الدعم السريع واستمرار المجازر.. ماذا تريد؟

40
الدعم السريع واستمرار المجازر.. ماذا تريد؟
الدعم السريع واستمرار المجازر.. ماذا تريد؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. ارتكبت قوات الدعم السريع مجزرة في بلدة “ود النورة” التابعة لمحلية 24 القرشي بولاية الجزيرة، واعتدت على المدنيين بالأسلحة الثقيلة، الأمر الذي أدى إلى مقتل ما يقارب المئتي مواطن ومئات الجرحى.

ولم تكتفي قوات الدعم السريع بقتل الأبرياء في “ود النورة”، بل واصلت جرائمها، حيث قتلت 40 مواطنا في محلية كرري بأمدرمان.

جرائم الدعم السريع المتواصلة والقتل الممنهج، أفرز تساؤلات عدة، منها؛ لماذا القتل؟ هل ثمة أهداف للدعم السريع من هذه الجرائم؟ أو بالأحرى ماذا يريد الدعم السريع من خلال قتله للمواطن الأعزل؟

ومنذ أن سيطرت قوات الدعم السريع على ولاية الجزيرة في أواخر العام الماضي، وسعت من حملات استهدافها للمدنيين باقتحام القرى المتناثرة بالمسلحين المدججين بالسلاح، الذين ارتكبوا انتهاكات واسعة شملت القتل والنهب والاعتقال والتهجير القسري. واستغلت هذه القوات انقطاع الاتصالات والإنترنت عن أجزاء واسعة من الولاية منذ فبراير الماضي لتنفيذ مزيد من الانتهاكات.

أهداف قذرة

المحلل السياسي ناجي مصطفى يرى في حديثه لموقع “أفريقيا برس” إن “الدعم السريع بعد عمليات قتل المواطنين يخطط مع قحت لأهداف قذرة، أهمها رفع فاتورة الحرب لإرهاب الشعب من أجل الضغط على الجيش للقبول بالتفاوض”، واضاف “كذلك إثارة الشعور بالحزن واليأس وفقدان الثقة في الجيش وبالتالي الاستسلام لمخطط المليشيا” وتابع “أيضا من الأهداف صرف نظر الرأي العام عن الانتصارات المتلاحقة للجيش والمقاومة الشعبية، و التأكيد على أنهم مازالوا قادرين على المواجهة وتوجيه ضربات موجعة”.

وقال ناجي “إن عمليات القتال تريد بها تهديد تسليح المواطنين وتضييق المقاومة الشعبية وخلق رأي عام ضد مقاومة المليشيا بالسلاح”، وتابع “كذلك تريد إحداث خلل اجتماعي باستهداف قبائل معينة لإثارة نعرتها القبلية ضد الجيش، وتم اختيار قبيلة الكواهلة وهي أكبر القبائل في السودان”.

تدمير وتهجير

ولكن الناطق الرسمي بإسم التحالف السوداني محمد السماني يذهب في اتجاه مغاير عن الحديث السابق، إذ يقول لـ”أفريقيا برس” إن “الدعم السريع تطمح من خلال المجازر البشرية التي ارتكبتها في حق الشعب السوداني لتحقيق عدة أغراض، أبرزها حدوث تغيير ديموغرافي للكتلة السكانية داخل الدولة السودانية و جلب مواطنين من غرب أفريقيا”، وتابع “الغرض الثاني هو تدمير البنيه التحية والمشاريع القومية في الدولة السودانية مثل ما حدث في مشروع الجزيرة ومصانع السكر في غرب سنار والجنيد والمصانع في منطقة سوبا وتدمير المنشآت التعليمية”.

إعتداء وحشي

ويتوقع القيادي بحزب الأمة القومي عروة الصادق مزيدا من الانتهاكات وقتل المواطنين في حال لم تتوقف الحرب، وتابع “لن يمض يوم دون أن نسمع بتهجير أو قتل مواطنين أو استباحة مدنهم وممتلكاتهم فضلا عن الاعتداءات الجنسية الوحشية”.

ويرى الصادق أن ما حدث في “ود النورة” أمرا فظيعا، مستدركا “ولكن الأفظع هو تبرير الدموية بأن القرية بها مستنفرين يحملون السلاح ضد الدعم السريع، وهو ذات التبرير الذي يقول بإبادة الحواضن القبلية له وهو أمر يتعارض مع قيم السماء وتشريعاتها والشرائع الوضعية”.

ويقول عروة لموقع “أفريقيا برس” إن “تركيبة الدعم السريع النظامية قبل الحرب ليست كما بعدها، فقد تم إنهاء انتداب كافة قادة الانضباط في صفوفها من الشؤون القانونية والشرطة العسكرية والقضاء العسكري لذلك لا اتوقع أن تتمكن قيادة الدعم السريع السيطرة على القوات التي باتت تنتشر باتساع ولايات السودان وينضم إليها عدد غفير من المنتسبين دون الخضوع لأساسيات الضبط العسكري”.

واعتبر الصادق أن “التدوين والقصف العشوائي يعد عاملا خطرا في إزهاق عشرات الأرواح في مختلف مدن العاصمة والولايات”.

ويقول الصادق “إن واجب الساعة ليس البحث عن انتصار ولن يتسنى لأي من طرفي المعركة الانتصار، وستزداد أعداد الضحايا جراء الحرب وعداون طرفيها أرضا وجوا”، مشددا على “ضرورة التوجه الفوري لمنبر جدة واستئناف عملية التفاوض الجاد، واستعادة استقرار البلاد”، محذرا بالقول “إن لم تذهب الأطراف المتقاتلة إلى منبر جدة ستكون الأيام القادمات وبالا على الشعب السوداني وعلى المحيط الإقليمي لأن كلا الطرفين حشدا عدة وعديدا سيدخل دوائر جديدة في حرب السودان”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here