أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. شهدت نيروبي، الأسبوع الماضي جلسة احتفالية للإعلان عن تحالف “السودان التأسيسي – تأسيس”، الذي يضم قوى سياسية وحركات مسلحة وزعامات من الإدارة الأهلية إلى جانب قوات الدعم السريع، ويهدف إلى تشكيل سلطة موازية للحكومة القائمة في بورتسودان.
وشارك في الترتيبات رئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة ناصر، وقيادات الجبهة الثورية السودانية، إضافة إلى رئيس الحركة الشعبية – شمال عبد العزيز آدم الحلو، وإبراهيم الميرغني، إلى جانب قائد ثاني قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو.
واحتدم الخلاف حول رئاسة مجلس السيادة بين قوات الدعم السريع والحركة الشعبية – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، وسط تداول عدة مقترحات بشأن عاصمة الحكومة الموازية، من بينها كاودا في جنوب كردفان.
وقلل المحلل السياسي الفاتح محجوب من إمكانية تشكيل حكومة موازية من قبل الدعم السريع والقوى السياسية المتحالفة معه.
وقال الفاتح في حوار مع “أفريقيا برس” إن الحكومة الموازية، إن تم تشكيلها، غالباً لن يكون لها مستقبل في ظل تقدم الجيش في كافة مسارح العمليات. وتوقع الفاتح أن يتراجع الدعم السريع عن فكرة تشكيل الحكومة، مستدلاً بإلغاء المؤتمر الصحفي الذي كان مقرراً لإعلان الحكومة الجمعة الماضية.
كيف ترى الميثاق السياسي الذي وقع في كينيا؟
من الواضح أن الذين وقفوا مع فكرة الحكومة الموازية من الدول الخارجية مثل الإمارات العربية المتحدة لجأوا مضطرين إلى مشروع الحكومة الموازية لتوفير قدر من الشرعية الواقعية لحكومة الدعم السريع، ولإقناع مواطني إقليم دارفور بأن الحكومة الموازية ليست حكومة العطاوة، بل هي حكومة قحت. وبالتالي، لا يوجد مسوغ لرفض قبائل الزرقة لحكومة الدعم السريع طالما أن قحت هي التي ستدير الحكومة. ولكن من شاهد جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في غرب دارفور لن يقتنع قط بأن الدعم السريع قد تاب وبات ملتزماً بالقانون، خاصة بعد مجزرة القطينة الأخيرة والإبادة الجماعية ضد قرية الجزيرة، ناهيك عما فعلته قوات الدعم السريع في معسكر زمزم.
إذن، لن تنجح حكومة الدعم السريع الموازية في اكتساب الشرعية، لأنها أصلاً ضد الشرعية وضد أي قانون وأي عرف، وبالتالي لن تنال قط تأييد الشعب السوداني، ولا يمكن تكرار تجربة تقسيم ليبيا في السودان.
من يقف وراء تشكيل حكومة موازية؟ هل هنالك دول تريد تقسيم السودان؟
الإمارات العربية المتحدة وبريطانيا هما من يقفان خلف الحكومة الموازية لتمكين قوات الدعم السريع من الحصول على تعاون مع حكومتها من قبل دول الجوار والمنظمات الأممية، وفقًا للواقع تمامًا كما في حالة ليبيا حفتر أو جمهورية أرض الصومال.
وهل سيتم التعامل مع الحكومة؟
من المتوقع أن تتعامل دول مثل تشاد وإثيوبيا وجنوب السودان وأفريقيا الوسطى وكينيا وأوغندا مع الحكومة الموازية رسميًا، دون أن تتبادل معها البعثات الدبلوماسية أو تعترف بها علنًا. لكن الضغوط الدولية والإقليمية وتهديدات حكومة السودان والرفض الكبير في البرلمان الكيني قد تطيح بفكرة الحكومة الموازية، خاصة بعد التقدم الكبير للجيش السوداني في مختلف مسارح العمليات.
ماذا يترتب على تشكيل حكومة موازية تحت سيطرة الدعم السريع؟
الحكومة الموازية، إن تم تشكيلها، غالبًا لا مستقبل لها في ظل التقدم الكبير للجيش السوداني في كافة مسارح العمليات. ولهذا السبب، قد يتراجع الدعم السريع عن الفكرة في أي لحظة، خاصة وأنهم قد ألغوا مؤتمرهم الصحفي المقرر يوم الجمعة لإعلان الحكومة الموازية.
حزب الأمة شارك في الميثاق.. ألا ترى أن المشاركة ستخصم من رصيده الشعبي؟
مشاركة رئيس حزب الأمة، فضل الله برمة ناصر، في مؤتمر تشكيل الحكومة الموازية تعتبر بمثابة انتحار سياسي له ولحزبه، وغالبًا ما سيدفع ثمنها بالإطاحة به من حزب الأمة القومي خلال الأشهر القليلة القادمة. وبعد ذلك، سيتبرأ الحزب منه، وهذه عادة الأحزاب الطائفية.
برمة ناصر اختار موالاة قبيلته بحكم أنها حاضنة للدعم السريع، مغامراً بحزبه وسمعته باعتباره ضابطاً سابقاً في الجيش السوداني.
هل الجيش السوداني قادر على إنهاء تمرد الدعم السريع من السودان؟
نظريًا، يمتلك الجيش السوداني حاليًا القدرة على إنهاء تمرد الدعم السريع وسحقه في كل شبر من أجزاء السودان.
في الظروف العادية، من المتوقع أن ينجح الجيش السوداني في حسم المعركة لصالحه في غضون الأشهر القليلة القادمة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس