ماذا يعني عودة قيادات في الدعم السريع للجيش؟

97
ماذا يعني عودة قيادات في الدعم السريع للجيش؟
ماذا يعني عودة قيادات في الدعم السريع للجيش؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أثار قائد فيلق البراء بن مالك، المصباح أبوزيد طلحه، جدلاً واسعاً في وسائل التواصل الاجتماعي، إذ أعلن عودة القيادي في قوات الدعم السريع إبراهيم بقال والقيادي الميداني محمد الفاتح “السافنا” إلى الجيش السوداني.

وقد أثار إعلان المصباح غضباً واسعاً بين السودانيين، حيث رأى البعض أن الإعلان يمثل خيانة لدماء الشهداء، فيما اعتبر آخرون أن بقال و”السافنا” لا يحق لهما العودة إلى السودان بعد انضمامهما للدعم السريع ومشاركتهما في جرائمه.

وكان قائد فيلق البراء قد تحدث عبر صفحته في “فيسبوك” عن اقتراب عودة إبراهيم بقال، القيادي في الدعم السريع، والذي كان ينصّب نفسه والياً على الخرطوم أيام كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع.

وقال المصباح في منشور: “الأستاذ بقال قريباً في حضن الوطن”، وعندما تساءل الناس عن مغزى المنشور وماذا يعني وكيف لبقال أن يعود، قال المصباح في منشور آخر: “للتاريخ… الأستاذ بقال لم يحمل سلاحاً في معركة ولم يوجّه ذخيرة أبداً تجاه القوات المنضوية في معركة الكرامة منذ بداية التمرد، بل اقتصر دوره على الظهور أمام عدسة موبايل بستيكر مكسور”.

وكان المصباح قد قال في منشور سابق: “تأكدت لدينا معلومات تفيد بأن بقال بدأ فعلياً الترتيب للهروب من السودان، عبر تشاد ومنها إلى أوروبا، بغرض طلب اللجوء السياسي، بعد أن شعر بأن موقعه أصبح مهدداً وأن الاستهداف قد يطاله في أي لحظة”.
وتشير ذات المصادر إلى اتصالات نشطة أجراها مؤخراً مع ناشطين في الخارج لترتيب عملية خروجه وتوفير الحماية له.

كما أعلن المصباح قرب انضمام القيادي الميداني في الدعم السريع محمد الفاتح “السافنا” إلى الجيش، إذ قال في منشور آخر عبر “فيسبوك”: “الجفلن خلهن… أقرع الواقفات… قريباً القائد السافنا في الطريق”.

بداية انهيار

بالنسبة للمحلل السياسي جعفر خضر، فإن عودة بعض قيادات ورموز الجنجويد إلى السودان وانضمامهم إلى الجيش يدل على بدايات انهيار الميليشيا وتحللها ويمثل انتصاراً للجيش.
واستدرك قائلاً: ينبغي أن لا يتم تحويلهم إلى أبطال كما حدث في حالة كيكل وتنصيبهم كقيادات لميليشيات مساندة للجيش، لأن هذا، بحسب جعفر، يستفز عموم الشعب السوداني الذي انتُهكت حقوقه.

كما قال جعفر إن ذلك يزيد من حالة انتشار السلاح خارج سيطرة القوات المسلحة، لكنه أوضح لموقع “أفريقيا برس” أنه ليس من الحكمة العسكرية رفض القادمين من الجنجويد، لأن رفضهم قد يعني تمسكهم بالميليشيا والقتال معها حتى الموت. وأضاف أن احتواء القادمين من الدعم السريع يشجع غيرهم على الانسلاخ من الجنجويد والاصطفاف مع الجيش.

وتابع قائلاً: بعد أن تضع الحرب أوزارها فإن كل من كان مع الدعم السريع وارتكب جريمة ثم انضم إلى الجيش، من حق الشعب السوداني أن يطالب بمحاكمته محاكمة عادلة أمام قضاء نزيه.

عودة طبيعية

في الأثناء، اعتبر المحلل السياسي الآخر مجدي عبد القيوم “كنب” في حديثه لموقع “أفريقيا برس” أن عودة قيادات من الدعم السريع إلى الجيش أمر طبيعي، منوهاً إلى أنه يدخل في إطار العمل السياسي أو العسكري. وتابع قائلاً: عودة قيادات من الدعم للجيش تعد مؤشراً على قرب نهاية مشروع الإمارات ومن يقف خلفها في السيطرة على البلاد سياسياً وعسكرياً كشرط وجوبي لوضع اليد على الموارد الضخمة التي تزخر بها البلاد، سيما الأراضي الخصبة والمياه.

وتابع: صحيح أن عودة هذه القيادات تثير حفيظة البعض، خاصة الذين تضرروا بشكل مباشر من ميليشيا الدعم السريع، ولكن الحرب تقتضي إضعاف الخصم إلى أقصى حد ممكن عبر العمل الاستخباراتي، سواء بالاختراق الذي يهدف إلى استمالة عناصر مهمة أو الاستهداف بالتصفية، وصولاً إلى الهدف الاستراتيجي وهو القضاء على العدو قضاء مبرماً.

ضربة موجعة

خبير عسكري فضل حجب هويته قال لموقع “أفريقيا برس” إن قدوم السافنا وبقال يمثل ضربة موجعة للدعم السريع على اعتبار أن القيادي بقال والسافنا من القيادات الكبيرة والمؤثرة في الدعم السريع.

ولا يستبعد الخبير العسكري أن يكون انضمام بقال بداية لانضمام قيادات أخرى من الدعم السريع. ويرى الخبير العسكري أن الشعب السوداني من حقه أن يرفض عودة قيادات التمرد لجهة أنهم شاركوا الدعم السريع جرائمه ونهبوا أموال الشعب السوداني، مبيناً أن حق الشعب السوداني لا يسقط بالعفو، وأن بقال كان يحرض الدعم السريع على قتل الأبرياء ونهب أموالهم.

وطالب الخبير العسكري بضرورة محاكمة بقال والسافنا على الجرائم التي ارتكبها الدعم السريع، وتابع: بعد المحاكمة لكل حادث حديث، وحينها سيأخذ الشعب السوداني حقه.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here