أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. على نحو غير متوقع، هاجم عضو مجلس السيادة السوداني ياسر العطا، دولة الامارات العربية المتحدة حيث اتهمها بأنها تدعم قوات الدعم السريع.
وقال العطا خلال مخاطبته جنوده- في قاعدة وادي سيدنا العسكرية شمال أم درمان- إن” معلومات تردهم من قبل جهاز المخابرات العامة والاستخبارات العسكرية والدبلوماسية الخارجية تقول إن دولة الإمارات نقلت عبر الطائرات دعما عسكريا للجنجويد عبر مطار عنتيبي في يوغندا وأفريقيا الوسطى قبل بدء تفكيك جماعة فاغنر الروسية علاوة على مطار أم جرس في تشاد”.
وأشار إلى أن الطائرات الإماراتية كانت تهبط في مطار أم جرس بمعرفة نافذين في الحكومة التشادية. وتابع “نحن نحترم الشعب التشادي وهو شعب شقيق تربطنا معه أواصر دم ودين ولغة لكن في داخله بعض العملاء المرتزقة والخونة للشعوب الأفريقية وهم عملاء الاستعمار الحديث”.
وأضاف “القادة النافذون في تشاد والمرتشين هم من يسهلون وصول إمداد دولة الإمارات للجنجويد عبر مطار أم جرس، وفي تطور جديد خلال الأسبوع الماضي بدأوا في نقل السلاح عن طريق مطار العاصمة أنجمينا”.ووجه العطا انتقادات للإمارات وقال “أنا أعرف منظمة إرهابية وإجرامية لكن دولة تكون مافيا أول مرة أسمع بها.. الإمارات دولة تحب الخراب وتسير على خطى الشر رغم أن شعبها شقيق وقائدها المؤسس الشيخ زايد كان في هذا التوقيت تسمى إمارات الخير والعطاء ولكن الخلف خلف شر”.
توتر العلاقات
في الصدد، يقول المحلل السياسي الفاتح محجوب لموقع “أفريقيا برس ” إن موضوع دعم الامارات لقوات الدعم السريع سارت به الركبان وبات امرا مشهورا معلوما، مستدركا، ولكن تحفظت الحكومة السودانية وظلت تتحدث عن دعم من دولة إقليمية للتمرد من دون تسميتها وقبل ان تحفظ الحكومة السودانية عن ذكر تورط دولة الإمارات كان لاسباب تتعلق بجهود تبذلها دولة شقيقة لاثناء الامارات عن هذا العمل المعادي للحكومة السودانية.
هذ، وقد ذكرت تقارير إعلامية غربية إن أبو ظبي قامت بنقل كميات كبيرة من السلاح لقوات الدعم السريع عبر مطار “أم جرس” بدولة تشاد.
ويرى الفاتح إنه بات واضحا أن الحكومة السودانية في سبيلها للتوصل اما لانتصار حاسم او اتفاقية سلام تحسم بشكل نهائي قصة وجود قوات الدعم السريع كقوة عسكرية رسمية، ولهذا بحسب الفاتح ارادت الحكومة السودانية ان تطلق اتهامها قبيل سفر البرهان للامارات وبعد ان اطلقت قواتها لحسم التمرد في كل انحاء السودان.
وتوصل الفاتح إلى ” الغالب يتم اتفاق بين البرهان وبين محمد بن زايد على وقف دعم الإمارات لقوات الدعم السريع في السودان وفتح صفحة جديدة في العلاقات السودانية الإماراتية”.
ولا يستبعد الفاتح أن تتوتر العلاقات بين الامارات والسودان سيما بعد تصريحات العطا، متوقعا أن ترد الامارات على هذه التصريحات، وأضاف: ان صمتت عن هذه التصريحات يعني إنها تنتظر زيارة البرهان إليها فهذا يعني انها راغبة في طي هذا الملف، وتابع، اما ان هاجمت العطا واعلنت عداءها للحكومة السودانية فهذا يعني بدء مرحلة علنية من العداء بين الدولتين.
شخص غير مرغوب فيه
أما الخبير في العلاقات الدولية محمد عبدالجبار يرى في حديثه لموقع “أفريقيا برس ” أن تصريحات العطا ستجعل العلاقات الاماراتية السودانية في توتر مستمر، وأضاف، ربما تتخذ وزارة الخارجية السودانية خطوة بإعلان السفير الإماراتي شخص غير موغوب فيه.
وفيما تساءل عبدالجبار إن كان يملك العطا أدلة عن تورط الامارات ام لا يملك، وأضاف، كان الاحرى للحكومة السودانية أن تخرج بيان رسمي تدين فيه دعم الامارات للدعم السريع وتقدم شكوى لمجلس الامن والاتحاد الافريقي وجامعة الدولية العربية حتى تحفظ حقها، مستدركا،ولكن مثل كذا تصريحات لا تخدم غرض غير تعكر صفو العلاقات وتزيد التوتر بين الدولتين.
*تصريحات عادية
لكن أستاذة العلاقات الدولية بالجامعات السودانية سهير احمد عادل أعتبرت تصريحات العطا عادية ولا تؤثر في علاقات البلدين المتينة والمتجذرة، لكونها لم تخرج من الرجل الاول في الدولة “البرهان ” او وزارة الخارجية، وتابعت، تصريحات العطا لا قيمة لها وهي مجرد تصريحات خرجت لتحميس الجنود وتحفيزهم، مؤكدة لموقع”أفريقيا برس” أن مفاوضات جدة على مشارفها وليس هناك من ينسفها او يعكر صفو علاقات السودان مع السعودية والامارات او امريكا.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس
