القوة المشتركة: لن ننسحب من الفاشر وسنواجه السلاح الكيمياوي

12
القوة المشتركة: لن ننسحب من الفاشر وسنواجه السلاح الكيمياوي
القوة المشتركة: لن ننسحب من الفاشر وسنواجه السلاح الكيمياوي

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. في تطور خطير، كشفت مصادر طبية عن معلومات تفيد باستخدام مليشيا الدعم السريع سلاحًا كيميائيًا محظورًا دوليًا في مدينة الفاشر. وأكدت المصادر أن الهجوم نُفذ عبر مسيّرات انتحارية حملت أسطوانات صغيرة تحتوي على مواد سامة أُطلقت باتجاه مواقع مأهولة بالمدنيين. وقالت المصادر إن رائحة الغاز كانت حادة ومجهولة المصدر، وتسببت في إصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق وإغماء.

وفي السياق ذاته، نقل صحفيون عن مصادر عسكرية في الفاشر تأكيدها استخدام غازات كيميائية سامة في عدة مواقع، مما أدى إلى إصابة أشخاص بتشنجات وهلوسة وتقيؤات نتيجة استنشاقهم للغاز. وأشارت المصادر إلى أن الغازات أُطلقت بواسطة مسيّرات انتحارية مزودة بأسطوانات ألمنيوم وقوارير بلاستيكية، يُرجّح أنها تحتوي على مركبات سامة محظورة.

في الصدد، جلست “أفريقيا برس” مع الناطق الرسمي باسم القوة المشتركة -المتحالفة مع الجيش- الرائد أحمد حسين مصطفى، وناقشت معه تفاصيل بشأن السلاح الكيميائي الذي استخدمه الدعم السريع في الفاشر.

الدعم السريع استخدم أسلحة كيميائية في الفاشر وفقًا لمصادر طبية.. ماذا يعني لكم ذلك؟

ما أفادت به المصادر الطبية بشأن استخدام الدعم السريع لمواد سامة هو عين الحقيقة، فقد استخدمت مواد حارقة للجلد ومشوّهة بعبوات المسيرات. وهذا لا يعني لنا سوى استمرارية المليشيا في نهجها المعتاد بمخالفة كافة القوانين الدولية لحقوق الإنسان، وتحديها العلني والصريح للعالم. وهذا يفسر سلوكها الانتقامي تجاه مواطني مدينة الفاشر الذين لم يسلموا من الاستهداف منذ أول يوم في هذه الحرب وحتى يومنا هذا، سوى تغيير في أدوات وآليات الاستهداف.

هل لديكم معلومات جديدة عن استخدام الدعم السريع للأسلحة الكيميائية في الفاشر؟

كما أشرت، المليشيا تزود دانات المسيرات بعبوات من مواد كيميائية حارقة ومشوّهة.

كيف تواجه القوات المشتركة والجيش هذه التطورات العسكرية، سيما أن السلاح الكيميائي خطير؟

بالتأكيد تستطيع قواتنا مواجهة هذه الخطوة بخبراتها ومقدراتها العسكرية، ولكن لا يقف الأمر عند المواجهة العسكرية فقط، لأنها تستهدف مناطق مكتظة بالسكان المدنيين، منهم العجزة والمسنين والأطفال، لا سيما مراكز الإيواء ومخيمات النازحين. وهذا يستدعي تدخل المجتمع الدولي وكافة الجهات الدولية ذات الصلة لإيجاد آلية تضع حدًا لإيقاف المليشيا من استمرارها في هذا الاتجاه.

في حال استمرار الدعم السريع في استخدام السلاح الكيميائي في الفاشر.. هل ستستمرون في الدفاع عن الفاشر؟

مسألة دفاعنا عن مدينة الفاشر هي مسألة محسومة، ولا يوقفنا عنها السلاح الكيميائي أو الأخطر منه.

هل تتوقع ردة فعل من المجتمع الدولي إزاء خطوة استخدام الدعم السريع للأسلحة الكيميائية في الفاشر؟

إن المجتمع الدولي شاهد على قصف المدنيين، ويعلم عن تصفيات للمدنيين، واغتصاب الفتيات، واستهداف معسكر زمزم للنازحين ومعسكر نيفاشا، واغتيالات للفارين من الفاشر. كما ينظر إلى استهداف المدنيين بدور العبادة، ويعلم أيضًا أن حصار الفاشر امتد لأكثر من 500 يوم، وبات الناس يأكلون علف الحيوانات كغذاء أساسي، مع انعدام للأدوية المنقذة للحياة والعديد من المآسي، ولم يفعل شيئًا ملموسًا. لذلك، نتوقع منهم صدور بيانات تشير إلى شعورهم بالقلق.

ثمة من يقول إن استخدام الدعم السريع للسلاح الكيميائي هي كذبة من الجيش حتى ينسحب من الفاشر.. كيف ترد؟

من يقولون إنها كذبة للانسحاب أرادوا إنكار الواقع وتبرئة المليشيا عبر إطلاق هكذا عبارة، كي تتحول غدًا إلى مغالطات واتهامات وإرباك للمشهد ليس إلا. فالذي صمد أمام 251 معركة لا يحتاج مبررًا للانسحاب، ولكن الانسحاب تفرضه الوقائع الميدانية. فما الذي تغيّر ميدانيًا حتى ينسحب الجيش؟ لن ننسحب من الفاشر حتى لو جاءت المليشيا بأسلحة أخطر من الكيميائي.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here