التحالف السوداني لـ”أفريقيا برس” : الفاشر ستصمد في وجه الدعم السريع

71
التحالف السوداني لـ
التحالف السوداني لـ"أفريقيا برس" : الفاشر ستصمد في وجه الدعم السريع

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. قال الناطق الرسمي باسم التحالف السوداني، محمد السماني، إن “الفاشر ستصمد في وجه الدعم السريع وإنها عصية عليهم”، وأرجع الأمر لعدة أسباب، أهمها انضمام القوى المشتركة للقتال مع الجيش، فضلا عن وجود المقاومة الشعبية، وفتح خطوط الإمدادات العسكرية للجيش في الفاشر.

في سياق آخر، قال السماني في حوار مع “أفريقيا برس”، إن “الوضع الذي تعيشه الدولة السودانية وضع صعب ومعقد”، مؤكدا أن “الجيش السوداني لا يدافع عن حزب سياسي محدد، بل يدافع عن وحدة السودان ترابا وشعبا”

كل هذه الإفادات وإفادات أخرى تجدونها في هذا الحوار، فإلى مضابطه:

“أفريقيا برس”: القوى المشتركة لحماية المدنيين في دارفور، أعلنت الوقوف إلى جانب الجيش.. كيف ترى هذه الخطوة؟

هذه الخطوة خطوة ممتازة جداً من القيادات الوطنية للحركات المسلحة بعد الخروج من منطقة الحياد التي ظلت فيه بعض الحركات لفترة من الزمن، جاءت هذه الخطوة بعد الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها ميليشيات الدعم السريع في حق المواطنين السودانيين العزل، في عدد من ولايات دارفور والخرطوم والجزيرة.. بالطبع موقف القوى المشتركة يعد موقفا وطنيا في المقام الأول لأن أي انسان يملك ضميرا لا يمكن أن يصمت على هذه الفظائع والممارسات غير الأخلاقية التي تتنافى مع الأعراف والتقاليد السودانية والقوانين الدولية، و نحن في التحالف السوداني كان لدينا موقف واضح ضد هذه الميليشيا بحيث لا يمكن تأسيس دولة حديثة يكون فيها جيشان ولا يمكن تأسيس دولة حديثة فيها وزيرا مالية.. دفع التحالف السوداني في هذا الموقف ثمنا غاليا باغتيال الجنرال خميس عبدالله أبكر والي ولاية غرب دارفور، ورئيس التحالف السوداني، وعدد من الشهداء بولاية غرب دارفور، ولقد ارتكبت ميليشيا الدعم السريع عشرات الجرائم بغرب دارفور تمثلت في الإبادة الجماعية والتهجير القسري للمواطنين ودفن الناس أحياء وحرق المنازل في هذه الحرب.. و كنا نعلم بمخطط هذه الميليشيا قبل اندلاع هذه الحرب، وهذا المخطط لديه هدفان:

1/ تهجير المواطنين السودانيين وإفقارهم

2/ تدمير البنية التحتية للدولة السودانية حتى يتم فرض واقع جديد على المواطن السوداني والدولة السودانية.

توقف القوة المشتركة للحماية المدنيين عن مهامها في الفترة السابقة بإقليم دارفور ترتب عليه نقص حاد في وصول المساعدات الإنسانية بالتحديد المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع مما ألقى بظلاله على الأوضاع الإنسانية في الإقليم.

“أفريقيا برس”: ماذا سيترتب على انحياز القوى المشتركة للقتال مع الجيش؟

انحياز الحركات المسلحة لصف الجيش يعني دخول طرف ثالث في المعادلة، و هذا الطرف له من المقومات والكوادر البشرية طريقته المعروفة في القتال بحيث سيكون الطرف الحاسم في هذه المعركة والتي أصبحت فيها ميليشيا الدعم السريع تحارب المواطن السوداني.

هناك من الحركات دخلت هذه المعركة في مقدمتها التحالف السوداني، وحركة جيش تحرير السودان قيادة مناوي، وحركة العدل والمساواة السودانية، وتحرير السودان قيادة طنبور، وحركة تحرير السودان المجلس القيادي، وعدد من الحركات كلها سوف تقاتل مع حلفائها الوطنيين وقواتنا المسلحة ضد الدعم السريع وأعوانهم من المأجورين.

“أفريقيا برس”: هل تعتقد أن القوى المشتركة ستلتزم بالقتال إلى جانب الجيش حتى نهاية الحرب؟

بالطبع، سوف تلتزم القوى المشتركة لحماية المدنيين بخط القوات المسلحة السودانية لأن القضية أصبحت قضية وطن و تحرير بلد من المرتزقة و الأجانب، والوقوف ضد هذا المشروع الذي سوف يفرض على السودان.. بعد سقوط ولاية الجزيرة أصبح الشعب السوداني كله يعرف مدى سوء هذا المشروع الذي كانت له شعارات كاذبة أولها أنهم كانوا يتحدثون عن التحول الديمقراطي، وإنهم كانوا يتحدثون عن إزالة دولة 56، فكلها شعارات كاذبة ليس لها أساس في الواقع.. في النهاية اتضح لكل المتابعين والمراقبين في الساحة السياسية أن هذا المشروع ما هو إلا مشروع أجنبي يستخدم فيه الدعم السريع كأداء لتحقيقه فقط.

“أفريقيا برس”: البرهان قال إن هنالك جهات تريد تفكيك الجيش وأن التفكيك صعب المنال… من يريد تفكيك الجيش؟

الوضع الذي تعيشه الدولة السودانية صعب جداً والجيش لا يدافع عن أيّ جهة بعينها وإنما يدافع عن وحدة الدولة السودانية تراباً و شعبا أمام أكثر من 9 دول تدعم هذه الميليشيات المتمردة و تريد تفكيك المؤسسة العسكرية، أو بقائها في وضع هش..

“أفريقيا برس”: كيف ؟

في صورة بقايا جيش أو مجموعات منفلتة، فالسودانيون يعرفون أن المؤسسة العسكرية هي القوة الوحيدة للحفاظ على وحدة الدولة، وهذا سبب التحام الشعب السوداني مع قواته المسلحة في هذه المعركة، وأصبحت المقاومة الشعبية موجودة في أغلب الولايات ولذلك أصبح مخطط تفكيك القوات المسلحة هدفا صعب المنال لكل من يفكر أو كان يفكر في ذلك، وأن مهمة الفاعلين ما بعد الحرب إعادة الجيش إلى مساره كقوة جامعة وموحدة.

“أفريقيا برس”: هل انضمام القوى المشتركة للجيش سيعزز من موقف الجيش في مدينة الفاشر؟

بالطبع، انضمام القوى المشتركة سيوف يعزز موقف القوات المسلحة في الفاشر وفي إقليم دارفور وسوف يخفف الضغط على الولايات التي تدور فيها المعارك سيما ولاية الخرطوم والجزيرة على اعتبار إنه سوف يوقف الفزع الذي تستخدمه الميليشيا في تحشيد القوات من منطقة إلى منطقة أخرى، وكذلك انضمام القوى المشتركة يعزز من الحاضنة الشعبية للقوات المسلحة في الفاشر ومعروف أن الدعم المعنوي مهم جداً في المعارك الحربية.

“أفريقيا برس”: هل ستدخل قوات الدعم السريع الفاشر؟ وماهي العقبات المحتملة؟

مدينة الفاشر ستكون قادرة على الصمود في وجه الدعم السريع وستكون عصية عليهم، لعدد أسباب، أبرزها وجود أعداد كبيرة من القوات المسلحة في مدينة الفاشر، فضلا عن وجود جيوش من الحركات المسلحة خارج القوى المشتركة مدينة الفاشر. كذلك وجود القوة المشتركة للحماية المدنيين بمدينة الفاشر، والمقاومة الشعبية موجودة بمدينة الفاشر، أيضا خطوط الإمدادات العسكرية مفتوحة لمدينة الفاشر..

كل هذه الأسباب تؤكد أن مدينة الفاشر لن تقع تحت رحمة الميليشيا، وبعد دخول الحركات المسلحة إلى ميدان المعركة سوف تغيير المعطيات في إقليم دارفور. كل قادة الحركات المسلحة الذين تم شراءهم من قبل قادة الدعم السريع أصبحوا بدون حواضن اجتماعية، وبدون عضوية و بدون قوات لأن كل القوات التي كانت تحت قيادتهم أصبحت مع القوات المسلحة في الخطوط الأمامية لدحر هذا التمرد.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here