السيناريوهات المحتملة بعد سقوط حامية الفاشر

2
السيناريوهات المحتملة بعد سقوط حامية الفاشر
السيناريوهات المحتملة بعد سقوط حامية الفاشر

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. في خضم الحرب المستعرة في السودان، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها الكاملة على قيادة الفرقة السادسة مشاة بمدينة الفاشر، القاعدة العسكرية الرئيسية للجيش السوداني في ولاية شمال دارفور، وذلك عقب معارك عنيفة مع القوات المسلحة السودانية وحلفائها من الحركات المسلحة.

وقال المتحدث باسم الدعم السريع في بيان، إن “قواتهم تمكنت من تحرير الفرقة السادسة بمدينة الفاشر وكسر شوكة الجيش وحلفائه بإحكام السيطرة الكاملة على هذه القاعدة العسكرية الاستراتيجية”، معتبرًا أن هذا التطور يمثل منعطفًا مهمًا في مسار المعارك و”خطوة في طريق بناء الدولة الجديدة التي يتشارك جميع السودانيين في تأسيسها وفق تطلعاتهم للحرية والسلام والعدالة”.

وأضاف البيان أن قوات الدعم السريع تعمل بالتنسيق مع ما تُسمى بـ”حكومة تأسيس” لتوفير الحماية للمدنيين، وتسهيل عودة النازحين، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية.

يُذكر أن الفاشر كانت تتعرض منذ أبريل 2024 لهجمات متكررة وحصار خانق من قبل قوات الدعم السريع بهدف السيطرة على المدينة.

نفي سقوط المدينة بالكامل

في المقابل، نفى المتحدث باسم المقاومة الشعبية بمدينة الفاشر، أبوبكر الإمام، سقوط المدينة بسهولة، مؤكدًا في تدوينة على صفحته في “فيسبوك” أن “كل حجر فيها يحمل ذاكرة مقاومة، وكل شارع يعرف طريق الصمود”، مشيرًا إلى أن “أبناء الفاشر ما زالوا صامدين ويدافعون عن أرضهم وكرامتهم بكل بسالة”.

وأضاف الإمام: “تتعرض الفاشر في الوقت الراهن إلى حملة إعلامية مضللة ومفضوحة هدفها إثارة الهلع والرعب، إلى جانب حملة تضليل إعلامي متنامية تستهدف النيل من الروح المعنوية العالية للقوات داخل ميدان المعركة، باعتبار أن دخول رئاسة الفرقة يعني سقوط الفاشر”.

وكانت منصات تابعة للدعم السريع قد بثت مقاطع فيديو تُظهر عناصرها داخل مقر قيادة الفرقة السادسة، الذي بدا متضررًا بشكل واسع جراء المعارك المستمرة منذ أكثر من عامين.

معركة محتدمة

في السياق ذاته، قال المحلل السياسي الفاتح محجوب لموقع أفريقيا برس إن المعارك لا تزال محتدمة في الفاشر، مستدركًا أنه في حال تأكد سقوطها، فإن ذلك يفتح الباب واسعًا أمام “سلطة تأسيس” التابعة للدعم السريع لتدّعي أنها تحكم كامل إقليم دارفور، وبالتالي تحتكر حدود السودان مع تشاد وليبيا وإفريقيا الوسطى، إضافة إلى أكثر من نصف حدود السودان مع جنوب السودان.

وأشار إلى أن هذا التطور يمنح تلك السلطة عمليًا حرية التبادل التجاري مع دول الجوار ونقل السلع، مؤكدًا أن ذلك قد يمهد لانفصال فعلي لإقليم دارفور.

وأضاف أن سقوط الفاشر يجعل من الصعوبة بمكان استردادها مرة أخرى، إلا في حال نجاح الجيش في استعادة كامل أراضي ولاية غرب كردفان، وهو أمر ليس سهلًا بالنظر إلى طبيعة الكر والفر التي ميّزت المعارك في تلك الولاية.

حدث مزلزل

يرى الباحث السياسي وائل نصر الدين أن سقوط الفاشر سيتسبب في زعزعة تحالفي التأسيس وبورتسودان معًا، موضحًا أن لا خيار أمام قوات الدعم السريع لتأمين الفاشر سوى التوجه نحو وادي هور، وهو ما سيرفضه بعض أعضاء تحالف التأسيس.

وقال نصر الدين في تصريح لموقع أفريقيا برس إن السيطرة على دارفور لن تكتمل من دون ضم مناطق جبل مرة أو انضمام عبد الواحد محمد نور إلى تحالف التأسيس.

وأضاف أن حميدتي على الأرجح لن يفكر في التوجه شمالًا، إذ يشاركه آخرون السيطرة في دارفور، مستدركًا أن أي تقدم نحو تلك المناطق سيُنظر إليه كخطوة سيئة، وقد يدفع بعض الأطراف إلى التفكير في الانسحاب من التحالف.

وأكد نصر الدين أن سقوط الفاشر ليس انتصارًا كاملاً للدعم السريع، في ظل الخلافات داخل تحالفهم، مستدلًا بانسحاب عناصر الحلو من معركة الفاشر، وعدم مشاركة الأطراف الأخرى بفعالية، جازمًا بأن أنصار الدعم السريع لن يتراجعوا عن المعركة ولن يتنازلوا عن الغنائم.

تداعيات على تحالف بورتسودان

من جانب آخر، يرى نصر الدين أن سقوط الفاشر يمثل حدثًا مزلزلًا داخل بورتسودان، مهما حاول البعض التقليل من أهميته. وتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تساؤلات حول جدوى التحالف مع قوات لا تمتلك مناطق سيطرة، في إشارة إلى القوات المشتركة، مضيفًا أن هناك احتمالًا لطرح فكرة تقليص نصيب الحركات المسلحة، وهو أمر بحسب نصر الدين سترفضه هذه الحركات بلا شك.

واختتم حديثه بالقول: “تحالف بورتسودان سيعيش أوقاتًا صعبة بسبب فقدانه الفاشر، وربما تكون هناك مفاجآت في الطريق.”

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here