أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. في حواره مع «أفريقيا برس» أكّد أستاذ العلوم السياسية عبداللطيف محمد سعيد أن دخول قوات الدعم السريع إلى المثلث تمّ بمساندة مباشرة من حفتر وبدعم إماراتي، وقال إن الهدف من هذه الخطوة هو فتح طريق إمداد جديد ونقل الصراع إلى دول الجوار، خاصة مصر، لكنه شدّد على أن القاهرة لن تسمح بتهديد أمنها القومي.
وأضاف أن الدعم السريع يخطط لاستخدام المثلث للضغط على الشمالية رغم صعوبة ذلك ميدانيًا. ولا يستبعد عبداللطيف أن تتدخل مصر عسكريًا بعد مساندة المشير خليفة حفتر للدعم السريع، مستدلًا بتصريحات الرئيس المصري بأن أمن السودان من أمن مصر، مشيرًا إلى أن حفتر يبحث عن مجد جديد في السودان بعد فشله في السيطرة على ليبيا.
كيف تعلّق على مشاركة قوات خليفة حفتر مع الدعم السريع؟
حفتر يبحث له عن موقع في الخارطة السياسية، وقد فشل في السيطرة على ليبيا، فكيف يسيطر على السودان؟ أما مشاركته مع الدعم السريع فهي لا تحقق هدفًا عسكريًا أو سياسيًا، بل ربما يؤدي ذلك إلى دخول مصر إلى المعركة ضد حفتر، وهذا واضح في تصريحات الرئيس المصري الأخيرة وتهديداته بأن أمن السودان من أمن مصر.
هل يمكن أن يسهم وجود قوات حفتر مع الدعم السريع في دخول الدعم السريع إلى ولايات جديدة؟
لا أعتقد أن وقوف ودعم حفتر للدعم السريع سيضيف شيئًا إلى ميزان القوى أو يقوّي من موقف الدعم السريع أو يوسّع تمدده إلى ولايات جديدة. فقد هُزم الدعم السريع في كثير من المواقع، وفقد الخرطوم ومدني، وينتصر الآن في مناطق كانت أصلًا تشهد حروبًا واضطرابات.
التحالف الجديد «تأسيس» والذي يتكوّن من الحركات المسلحة وبعض القوى السياسية والدعم السريع.. برأيك ما هي أهدافه؟ وما هو مستقبله؟
ظهور تحالفات جديدة بين هذه الحركات كتحالف «تأسيس» قد يقود في المستقبل إلى بروز قوة جديدة تشبه الدعم السريع. يُلاحظ أن معظم الحركات المسلحة تتمسّك باتفاقية جوبا، وكل ذلك لتنال قطعة من كيكة السلطة، وهنا تكمن المشكلة.
هل ستتنازل هذه الحركات بعد التحالفات التي طفت على السطح عن نصيبها في السلطة؟
يُلاحظ أن هذه التحالفات ليست عسكرية في مجملها، بل تريد أن تكتسب بُعدًا سياسيًا، وهنا تكمن الخطورة.
ربما هذه الحركات التي تساند الدعم السريع تريد أن تفصل دارفور؟
لا أعتقد أن انفصال دارفور يُعدّ من مطالب هذه المرحلة، وقد يبرز في مرحلة قادمة، وإن كنت أرى أنه احتمال ضعيف، وسيؤدي إلى نشوب معارك بين الحركات المسلحة، ففي اعتقادي أن هذه التحالفات هشة ولا تحمل أبعادًا سياسية أو فلسفة لإدارة دولة.
الملاحظ أن هناك بطئًا في العمليات العسكرية في دارفور.. لماذا؟
المعارك في دارفور تدور ببطء فعلًا، ولعل السبب أن الدعم السريع لا يريد أن يخرج مهزومًا من الحرب، والجيش ربما يرى أن ذلك سيشغل الحركات المسلحة ويفقدها قوتها وقدرتها على تحقيق مطالبها التي ربما لا تتجاوز الطمع في المشاركة في السلطة. إذا طالت المعارك في دارفور، فلماذا تأخرت في كردفان؟ هل لنفس الأسباب أم لعدم مقدرة الجيش والحركات المسلحة على الحسم؟
ما تداعيات الحرب الإيرانية الإسرائيلية على السودان؟
الحرب الإيرانية الإسرائيلية بلا شك ستؤثر على دول المنطقة، خاصة السودان، وإن لم يكن التأثير عسكريًا فسيكون اقتصاديًا، إذ سيؤثر على الملاحة في البحر الأحمر الذي يشكّل منفذًا رئيسيًا للسودان. كما أن إيران برزت كحليف للسودان في الآونة الأخيرة. وهناك التأثير النفسي على المواطن الذي يعاني أصلًا من ضعف الدخل والعمل والاستقرار النفسي.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس
