الفصائل المسلحة في السودان بعد الحرب.. بين الدمج والمخاوف الأمنية

16
الفصائل المسلحة في السودان بعد الحرب.. بين الدمج والمخاوف الأمنية
الفصائل المسلحة في السودان بعد الحرب.. بين الدمج والمخاوف الأمنية

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. تقاتل العديد من الفصائل المسلحة إلى جانب الجيش السوداني في معركته ضد قوات الدعم السريع، ومن أبرز هذه الفصائل كتائب لواء البراء بن مالك، المحسوبة على الإسلاميين، إضافة إلى قوات درع السودان، التي ينحدر جنودها من منطقة البطانة وسط السودان، إلى جانب الحركات الدارفورية المسلحة.

فما مصير هذه القوات بعد نهاية الحرب؟ هل سيتم دمجها في الجيش السوداني؟ وهل يمكن أن تشكل خطرًا على السودان إذا لم يتم دمجها؟

عمليات الدمج

يقول المحلل السياسي الفاتح محجوب لموقع “أفريقيا برس” إن التشكيلات العسكرية المساندة للجيش تتألف أساسًا من الحركات المسلحة، والتي تم الاتفاق على دمجها في الجيش السوداني، حيث جرى بالفعل دمج عدد كبير منها. كما توجد قوات درع السودان، التي لديها أيضًا خطة خاصة بالدمج والتسريح، إذ أن غالبية مقاتليها غير راغبين في مواصلة العمل العسكري ويفضلون العودة إلى أعمالهم المدنية، بينما سيتم دمج الراغبين في الجيش السوداني.

وأضاف محجوب أن الكتائب الشبابية المقاتلة، مثل البراء بن مالك والبرق الخاطف وغيرها، تعمل ضمن احتياطي الجيش السوداني، وتتكون من مدنيين متطوعين، حيث سيعود جميعهم إلى جامعاتهم أو أعمالهم المدنية داخل السودان وخارجه بعد انتهاء الحرب، ولن تكون لهم أي علاقة بالمؤسسة العسكرية إلا في حال استدعائهم مجددًا من قبل قيادة الجيش.

وتوصل المحجوب إلى أن الجيش لا يواجه مشكلة في التعامل مع القوات المساندة بعد انتهاء الحرب، لكنه استدرك قائلًا إن التحدي الأكبر سيكون في التعامل مع إرث قوات الدعم السريع وحواضنها القبلية، حيث تمتهن هذه القبائل القتال وتمتلك تشكيلات متنوعة من الأسلحة، إضافة إلى اعتيادها على ممارسة النهب المسلح. وأكد أن الحكومة ستحتاج إلى جهد كبير لفرض النظام والقانون في مناطق نفوذ هذه القبائل.

غياب خطة الدمج

وإن كان الفاتح محجوب قد توقع دمج التكوينات العسكرية في الجيش، فإن الكاتب الصحفي طارق عثمان لا يرى أن عملية الدمج ستتم، حيث قال لموقع “أفريقيا برس”: “لا أعتقد أن قيادة الجيش لديها خطة لملمة شتات القوات التي تقاتل معها حاليًا، والتي ستكون بالتأكيد شوكة في خاصرة الوطن، تمامًا كما كانت قوات الدعم السريع، التي كادت أن تبتلع الدولة بمؤسساتها، ولا تزال تمثل خطرًا على وحدتها.”

واعتبر طارق عثمان أن التشكيلات العسكرية ما هي إلا ميليشيات تتغذى من ثدي البلاد المتجفف، مضيفًا: “ما أن تنتهي الحرب على ميليشيا حميدتي، حتى تبرز الأجندة الحقيقية لتلك الميليشيات المتناسلة، مما قد يُدخل البلاد في حلقة جديدة من الخراب.”

قيادات واعية

من جهتها لا ترى الباحثة السياسية الدكتورة لبابة الفضل أن القوات المساندة للجيش تشكل خطرًا على البلاد، إذ قالت لموقع “أفريقيا برس” إن التشكيلات العسكرية المساندة للجيش لديها قيادات واعية ومدركة لأهمية وجود وطن يتمتع بالسيادة والدولة المستقرة.

وأشارت إلى أن قيادة الجيش قادرة على تحقيق التوافق والترابط مع قيادات الحركات المسلحة، وذلك من أجل ضمان سيادة السودان وحضوره في المحيطين الإقليمي والدولي.

وبناءً على ذلك، أكدت الفضل أنه لا يوجد ما يدعو للخوف أو الشك، خاصة أن هذه الحركات تدرك جيدًا قيمة الوطن والسيادة.

لماذا القتال مع الجيش؟

وصرّح قيادي في قوات درع السودان فضل فضل عدم الكشف عن اسمه، لموقع “أفريقيا برس”، بأن قواتهم تقاتل حاليًا إلى جانب الجيش دفاعًا عن الوطن والعرض، مؤكدًا أنه ليس لديهم أي طموحات في السلطة أو الثروة.

وأوضح أن الجرائم التي ارتكبتها الميليشيا في ولاية الجزيرة هي التي دفعت قوات درع السودان إلى الانحياز والقتال بجانب الجيش.

وأضاف القيادي أنه بعد نهاية الحرب، سيعود أفراد درع السودان إلى أعمالهم السابقة، فمنهم التجار والمزارعون.

كما يرى أن مشاركة قوات درع السودان في القتال تأتي من باب التطوع، انطلاقًا من حب أفرادها للوطن والمواطن السوداني.

وسائل عنيفة

يرى القيادي بحزب الأمة القومي، عروة الصادق، في حديثه لموقع “أفريقيا برس”، أن التشكيلات العسكرية قد يكون لها تأثير كبير على استقرار ووحدة البلاد مستقبلًا، خاصة إذا اتجهت إلى تحقيق أهدافها بوسائل عنيفة من خلال زعزعة نظام الحكم وإثارة الفوضى.

وأكد أن ذلك سيكون خصمًا من استقرار الدولة، لأنه قد يؤدي إلى تنامي التيارات الانفصالية والعنصرية، بالإضافة إلى تصاعد دعوات الانقسام السياسي والتفكك الجغرافي.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here