التسوية السياسية.. هل تجد القبول؟

43
التسوية السياسية.. هل تجد القبول؟
التسوية السياسية.. هل تجد القبول؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. قالت مصادر مطلعة ، إن اتفاقا تم بين العسكر وقوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي” على فترة انتقالية مدتها عامين من تاريخ توقيع الاتفاق ، كما قالت المصادر ذاتها ، إن الاتفاق أمن على عودة المؤسسة العسكرية للعمل السياسي والتراجع عن قرارات البرهان وحميدتي الخاصة بابتعاد العسكر عن العلملية السياسية ، في وقت نبهت فيه المصادر إلى ان المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير تراجع عن قراراته الخاصة بهزيمة الانقلاب وعن اللاءات الثلاثة ،فضلا عن قبولهم قيام مجلس أعلى للقوات المسلحة بسلطات واسعة ، متبوعا بتشكيل حكومة مدنية من كفاءات مستقلة.

لاعب مهم

الفاتح محجوب، أستاذ في العلاقات الدولية ومحلل سياسي

في هذا الشأن ، يقول المحلل السياسي الفاتح محجوب لموقع “أفريقيا برس” إن قوى الحرية والتغيير بحكم وجود حزب الأمة فيها – وهو الحزب الذي كانت له الغلبة ابان الديمقراطية الثالثة- تعتبر لاعب مهم جدا بحيث يصعب تجاوزها ڤي اي تسوية سياسية بل ربما يستحيل الحديث عن تسوية سياسية بدون مشاركتها ، مستدركا ، لكن من المؤكد ان نجاح اي تسوية سياسية قد يتطلب ايضا مشاركة القوى السياسيه السودانية الاخرى خاصه قحت الميثاق الوطني وحزبي الاتحادي الاصل والمؤتمر الشعبي وجماعة أنصار السنة المحمدية وبعض الاحزاب السياسيه الاخري وتمثيل الأقاليم ذات الخصوصيه مثل شرق السودان بما يتفق وحجم الشرق والظلم الكبير الواقع علي انسان الشرق مع تقبل التعامل مع قيادات الشرق حتى لو كانوا سابقا من قيادات النظام السابق ، وتابع ، الطبخة السياسية لم تستوي بعد طالما ان المطبخ لم يشمل بقية القوي السياسيه السودانية ووفقا لما تسرب من اخبار سيتكون مجلس اعلى للأمن والدفاع برئاسة البرهان وحميدتي نائب له لكن لا زالت كثير من النقاط الاخرى غير محسومة مثل طريقة تكوبن مجلس الوزراء ومهام مجلس الامن والدفاع وصلاحياته وحدود صلاحيات رئيس مجلس الوزراء وطريقة اختيار الوزراء والحاضنة المكلفة باختيار مجلس الوزراء ، ويرى الفاتح إنه ايضا لم يتم حسم طبيعة الوزراء اي هل هم كفاءات وطنية ليست لها انتماءات سياسية معلنة ام كفاءات وطنية ذات انتماء حزبي ، واردف ، كذلك لم تتم مشاورة بقية القوى السياسيه وبالتالي لا زالت التسوية تحت الطبخ ، مستدركا ، لكن ان سارت الامور بذات الوتيرة فغالبا يتم تشكيل حكومة انتقالية في غضون شهر او بنهاية العام الجاري كحد أقصى مالم تطرا مشكلات جديدة بين قحت والعسكر.

زلزال ثوري

عبدالقادر محمود صالح، باحث في العلوم السياسية

أما الباحث السياسي عبدالقادر محمود صالح يقول لموقع “أفريقيا برس ” إن التسوية التي ستحدث بين المكون العسكري وقحت وشركاء إتفاق جوبا غير مرحب بها من قبل جهات عديدة أبرزها تحالف ميثاق سلطة الشعب والتيار الإسلامي العريض وقوى الوسط. وفي ظل هذا الرفض وعدم الترحيب بها يرى عبدالقادر أن التسوية ستواجه تحديات كبيرة حتى لو توصلت أطرافها إلى صيغة سياسية تعمل على حل أزمة الحكم الراهنة، ولم يستبعد أن لا تنجح متوقعا أن تنتج مزيد من التعقيد للأزمة الراهنة.

وقال صالح أن ما يجري الآن من تسوية سوف يخلق مناخا جديدا لديكتاتورية جديدة في السودان بموافقة القوى الإقليمية والدولية وستشهد البلاد أسوأ حكم استبدادي في عهد دكتاتورية التسوية القادمة ، مستدركا ، لكن من جهة أخرى ربما تشهد الساحة السياسية تحالفا تكتيكيا بين قوى اليمين واليسار لإجهاض هذه التسوية قبل حدوثها. واضاف ، اليمين واليسار في السودان لا يستهان بوزنهما الجماهيري وتأثيرهما على العملية السياسية في السودان، لكن بسبب المتغيرين الإقليمي والدولي فكلاهما غير مرغوب فيهم في اي عملية سياسية قادمة.

وراى صالح أن التسوية ستعمل على تشكيل حكومة كفاءات مدنية لمجلس السيادة والوزراء بموافقة أضلاع التسوية بما في ذلك المؤسسة العسكرية نفسها وتشكيل مجلس أعلى للقوات المسلحة يكون له كامل الصلاحيات في شئون الأمن والدفاع والشئون الخارجية ، وبجانب ذلك يقول صالح سيكون هنالك مجلس الدفاع والأمن الذي سوف يكون حلقة الوصل بين المكون المدني والعسكري بطبيعة عضويته المدنية والعسكرية وكذلك التسوية ابقت وضع الدعم السريع على حالته التي كانت عليه إبان فترة النظام السابق وبذلك يتبع الدعم السريع لرئاسة المجلس الأعلى للقوات المسلحة.

ويقول صالح إن التسوية حققت للمكون العسكري ما لم يكن يحلم به حيث لم يأتي ذكر اي إجراءات جنائية ضد مرتكبي مجزرة القيادة ومجازر ما بعدها طيلة الحراك الثوري ، وختم حديثه : هنالك مؤشرات في الواقع تدلل على أن البلاد ستشهد زلزالا ثوريا سيطيح بكل قوى التسوية ومشروع النيوليبرالية الجديدة وربما ذلك ليس ببعيد حتى بلوغ الواحد وعشرين من أكتوبر.

تحذير وتعهد

عضو بلجان مقاومة الخرطوم ، حذر من حدوث تسوية بين العسكر والمدنيين ، متعهدا بأنهم سيسقطونها ويودعونها مزبلة التاريخ ، وقال عضو لجان المقاومة – مفضلا عدم ذكر اسمه لموقع “أفريقيا برس ” : تسوية لا تخرج العسكر من المشهد السياسي وتعيد الحكومة للشارع والثوار لكي اختاروا حكومتهم هذه تسوية لا تمثلنا وسنطيح بها مثل ما اطحنا بحكومة البشير ، وأضاف ، كذلك تسوية لا تحقق أهداف الثورة وتجلب القصاص للشهداء لا تخصنا ، منبها إلى ان قوى الحرية والتغيير لا تمثلهم ولا يحق لها الجلوس مع العسكر ، مؤكدا إنهم يتهافتون للمناصب وان العسكر يريدون ذلك حتى يتساون معهم في غضب الشارع ضدهم ، وكشف العضو عن مشاورات مكثفة تجري الان بينهم وبين قوى الثورى والاحزاب المناهضة للانقلاب لتكوين جسم عريض لإسقاط التسوية ، وأضاف ، ستكون هنالك مواكب ليلية وداعوات لمناهضة التسوية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here