أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. استيقظ السودانيون في صباح اليوم الأول من شهر سبتمبر على فاجعة مقتل أكثر من ألف مواطن سوداني من قرية كاملة في جبل مرة وسط دارفور إثر انزلاقات أرضية سببتها الأمطار.
وتقع القرية التي يطلق عليها “ترسين” في جبال مرة وهي أشهر الجبال السودانية في دارفور وتعاني القرية من ضعف البنية التحتية، سيما في موسم الأمطار.
وبحسب حركة تحرير السودان التي تسيطر على القرية، فإن جميع سكان قرية “ترسين”، والذين يقدرون بأكثر من ألف شخص، قد لقوا حتفهم ولم ينجُ منهم إلا شخص واحد.
وتواصلت “أفريقيا برس” مع الناطق الرسمي باسم حركة وجيش تحرير السودان محمد عبدالرحمن الناير للكشف عن تفاصيل الحادثة، في الحوار التالي:
حدثنا بالتفصيل عن حجم الفاجعة التي حدثت لمواطني قرية ترسين؟ وهل حركة جيش وتحرير السودان وقفت على حجم الحادثة؟ وماذا قدمت للضحايا من مساعدات؟
إن الكارثة الإنسانية التي حدثت في منطقة “ترسين” تفوق الوصف، وهو أمر مؤلم جداً، ونتقدم بأسمى آيات التعازي والمواساة للشعب السوداني وذوي الضحايا والإنسانية في هذا المصاب الجلل.
منطقة ترسين في الماضي كانت عبارة عن جنائن لزراعة الموالح وكافة أنواع الفاكهة، ولكن بعد الحرب العدوانية التي شنها نظام المؤتمر الوطني في عام 2016م واستخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً، نزح الآلاف من المواطنين إلى هذه المناطق في عمق جبل مرة، وأصبحت قرى سكنية، وبعد حرب 15 أبريل أيضاً نزح الآلاف من المواطنين إلى هذه المناطق ومن بينها قرية “ترسين”.
في يوم 31 أغسطس الجاري وقعت الكارثة الإنسانية جراء الأمطار التي تسببت في انزلاقات أرضية محت القرية بأكملها من الوجود، والتي كان يسكن فيها نحو ألف نسمة ولم ينجُ سوى شخص واحد.
ثم ماذا بعد وقوع الحادثة؟
فور وقوع الكارثة تحركت السلطة المدنية بالأراضي المحررة للقيام بواجب إنقاذ الضحايا، ولكن حجم الكارثة فوق قدرة الحركة، ورفع الحجارة الضخمة يحتاج إلى آليات غير متوفرة بالمنطقة، وهي قرية نائية في عمق جبل مرة، ولكن بالإمكانيات المتاحة تم انتشال نحو 100 جثة من تحت الأنقاض ولا تزال جهود الإنقاذ جارية.
هنالك عشرات القرى في عمق جبل مرة مهددة بكوارث مماثلة، ووضعت الحركة خطة لإجلاء المواطنين إلى أماكن أكثر أماناً، وبما أن الأمر يفوق قدرة الحركة المالية واللوجستية فقد تقدمت بنداء إلى الأمم المتحدة ووكالاتها والمجتمعين الإقليمي والدولي بضرورة المساعدة العاجلة.
هل استجابت الأمم المتحدة للنداء الذي أطلقتموه؟
وللأسف حتى الآن لم نرَ أي تحركات دولية. ولكن بما يمليه علينا واجبنا الإنساني والوطني والأخلاقي ومن واقع مسؤوليتنا سوف نقدم كل ما نستطيع من أجل أهلنا المنكوبين ومن يتهددهم الخطر.
البعض يشكك في المعلومات التي أوردتها حركة وجيش تحرير السودان عن حادثة قرية ترسين؟ كيف ترد؟ ومن يقف وراء التشكيك؟
ليس هنالك مصلحة للحركة في فبركة أخبار أو تضليل الرأي العام في ظل ثورة المعلومات، ولكن المشككون هم بقايا نظام الحركة الإسلامية وأذيالها الذين ظلوا يستثمرون في معاناة ومآسي المواطنين، ونعرف أهدافهم ومراميهم، ونشفق على هؤلاء الذين تجردوا من إنسانيتهم، ووصل بهم الحال إلى الاستهزاء بمآسي الآلاف من المواطنين.
نحن من نسيطر على هذه المناطق ونعرف تفاصيلها، وليس هؤلاء القابعون في بورتسودان وخلف شاشات هواتفهم ليكتبوا مثل هذا الهراء.
ثمة من يقول إن حركة وجيش تحرير السودان بقيادة عبدالواحد نور تريد من خلال هذه الحادثة المزايدة السياسية نافين في ذات الوقت وقوع الحادثة؟
نزايد على من؟ ولماذا؟
من يطلقون مثل هذه الدعاية هم مرضى نفسيون، يخوضون معارك صفرية وهم أقل قامة من حركة/جيش تحرير السودان.
استنفرت الحركة كل طاقتها عبر السلطة المدنية بالأراضي المحررة لإنقاذ هؤلاء الضحايا وإجلاء القرى المعرضة للخطر.
البعض يتساءل أين صور الجثث وأشلاء الضحايا؟ هل تملكون توثيقاً وأدلة قاطعة للحادثة؟
هنالك عدد من الصور والفيديوهات التي تم نشرها توضح حجم الكارثة، وفي الساعات والأيام القادمة سوف يصل المزيد من الصور والفيديوهات، ليس رداً لأحد ولكن كي يعرف العالم حجم الكارثة الإنسانية التي تعرض لها أهلنا في قرية ترسين المنكوبة.
الحكومة السودانية لم تصدر حتى الآن بياناً تجاه الحادثة؟
ليس هنالك حكومة شرعية في السودان، وإذا كنت تقصد سلطة بورتسودان فإن صمتها أو حديثها لا يعنينا في شيء، وهي التي منعت الإغاثة والمساعدات الإنسانية عن الملايين من ضحايا الحرب.
هل تتوقع وصول منظمات إنسانية لمناطق الحادثة؟ وماذا يمكن أن تقدم؟
نتوقع وصول منظمات دولية وإقليمية ولا نعرف حجم الدعم الذي سيقدمونه، ولكن واجبنا الإنساني يحتم علينا القيام بما يجب وفق إمكانياتنا المتاحة ولن ننتظر أحداً.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس