اتهام الإمارات بالوقوف وراء الهجوم بالمسيرات على السودان

4
اتهام الإمارات بالوقوف وراء الهجوم بالمسيرات على السودان
اتهام الإمارات بالوقوف وراء الهجوم بالمسيرات على السودان

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أثار الاستهداف المتكرر عبر الطائرات المسيرة للمنشآت الخدمية والمدنية في السودان جملة من التساؤلات أبرزها: من أين تنطلق هذه الطائرات؟ ومن يقف خلفها؟ ولماذا استهداف السودان؟

وقد تعرضت قاعدة عثمان دقنة الجوية، ومطار بورتسودان، ومستودع للوقود والذخائر، وعدد من المنشآت المدنية بمدينة بورتسودان للاستهداف بطائرات مسيرة انتحارية. وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، العميد ركن نبيل عبد الله، في بيان إن المضادات الأرضية تمكنت من إسقاط عدد من الطائرات المسيرة، في حين تسببت بعضها في أضرار محدودة، تمثلت في إصابة مخزن للذخيرة في قاعدة عثمان دقنة الجوية، ما أدى إلى حدوث انفجارات متفرقة دون تسجيل أي إصابات بين الأفراد.

و قطع السودان، الثلاثاء، علاقاته الدبلوماسية مع الإمارات، متهما إياها بشن عدوان على البلاد عبر دعمها قوات الدعم السريع، التي واصلت هجماتها بالمسيرات الانتحارية على بورتسودان.

وقال في بيان: عندما تيقنت دولة الإمارات من هزيمة وكيلها المحلي، سخرت المزيد من امكانياتها لإمداد التمرد بأسلحة استراتيجية متطورة، وظلت تستهدف بها المنشآت الحيوية والخدمية في البلاد وآخرها استهداف مستودعات النفط والغاز، وميناء ومطار بورتسودان، ومحطات الكهرباء والفنادق، وعرّضت حياة ملايين المدنيين وممتلكاتهم للخطر، الأمر الذي يهدد الأمن الإقليمي والدولي وبصفه خاصة أمن البحر الأحمر.

أنواع المسيرات

في هذا السياق، يقول المحلل السياسي الفاتح محجوب لموقع “أفريقيا برس” إن المسيرات التي تستخدمها قوات الدعم السريع تنقسم إلى نوعين. الأول هو المسيرات الانتحارية ذات المدى القصير الذي لا يتجاوز خمسين كيلومترًا، وهذه بحسب الفاتح تتطلب تسللًا بسيارة تحمل المسيرات بالقرب من الهدف المطلوب. ويتم عادة الإطلاق من منطقة غير مأهولة بالسكان، ولهذا كانت المناطق الواقعة على النيل هدفًا مفضلًا للمسيرات الانتحارية بحكم كونها مدنًا تطل على الصحراء.

وأضاف: النوع الثاني هو المسيرات الاستراتيجية، التي يصل مداها إلى 200 كيلومتر، ويُركز عادة على قصف مناطق وسط السودان من مناطق سيطرة الدعم السريع في كردفان. ولهذا كانت مناطق شرق السودان بعيدة عن متناول المسيرات. مستدركًا: “لكن في الآونة الأخيرة، أقامت دولة الإمارات العربية المتحدة قاعدة في منطقة العطرون، واستقدمت لها خبراء أجانب مختصين في المسيرات، فتمت مضاعفة المدى إلى نحو 1200 كيلومتر، وبهذا أصبحت كل مناطق شرق السودان ووسطه في مدى تلك المسيرات.”

ويقول الفاتح إنه غالبًا لن تؤثر تلك المسيرات على خطط الجيش لإنهاء وجود الدعم السريع في جنوب أم درمان وغربها، وفي شمال غرب النيل الأبيض ومدينة بارا وما حولها، وما تبقى من ولاية غرب كردفان وإقليم دارفور. وذلك لأن الترتيبات التي اتخذها الجيش السوداني كفيلة في المدى القصير بتحييد المسيرات ومنعها من ضرب المناطق الاستراتيجية مثل مرافق بورتسودان وغيرها.

لماذا الاستهداف؟

وليس ببعيد عن الحديث السابق، تقول رئيسة قسم العلوم السياسية بجامعة الزعيم الأزهري د. سهير أحمد صالح لموقع “أفريقيا برس” إن المسيرات الأخيرة على بورتسودان وكسلا كانت من القاعدة الإماراتية في “بصاصو” بالصومال، مؤكدة أن الضربة هي ردة فعل لخسارتهم في كل المحاور من الفاشر حتى الأبيض وخروج قوات مليشياتهم من الخرطوم ومدني.

وترى سهير أن الضربات الأخيرة موجهة لمصالح الشعب السوداني والبنية التحتية، من مطارات ومواقع لتوليد الكهرباء ومحطات توزيع المياه، منوهة إلى أن الإمارات، بعد فشل المليشيا، قررت أن تخوض حربها بنفسها ضد الشعب السوداني.

نقطة الانطلاق

أما الخبير العسكري ياسر أحمد الخزين، فلا يستبعد في حديثه لموقع “أفريقيا برس” أن تكون بعض المسيرات قد انطلقت من بعض دول الجوار، مستدركًا أن معظمها ينطلق من داخل السودان. وكشف الخزين عن وجود نوع من الطيران المسير الذي يحلق لمسافة 2000 كيلومتر ويعود أدراجه.

وبشأن من يقف وراء إطلاق المسيرات، قال الخزين: “هناك عملاء للصهيونية العالمية، حيث تلعب دول مثل الإمارات وتشاد دورًا أساسيًا في هذه اللعبة القذرة والحرب اللعينة”. مستدركًا: “لكن قريبًا ستسكت هذه الأصوات النشاز وتخرس الألسن الناعقة لها، لا سيما بعد اقتراب حسم التمرد في كردفان ومنها إلى دارفور، ووصول المنظومة الدفاعية الجوية المتطورة ضد ما تبقى من جيوب التمرد اللعين”.

طرف خارجي

بالنسبة للكاتب الصحفي علاء الدين بابكر، فإن المسيرات لا علاقة لأطراف الحرب بها، مؤكدًا أنها تخص دول. وقال بابكر لموقع “أفريقيا برس”: “لا المسيرات تتبع للدعم السريع، ولا الطيران الحربي الذي قصف المصانع ودمر البنية التحتية يتبع للجيش”.

وفي نظر بابكر، من قام بذلك أطراف دولية لها مصلحة في السودان، لافتًا إلى أن الحرب تستهدف السودان في شعبه وبنيته التحتية وتدمير مقدراته. ورهن بابكر توقف المسيرات بوقف الحرب، مشددًا على ضرورة وقفها حتى يتم إنهاء معاناة السودانيين.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here