أحمد عيسى: حسم المعركة سيكون للطرف القادر على السيطرة والتقدم

32
أحمد عيسى: حسم المعركة سيكون للطرف القادر على السيطرة والتقدم
أحمد عيسى: حسم المعركة سيكون للطرف القادر على السيطرة والتقدم

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أكد رئيس إئتلاف سلام السودان والأمين العام لحزب الإصلاح الوطني أحمد عيسى أن الحسم في المعارك الحالية في كردفان ودارفور سيكون للطرف الذي يتمكن من التقدم والسيطرة على الأراضي بشكل متواصل، مشيرًا في حواره مع “أفريقيا برس”، إلى أن الجيش السوداني تمكن من استعادة مدني والعاصمة ومصفاة البترول، مما أجبر قوات الدعم السريع على التراجع.

وأضاف أن التفاوض يظل خيارًا ضروريًا حتى في حالة النصر الكامل، لأن الخصوم في النهاية هم أبناء الوطن. كما شدد على أهمية حماية سيادة السودان من التدخلات الأجنبية وتطوير القدرات الدفاعية لمواجهة التحديات المستقبلية. ودعا الأجهزة الأمنية لتحديد مواقع إطلاق المسيرات التي تستهدف السودان والتعامل معها بحزم، مؤكدا أن الاستهانة بمثل هذه التهديدات قد تقود إلى فشل ذريع في حماية الأمن الوطني.

يبدو أننا نعيش في المرحلة الأخيرة للحرب.. حيث انتقلت المعارك إلى كردفان ومنها إلى دارفور.. لمن سيكون الحسم في كردفان ودارفور؟

بالطبع، سيكون الحسم للطرف الذي يتمكن من التقدم والسيطرة على الأراضي بشكل متواصل، ثم يرسخ وجوده فيها قبل الانتقال إلى مناطق جديدة يسيطر عليها الخصم. الجيش السوداني، على سبيل المثال، دخل مدينة مدني واستعاد كل المناطق التي كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع، ثم تقدم نحو العاصمة واستعاد السيطرة عليها، كما استعاد مصفاة البترول، مما أجبر قوات الدعم السريع على الانسحاب من تلك المواقع.

وبذلك، أصبح الجيش يطارد هذه القوات ويداهمها في كل المواقع التي تحاول التمركز فيها، مما يشير إلى أن المعارك في كردفان ودارفور قد تكون حاسمة، حيث يواصل الجيش الزحف لإنهاء وجود قوات الدعم السريع في هذه المناطق بشكل كامل.

ما هو موقفكم من عودة المفاوضات بين الجيش والدعم السريع؟

هناك العديد من النماذج لحروب انتهت عبر التفاوض، ولا توجد حرب انتهت دون حوار حتى لو كان النصر لطرف معين. في النهاية، يجب الجلوس مع الطرف الذي خسر، فهم أبناء الوطن ولا يمكن نفيهم بشكل كامل، ولذلك فإن حل الأزمة معهم يكون عبر التفاوض والمحاسبة للوصول إلى تسوية دائمة.

ناقش مجلس الأمن مسألة الدعم الخارجي لقوات الدعم السريع.. هل يتمكن المجلس من وقف هذا الدعم؟

إذا كانت النوايا صادقة ولم يتأثر المجلس بحق النقض (الفيتو) من الدول ذات المصالح، فقد يكون قادراً على وقف هذا الدعم. لكن الواقع يشير إلى أن الأمم المتحدة لم تعد بالقوة التي كانت عليها في السابق، وأصبحت مؤسساتها تتأثر بشكل كبير بالضغوط المالية والسياسية، خاصة مع الدور المتزايد لدول مثل الإمارات داخل أروقة المجلس، مما يجعل المال عنصراً مؤثراً في القرارات الدولية.

الجيش السوداني توغل حتى مناطق سيطرة الحلو.. هل يمكنه السيطرة على كاودا، معقل حركة الحلو؟

تاريخ الجيش السوداني يشير إلى خبرته الواسعة في القتال بتلك المناطق لفترات طويلة، ما يمنحه القدرة على السيطرة على كاودا. إضافة إلى ذلك، تعاني حركة الحلو من انقسامات داخلية ومشاكل عديدة مثل الفساد والظلم، مما يؤثر سلبًا على ولاء جنودها ويفاقم من ضعفها الميداني.

ما هي رؤية حزبكم لما بعد وقف الحرب؟

حزبنا يهدف إلى تحقيق توافق شامل بين جميع مكونات الشعب السوداني، بما في ذلك التنظيمات السياسية والاجتماعية والثقافية والدينية والأهلية والشبابية والنسوية. نعتقد أن من أهم ثوابت الدولة المتحضرة ضمان الأمن والاستقرار السياسي والمستقبلي، ووضع أسس واضحة للانتقال السلمي للسلطة، بالإضافة إلى ترسيخ مبادئ الحكم الراشد.

كيف تعلق على المسيرات الصينية التي تستهدف السودان؟ وكيف يتعامل السودان مع الصين لإيقافها؟

تتمتع الصين بعلاقات جيدة مع السودان، وعلى السودان أن يستخدم الأدوات الدبلوماسية المناسبة في التعامل مع هذه القضية، خاصة أن الصين معروفة بتقديم مصالحها كأولوية قصوى وتحرص على حماية أمنها واستقرارها. لذلك يجب أن تتحرك الدولة دبلوماسيًا بشكل عاجل وفعّال للتأكد من أن مثل هذه العمليات لا تمس سيادتها.

أما على المستوى الأمني، فيجب على الأجهزة المختصة كشف مواقع إطلاق هذه المسيرات بسرعة والتعامل معها باستخدام المدفعية أو أي وسائل ردع مناسبة. لا يمكن للدولة الإستهانة بمثل هذه التهديدات، وإلا ستعاني من فشل ذريع في حماية أمنها الوطني. وعلى غرار الدول المتقدمة، التي تستطيع اكتشاف أصغر التحركات في أراضيها، ينبغي على السودان أن يطور قدراته الدفاعية والتكنولوجية لمواجهة ومنع مثل هذه التهديدات.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here