أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. خلال خطابه بمناسبة عيد الفطر المبارك، أكد قائد الجيش السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان، أن عهد ما قبل الحرب وثورة أبريل 2019 “ولى وانتهى”. وشدد البرهان على أن “معركة الكرامة” ستشكل الأساس المتين لبناء مستقبل جديد للسودان بعد 15 أبريل 2023. وأكد بصوت قاطع: “لا عودة إلى الوراء، لا عودة لما قبل 15 أبريل 2023، لا عودة لما قبل 25 أكتوبر 2021، لا عودة لما قبل أبريل 2019”.
وبحسب كثرين، أراد البرهان بجملته أن يطمئن السودانيين بأنه لا عودة لنظام البشير بعد مشاركة الإسلاميين في الحرب ضد قوات الدعم السريع وأن لا عودة للحكومة المدنية الانتقالية التي اتفق عليها بعد الثورة أو الاتفاق الإطاري الموقع عليه مع القوى السياسية وما يتضمنه من عملية دمج لقوات الدعم السريع في الجيش السوداني التي قاد الخلاف حولها للحرب في البلاد.
القضاء على الثورة
الكاتب والمحلل السياسي د. النور حمد قال لموقع “افريقيا برس” إن رسائل البرهان التي وردت في اللاءات الثلاثة توجه للشعب السوداني، وبحسب مضمونها فإن البرهان قال “قفوا معي لنسحق قوات الدعم السريع ونقضي على ثورة ديسمبر ومشعليها تماما لتعود الأمور إلى ما قبل أبريل 2019، حينها أجلس أنا في مكان الرئيس البشير وتعود الانقاذ كما كانت، لكن تحت قيادتي”.
السودان الجديد
في ذات السياق، شدد المحلل السياسي عبدالباقي عبدالمنعم على ضرورة أن تكون اللاءات الثلاث للسيد القائد العام للقوات المسلحة الجنرال البرهان عنوانا لميثاق “مشروع السودان الجديد” بمعنى بحسب عبدالمنعم أن لا يكون هناك إقصاء وتفشي ولا عنصرية ولا كراهية ولا للتدخل الخارجي، حيث دولة المؤسسات والعدالة والمواطنة.
وأضاف لموقع “افريقيا برس” إن البرهان أراد أيضا أن يقول في اللاءات الثلاثة إن السودان سيكون خاليا من التمرد بجيش قومي واحد وسودان ينال فيه كل من أجرم في حقه وشعبه بقانونه الوطني، والسودان الجديد الذي ستقوده القوات المسلحة لفترة انتقالية تدير الكفاءات الوطنية المستقلة فيه الدولة ليفضي إلى انتخابات حرة نزيهة تأتي بمن لديه القاعدة الحقيقية ويتقبل فيه الآخرون ويتنافسوا بأخلاق وشرف.
نذير شؤم
الناطق باسم حزب البعث العربي الاشتراكي عادل خلف الله يقول لموقع “افريقيا برس” إن البرهان يقصد باللاءات الثلاثة هو الاستفراد بالسلطة وصنع دكتاتورية جديدة، مؤكدا أن ذلك نذير شؤم لتسلط جديد على الشعب.
وأوضح خلف الله إن اللاءات الثلاثة التي أطلقها البرهان هدفها “(لا عودة لما قبل) أهم تواريخ ثلاثة أحداث لتطورات دراماتيكية في تاريخ البلاد الحديث وهي (السقوط السياسي لنظام الإنقاذ في أبريل “2019م”، وانقلاب قوى الردة والفلول بزعامة تحالف البرهان-حميدتي في “25 أكتوبر 2021م وأخيرا حرب التدمير التي أشعلت قوى الردة والفلول نيرانها وتبادل البرهان-حميدتي الأدوار في إطالتها وتوسيع نطاقها الجغرافي الاجتماعي).
وقال خلف الله: إذا كان ما ورد في الخطاب بلا عودة لما قبل “15 أبريل2023م”، فعليه وقيادة الدعم السريع أن يعليا راية وإرادة لا للحرب، بالوقف الفوري لها بلا شروط. وإن كان يقصد به الاستفراد بالسلطة بإقصاء نائبه وشريكه فيها، حميدتي، بعد استيلائهما عليها بالانقلاب في “25 أكتوبر 2021م، فذاك نذير شؤم لتسلط جديد على الشعب، يحاول إعادة “اكتشاف عجلة” التسلط والاستبداد رغم الهزائم التي مني بها بأعظم الانتفاضات وما حاق بالبلاد من تخريب وفساد وحروب في كنفه، بمحاولة توظيف أجواء الحرب لفرض نتائجها عليه، كما وظفت سلطة الأمر الواقع أجواءها، لا سيما بعد حادثة مسيرة عطبرة لفرض توجها فاشيا معاديا للحريات العامة والحزبية والتعددية السياسية والفكرية وتصفية الرأي الآخر والحق في الاختلاف وتجريمه.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس