممتدة. وأعتقد أن تقلّد قياداتها مناصب في الدولة هو نتيجة لاستحقاقات اتفاق جوبا، الذي تم توقيعه قبل أربع سنوات، وليس له علاقة بالحرب الجارية.
ثمة من يتخوف من انفجار الوضع بين الجيش والحركات الدارفورية في المستقبل… هل هناك تطمينات في هذا الجانب؟
أعتقد أن هذه الحرب قرّبت بين الحركات المسلحة والجيش أكثر من أي وقت مضى، ولا أرى مؤشرات تنبئ بتوتر العلاقة بينهما. فدائمًا، الخنادق والمصير المشترك يجعلان القوات أكثر تماسكًا ومنعة.
هل التحالف السوداني مستعد لدمج قواته في الجيش؟
التحالف السوداني، كغيره من أطراف اتفاق جوبا، يندرج دمج قواته في الجيش ضمن استحقاقات السلام المنصوص عليها في الاتفاق. وهو حريص على تنفيذ هذا البند والتزامه بدمج قواته وفقًا لما نص عليه اتفاق جوبا.
ماذا بعد تحرير الجيش للخرطوم؟
أعتقد أن تأمين العاصمة وملاحقة الجيوب المتبقية يُعدّان من أبرز التحديات في المرحلة المقبلة، إلى جانب توفير الخدمات الأساسية ومعالجة الأضرار التي لحقت بالبنى التحتية، خاصة محطات الكهرباء والمياه. أما على الصعيد العسكري، فإن التقدّم نحو الأمام، ومحاصرة المليشيا، وطردها من بقية المناطق يُعدّ أولوية استراتيجية.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس