أفريقيا برس – السودان. أفادت منظمة أطباء بلا حدود، اليوم الجمعة، بأنّها اضطرت إلى تعليق أنشطتها في مستشفى بشائر في العاصمة السودانية، وهو أحد المستشفيات القليلة المتبقية في جنوب الخرطوم، بسبب الهجمات العسكرية التي تتكرّر في السودان على المرافق الصحية، الأمر الذي أدّى إلى قطع شريان حياة آخر للذين ما زالوا في العاصمة. يأتي ذلك وسط الحرب المتواصلة في السودان منذ منتصف إبريل/ نيسان 2023، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي تسببت في أزمة إنسانية غير مسبوقة.
وأعلنت “أطباء بلا حدود” أنّها اتّخذت “القرار بالغ الصعوبة بتعليق كلّ الأنشطة الطبية في مستشفى بشائر”. ويأتي ذلك بعد هجوم عنيف تعرّض له في 18 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، حين أطلق مهاجمون النار في جناح الطوارئ. يُذكر أنّ هذا المستشفى، الذي يقع في منطقة تسيطر عليها قوات الدعم السريع، ساعد في علاج المصابين من جرّاء الغارات الجوية المتكررة التي شنّها الجيش في السودان على المنطقة. كذلك قدّم مستشفى بشائر الدعم لمئات النساء والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في منطقة يواجه كلّ اثنَين من الأحياء فيها خطر المجاعة.
وأوضحت منظمة أطباء بلا حدود، في بيان أصدرته اليوم، أنّه في خلال الأشهر العشرين التي عملت فيها فرقها، جنباً إلى جنب مع موظفي مستشفى بشائر والمتطوّعين، شهد هذا المستشفى وقائع اعتداء متكرّرة، من دخول مقاتلين إلى حرمه وهم يحملون الأسلحة بالإضافة إلى تهديدهم الطاقم الطبي العامل فيه. أضافت أنّ هؤلاء المسلحين فرضوا، في مرّات كثيرة، “معالجة المقاتلين قبل المرضى الآخرين”.
وتابعت “أطباء بلا حدود” أنّه على الرغم من الاتصالات المكثفة مع الطرفَين المعنيَّين في الحرب القائمة في السودان منذ نحو 21 شهراً، فقد تواصلت الهجمات في الأشهر القليلة الماضية، مؤكدة أنّ هذا ما اضطرها مرغمة إلى اتّخاذ القرار الصعب جداً القاضي بتعليق كلّ الأنشطة الطبية في مستشفى بشائر.
(رويترز، العربي الجديد)
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس