غرف طوارئ السودان تفوز بجائزة عالمية ثانية

4
غرف طوارئ السودان تفوز بجائزة عالمية ثانية
غرف طوارئ السودان تفوز بجائزة عالمية ثانية

أفريقيا برس – السودان. فازت شبكة غرف الطوارئ السودانية، الأربعاء، بجائزة رافتو النرويجية لحقوق الإنسان لعام 2025، تكريمًا لدورها الحيوي في إنقاذ الأرواح وتقديم الدعم المباشر للمدنيين منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، وفق ما أعلنت مؤسسة رافتو.

وقالت مؤسسة رافتو إن فرق غرف الطوارئ في السودان تقوم بإنقاذ الأرواح وصون كرامة المدنيين في مكان يسوده البؤس واليأس.

وأشارت إلى مقتل أكثر من مئة متطوع منذ اندلاع النزاع.

ودعت المؤسسة الجيش السوداني والدعم السريع إلى وقف القتال واحترام القانون الإنساني الدولي، وضمان حماية المدنيين والعاملين في المجال الإغاثي.

وأكدت المؤسسة في بيان أن «الجهود المبتكرة للمساعدة المتبادلة من خلال مشاركة المواطنين تساهم في تطوير مجتمع مدني وهو أمر ضروري لبناء مستقبل أفضل».

وأضافت أن المتطوعين يواجهون مخاطر جسيمة، حيث قتل أكثر من مئة منهم منذ اندلاع الحرب، وتعرض آخرون للاغتصاب أو الاعتقال أو نهبت المساعدات التي كانوا ينقلونها بحسب مانقلته هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية.

وتضم غرف الطوارئ مئات المبادرات المجتمعية التي يقودها متطوعون من الشباب، ووُلدت في الأصل من رحم لجان المقاومة التي برزت خلال ثورة ديسمبر 2018 والتي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع، عمر البشير.

ومع اشتعال الحرب، تحولت هذه المبادرات إلى شريان حياة لملايين النازحين، حيث بلغ عددها نحو 700 غرفة موزعة في أنحاء البلاد، بحسب تقارير الأمم المتحدة.

وتتولى هذه الشبكات توفير الغذاء والماء عبر مئات المطابخ المجتمعية، إلى جانب تنظيم عمليات إجلاء للجرحى والنازحين، وتقديم الإسعافات الأولية، فضلًا عن حملات مواجهة الأوبئة مثل الكوليرا، عبر الرش والتعقيم وتأسيس مراكز عزل بالتعاون مع منظمات إنسانية محلية ودولية.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد أشاد مطلع الشهر الحالي بعمل هذه المبادرات، واصفًا إياها بأنها «مثال ملهم للعمل الإنساني الشعبي يجسد أفضل ما في السودان في وقت يواجه أسوأ أزماته».

كما أشاد تقرير أممي حديث بغرفة طوارئ طويلة في شمال دارفور، باعتبارها نموذجًا لمبادرات قادت عمليات إجلاء واسعة وتوزيع المساعدات في بيئة بالغة الخطورة.

وتبلغ قيمة الجائزة 20 ألف دولار، وقد سبق أن مُنحت منذ تأسيسها عام 1987 لأشخاص ومنظمات بارزة، بينهم أربعة حازوا لاحقًا جائزة نوبل للسلام، مثل أونغ سان سو تشي وشيرين عبادي. وسيتم الإعلان الرسمي عن الفائز بالجائزة في احتفال يقام في مدينة أوسلو في العاشر من أكتوبر المقبل.

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تكريم المبادرة، ففي مايو الماضي منحت بعثة الاتحاد الأوروبي في السودان «شبكة غرف الطوارئ» جائزتها السنوية لحقوق الإنسان، فيما كان معهد أوسلو لأبحاث السلام قد رشحها في العام 2024 لجائزة نوبل للسلام تقديراً لعملها الإنساني وسط الحرب.

ويأتي هذا التكريم في ظل وضع إنساني غير مسبوق في السودان، حيث تؤكد الأمم المتحدة أن نحو ثلثي السكان بحاجة لمساعدات عاجلة، بينهم 16 مليون طفل، فيما بلغ عدد النازحين داخلياً 9 ملايين شخص، ليصبح السودان أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم.

ويشهد السودان منذ أبريل 2023 حربًا دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح ولجوء أكثر من 10 ملايين شخص، وفق تقديرات الأمم المتحدة والتي وصفت الوضع بأنه «الأزمة الإنسانية الأسوأ عالميًا»، مع انتشار المجاعة وتفشي الكوليرا وحمى الضنك في أجزاء واسعة من البلاد.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here