“الأغذية العالمي”: أُجبرنا على تعليق المساعدات في مخيم زمزم

18
"الأغذية العالمي": أُجبرنا على تعليق المساعدات في مخيم زمزم

أفريقيا برس – السودان. أعلن برنامج الأغذية العالمي أنّه أُجبر على تعليق عملياته في مخيم زمزم للنازحين ومحيطه في ولاية شمال دارفور غربي السودان، بسبب تصاعد العنف. وبحسب ما جاء في بيان صادر عن الوكالة التابعة للأمم المتحدة التي تتّخذ من روما مقرّاً لها، فإنّ “القتال العنيف في مخيّم زمزم في شمال دارفور بالسودان، أجبر برنامج الأغذية العالمي على التوقّف مؤقتاً عن توزيع الأطعمة المنقذة للحياة والمساعدات الغذائية في مخيم النازحين الذي يعاني من المجاعة”. ويأتي ذلك وسط حرب مستمرّة منذ نحو عامَين، يتواجه فيها الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح برهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).

ونقل برنامج الأغذية العالمي عن مديره الإقليمي لمنطقة شرق أفريقيا والمدير القطري بالإنابة للسودان لوران بوكيرا قوله: “من دون مساعدات فورية قد تتضوّر آلاف العائلات اليائسة في مخيم زمزم جوعاً، في الأسابيع المقبلة”. أضاف بوكيرا: “يجب أن نعاود تقديم المساعدات المنقذة للحياة في زمزم والمناطق المحيطة به، بأمان وبسرعة وعلى نطاق واسع. ومن أجل ذلك، يجب أن يتوقّف القتال ويجب أن تُمنح المنظمات الإنسانية ضمانات أمنية”.

أضاف البرنامج الذي يُعَدّ أكبر مقدّم للمساعدات الغذائية في السودان، في بيانه، أنّه “على مدى الأسبوعَين الماضيَين، لم يترك تصاعد العنف لشركاء برنامج الأغذية العالمي أيّ خيار سوى إجلاء الموظفين (من مخيم زمزم) من أجل سلامتهم”. يُذكر أنّ المخيم يمثّل هدفاً لقوات الدعم السريع التي تسعى إلى طرد الجيش السوداني والقوات المتحالفة معه من المنطقة.

وكانت المجاعة قد تأكّدت في مخيم زمزم في أغسطس/ آب 2024، بحسب ما جاء في بيان برنامج الأغذية العالمي، الذي أضاف أنّه تمكّن منذ ذلك الحين من “نقل قافلة واحدة فقط من الإمدادات الإنسانية إلى المخيم رغم المحاولات المتكررة”. وشرح أنّ ظروف الطريق السيّئة في موسم الأمطار وحواجز قوات الدعم السريع والقتال بين هذه القوات وتلك المشتركة التابعة للقوات المسلحة السودانية على طول الطريق إلى مخيم زمزم قد مثّلت كلها عائقاً أمام محاولات برنامج الأغذية العالمي.

في سياق متصل، كانت منسقة مشروع منظمة “أطباء بلا حدود” في شمال دارفور ماريون رامشتاين قد صرّحت لوكالة أسوشييتد برس، أمس الثلاثاء، بأنّ كلّ الطرقات المحيطة بمخيم زمزم الذي يعاني من المجاعة في ولاية شمال دارفور السودانية مغلقة، وأنّ الأوضاع الأمنية “لم تعد تُحتمل”. وبيّنت أنّ “أنشطة أطباء بلا حدود معلّقة منذ يومَين في مخيم زمزم لأنّ الأمن لا يحتمل بالنسبة إلى فريقنا”. وقالت رامشتاين إنّ “هذا الأمر يترك منظمات قليلة على الأرض للمساعدة في المنطقة النائية”، ووصفت قرار منظمتها تعليق كلّ أنشطتها في مخيم زمزم، يوم الاثنين الماضي، بأنّه “قرار مفجع”، مضيفةً: “نحن نعلم أنّنا تركنا السكان من دون دعم آخر”.

تجدر الإشارة إلى أنّ منظمة “أطباء بلا حدود” كانت تدير مستشفى ميدانياً في مخيم زمزم بولاية شمال دارفور استقبل 139 جريحاً في الأسابيع الثلاثة الأولى من شهر فبراير/ شباط الجاري، علماً أنّ مخيم النازحين هذا يُعَدّ الأكبر في الولاية، وهو يقع بالقرب من مدينة الفاشر عاصمتها. وأتى تعليق أنشطة المنظمة في المخيم الذي يؤوي نحو نصف مليون شخص بسبب مخاوف أمنية ناجمة عن القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، فهو كان قد تعرّض للقصف مرّات عدّة في الأسابيع الأخيرة.

وكان رئيس بعثة “أطباء بلا حدود” في السودان يحيى كليلة قد وصف “تجميد مشروعنا في خضمّ كارثة متفاقمة في مخيم زمزم” بأنّه “قرار مؤلم”، مضيفا: “خلال أكثر من عامَين، بذلت فرقنا قصارى جهدها لتوفير الرعاية رغم كلّ الصعاب، على الرغم من الحصار ونقص الإمدادات والتحديات الأخرى المتعدّدة”.

(العربي الجديد، فرانس برس، أسوشييتد برس)

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here