أفريقيا برس – السودان. أعلنت مؤسسة التعليم فوق الجميع ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إطلاق برنامج جديد لدعم أكثر من 158 ألف طفل غير ملتحقين بالمدرسة في السودان للحصول على تعليم جيد وتعلّم مهارات الحياة وتطويرها، من خلال توفير أماكن تعلّم آمنة تشمل التعليم الحضوري والإلكتروني (عن بُعد)، إلى جانب الخدمات الصحية وحماية الطفل. ويأتي ذلك في ظلّ أزمة إنسانية غير مسبوقة يعيشها أهل السودان، بحسب ما صرّحت أخيراً وكالات تابعة للأمم المتحدة، وسط الحرب المتواصلة في البلاد منذ نحو عامَين.
وأفادت مؤسسة التعليم فوق الجميع، في بيان اليوم، بأنّ السودان يواجه أزمة تعليمية غير مسبوقة، إذ يُقدَّر عدد الأطفال النازحين بأكثر من خمسة ملايين طفل، فيما تعرّضت مدارس عدّة للتدمير أو صارت أهدافاً للصراع، الأمر الذي أدّى إلى انخفاض نسبة التحاق الأطفال بالمدارس إلى 13% فقط، في حين أن استخدام ما لا يقلّ عن ثلاثة آلاف مدرسة ملاجئ للعائلات النازحة فاقم الوضع وحال دون وصول ملايين الأطفال إلى التعليم.
في هذا السياق، أوضحت المديرة التنفيذية لبرنامج “علّم طفلاً” التابع لمؤسسة التعليم فوق الجميع ماري جوي بيغوزي أنّ المؤسسة تعاونت مع منظمة يونيسف على مدى أكثر من 13 عاماً لدعم أكثر من خمسة ملايين طفل حول العالم من أجل التغلّب على العقبات التي تحول دون حصولهم على التعليم. وأشارت إلى التزام المؤسسة بضمان تمكّن أطفال السودان من الالتحاق بالمدارس، والاستمرار في التعلّم، وبناء مستقبل أكثر إشراقاً، على الرغم من التحديات الكبيرة التي يواجهونها.
من جهته، شدّد ممثل منظمة يونيسف في السودان شيلدون يت على أهمية البرنامج الجديد الذي أطلقته هذه الوكالة التابعة للأمم المتحدة مع مؤسسة التعليم فوق الجميع، قائلاً إنّ “فقدان الأطفال منازلهم وانقطاعهم عن التعليم قد تكون لهما عواقب وخيمة على مستقبلهم ورفاههم”. أضاف: “من خلال شراكتنا الممتدّة مع مؤسسة التعليم فوق الجميع، بما في ذلك هذا الالتزام الجديد، يمكننا الاستمرار في توفير فرص التعلّم الضرورية والخدمات الأساسية للأطفال المتضرّرين من النزاع”.
يُذكر أنّ النزاع مستمرّ في السودان منذ نحو عامَين، عند اندلاع الحرب بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي) في منتصف إبريل/ نيسان 2023. وهذه الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف وشرّدت أكثر من 12 مليون شخص وأغرقت مناطق عدّة في المجاعة، أدّت إلى تدمير النظام التعليمي في السودان. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أنّ أكثر من 90% من أطفال السودان في سنّ التعلّم، البالغ عددهم 19 مليوناً، غير ملتحقين بالمدرسة، علماً أنّ قاعات الدراسة في مختلف أنحاء البلاد حُوّلت إلى ملاجئ للعائلات النازحة من جحيم الحرب. لكن، قبل الحرب، كانت دراسة أجرتها منظمة “سايف ذا تشيلدرن” (أنقذوا الأطفال) في عام 2022 قد خلصت إلى أنّ السودان من بين الدول الأكثر عرضة لخطر الانهيار التعليمي.
والبرنامج الجديد الذي يأتي في إطار شراكة ما بين منظمة يونيسف وبرنامج “علّم طفلاً” التابع لمؤسسة التعليم فوق الجميع، بتمويل قدره 3.3 ملايين دولار أميركي بهدف إعادة الأطفال إلى مقاعد الدراسة على الرغم من الظروف الصعبة التي يواجهونها، إذ سوف يسعى المشروع إلى توفير بيئات تعليمية آمنة وشاملة والمساهمة في معالجة أزمة التعليم في السودان وفتح آفاق جديدة لمستقبل أفضل للأطفال.
تجدر الإشارة إلى أنّ مؤسسة التعليم فوق الجميع، المنظمة الخيرية القطرية، كانت قد أُطلقت في عام 2012 لـ”المساهمة في التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية من خلال توفير تعليم ذي جودة عالية”، بحسب ما يوضح القائمون عليها. ويأتي ذلك مع “التركيز خصوصاً على المتضرّرين من الفقر والصراعات والكوارث، كذلك تدعم احتياجات الأطفال والشبّان والنساء لتمكينهم حتى يصيروا أعضاء فاعلين في مجتمعاتهم”. ومن برامج المؤسسة المتعلّقة بالتعليم حول العالم “علّم طفلاً” المذكور آنفاً وكذلك “الفاخورة”.
(قنا، العربي الجديد)
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس