استمرار قتل المتظاهرين.. هل يدفع لتدخل دولي؟

93
استمرار قتل المتظاهرين.. هل يدفع لتدخل دولي؟
استمرار قتل المتظاهرين.. هل يدفع لتدخل دولي؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان.  أثار القتل المتكرر في المواكب السلمية، ردود أفعال واسعة، وفيما أدان البعض قتل المتظاهرين السلميين واعتبره غير مقبول، شدد البعض الآخر على ضرورة محاسبة مرتكبي جرائم القتل في التظاهرات، مؤكدين أن الجرائم التي حدثت للمتظاهرين السلميين سيترتب عليها تبعات دولية لا يحمد عقباها، وبين هذا وذاك، يبرز سؤال عريض وسط المراقبين، فحواه، هل قتل المتظاهرين المتكرر يستدعي تدخل دولي لوقفه؟

ذر رماد

جعفر خضر عضو مبادرة القضارف للخلاص والقيادي السابق بقوى الحرية والتغيير

يقول عضو مبادرة القضارف للخلاص جعفر خضر، في إفادته لموقع “أفريقيا برس”؛ إن الانتهاكات الجسيمة التي أرتكبها البرهان وحميدتي وزمرتهم من قتل يومي للعزل واغتصاب للنساء ومهاجمة المستشفيات، ومن عبث بالأجهزة العدلية وعبث بالحقائق الجلية بتكوين لجان التحقيق التي ليست أكثر من ذر للرماد في العيون منذ فض اعتصام القيادة وقبله وبعده؛ تجعل من الصمت والمواقف المترددة مشاركة في الجرائم النكراء، وتابع، أن النزيف اليومي للدماء يتطلب موقفا أكثر وضوحا من المجتمع الدولي ضد الانقلاب والانقلابيين ويستدعي فرض عقوبات فردية عليهم، وعدم تزويدهم بأسلحة القمع ومقاطعة الدول التي تساعدهم، ويستدعي كذلك، بحسب خصر، فتح بلاغات ضدهم في محكمة الجنايات الدولية، كما إنه بحسب خضر، يستدعي مساعدة الشعب السوداني للثوار وذلك بتوفير الأدوية والعلاجات لهم وتوفير خدمة الانترنت حال قطع، وما إلى ذلك.

جرائم خطيرة

نبيل أديب عبد الله، محامي سوداني لحقوق الإنسان، ورئيس لجنة التحقيق في مجزرة القيادة العامة في الخرطوم

ولم يذهب المحامي ورئيس لجنة التحقيق في جريمة فض الاعتصام، نبيل أديب عن الحديث السابق، إذ قال، إن قتل المتظاهرين يمكن أن يفتح الباب إلى تدخل دولي من باب واجب الحماية الذي تم تطبيقه في عدد من الدول، ونقلت صحيفة السوداني الصادرة أمس عن أديب وصفه قتل المتظاهرين بالجريمة الخطيرة، و أضاف: “في ظروف معينة يتم تصنيفها بأنها جرائم ضد الإنسانية”، مطالباً بإجراء تحقيق فوري و جاد ومقنع في قتل المتظاهرين.

رؤية مختلفة

قرشي عوض، كاتب صحفي ومحلل سياسي

لكن الكاتب الصحفي، والمحلل السياسي، قرشي عوض لديه رؤية مختلفة عن حديث أديب، إذ استبعد في تصريحات لموقع “أفريقيا برس”؛ أن يتدخل المجتمع تدخل مباشر لحماية المتظاهرين، مضيفا، أن المجتمع الدولي يبحث عن ترتيبات سياسية يتم فيها إستيعاب القاتل والضحية في إطار واحد، مؤكدا أن هذه طريقة المجتمع الدولي في حل الأزمات، ويقول قرشي؛ إن تصور المجتمع الدولي لحل الأزمة السياسية في السودان أزمة تتطلب إيجاد قواسم مشتركة بين أطراف الأزمة بينما الواقع يقول إن هنالك ثورة وليست أزمة وأن الثورة تسعى لتحول ديمقراطي وسلام وعدالة، وتابع، القمع الذي تمارسه السلطة على المتظاهرين هو رسائل في البريد الخطأ وأن الجماهير لن تستلم هذه الرسائل، وقطع بأن المجتمع الدولي لن يتدخل لصالح الجماهير بل يسعى لإشراك الجميع “قاتل وضحية” بينما يصر الشارع على المحاسبة ولو على اقل شئ في حق من قتلوا المتظاهرين من ضحايا فض الاعتصام وحتى الآن.

نظام مقبول

د.عبد الرحمن أبوخريس، أستاذ العلاقات الدولية بالجامعات السودانية

كذلك، يرى أستاذ العلاقات الدولية، عبدالرحمن أبوخريس، أن تدخل المجتمع الدولي يكون في حالة النظام الحاكم غير مقبول، بجانب إنه إنتهك جرائم ترتقي للإنسانية، مؤكدا أن كل ذلك لم يتوفر في النظام الحالي والذي يرى إنه مقبول من المجتمع الدولي بدليل تعامله معه، فضلا عن حوار فولكر مع القوى السياسية والحكومة، وأضاف ابو خريس لموقع “أفريقيا برس”: “كذلك الحكومة كفلت حق التظاهرات والتنقل ولم تحرم شخص من الحرية والتظاهر، وهو الأمر الذي يؤكد أن النظام شرعي ومقبول، وأدان أبوخريس بشدة قتل المتظاهرين وقال إنه غير مبرر وأن المسؤولية تقع على عاتق الحكومة، مشددا على ضرورة محاسبة المجرمين ومعرفتهم، وراى أبوخريس أن تدخل الدولي لوقف قتل المتظاهرين يكون في ظروف مختلفة عن مايحدث الآن.

مقدرة القانون الداخلي

المعز حضرة، خبير قانوني وقيادي بقوى الحرية والتغيير

القيادي بقوى الحرية والتغيير، والخبير القانوني المعز حضرة يذهب في حديثه لموقع “أفريقيا برس” إلى أن قتل المتظاهرين المتكرر لا يستدعي تدخلا دوليا، مؤكدا أن التدخل يأتي في حال عدم مقدرة القانون الداخلي في محاكمة مرتبكي الجرائم الانسانية، مستدلا بما حدث في حالة مرتبكي جرائم دارفور والذي قال إنه تم إحالة مرتكبي الجرائم للمحكمة الجنائية الدولية، واضاف، طال الزمن إو قصر ستأتي العدالة رغم العراقيل التي يعشونها كمحامين وقضاة، وقال إنهم يعشيون في حكومة مستلبة ولا يجود فيها إحترام للأطباء والمحامين، منوها إلى أن الحل يتمثل في إبعاد المكون العسكري من المشهد السياسي وعودته للثكنات ثم عودة الحكم المدني.

قتل غير مبرر

عبلة كرار ، قيادية في حزب المؤتمر السوداني وقوى الحرية والتغيير

وترى القيادية بحزب المؤتمر السوداني، عبلة كرار، أن الجرائم التي أرتكبها العسكر من إصابات وقتل منذ الانقلاب يفوق الخيال وإنه غير مبرر ، مؤكدة أن هذه الجرائم تستدعي تدخل المجتمع الدولي، ولم تستبعد عبلة في حديثها لموقع “أفريقيا برس” أن يدرج السودان في قائمة البند السابع نسبة لحالة العنف المستمرة، وأضافت، إن المجتمع الدولي ظل يلوح بالعقوبات دون فرض إجراءات محددة وفعلية، وإنه يفترض أن يكون هنالك عقوبات جنائية على القيادات العسكرية، في وقت إستنكرت فيه جرائم القتل قائلة “إننا نعيش في دولة اللا قانون وأن الدولة محتلة من مجموعة من العصابات الامنية”، وبحسب عبلة، يفترض أن يكون هنالك تدخل دولي على اعتبار أن القتل جريمة ترتقي لحد الجرائم الانسانية وأن المتظاهرين عزل، واردفت، حتى لو لم يكن هنالك تدخل دولي الآن فإنه سيدخل في مرحلة ما طالما العنف مستمر والاجراءات البطشية مستمرة، مؤكدة أن الاجراءات القمعية لن تحد من التظاهرات بل سيحدث العكس اذا تقول عبلة إنه مازالت في إزدياد، مضيفة، أن الاجراءات القمعية تولد مزيدا من الاصرار على مقارعة القوى البطشية، وأن كل ما يقترب النظام القمعي لأخره نتوقع مزيدا من القمع والقتل في حق المتظاهرين.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here