اللواء خالد حمدان: مخلفات الحرب منتشرة والخرطوم لم تُنظف بالكامل

2
اللواء خالد حمدان: مخلفات الحرب منتشرة والخرطوم لم تُنظف بالكامل
اللواء خالد حمدان: مخلفات الحرب منتشرة والخرطوم لم تُنظف بالكامل

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. قال اللواء ركن خالد حمدان آدم، مدير المركز القومي لمكافحة الألغام، في حوار مع “أفريقيا برس”، إن المركز تمكن بمساعدة الشركاء من إعلان شرق السودان خاليًا من من الألغام والمخلفات الحربية. وأكد أن الحرب الأخيرة أعادت انتشار الألغام والمخلفات الحربية، مما فرض تحديات جديدة، موضحًا أن عدد المناطق الخطرة انخفض من أكثر من خمسة آلاف إلى 402 منطقة فقط قبل الحرب، لكنه عاد للارتفاع مجددًا.

وأضاف أن فرق المركز تعمل حاليًا في عدة ولايات، لكن نقص التمويل يعيق التغطية الشاملة. وشدد على أن الخرطوم ما زالت غير خالية تمامًا من من الألغام والمخلفات الحربية، وكذلك ولايتا الجزيرة وسنار، مشيرًا إلى أن الأولوية تُمنح للمرافق الحيوية والمناطق ذات الكثافة السكانية.

حدثنا عن نشأة المركز القومي لإزالة الألغام؟ وماذا قدم للسودانيين؟

تأسس المركز في عام 2005، وكان يعمل في الولايات المتأثرة مثل الولايات الشرقية، حيث كانت أكثر المناطق المتأثرة بالألغام، بالإضافة إلى جنوب كردفان وغرب كردفان وإقليم النيل الأزرق، وهذه كلها كانت تحتوي على ألغام ومخلفات حربية. كذلك، ولايات دارفور الخمس كانت تعاني من وجود مخلفات حربية وألغام.

بمجهود المركز وجهود المنظمات، تمكّنا من إعلان شرق السودان خاليًا من المخلفات الحربية في عدد من المحليات والمدن، وأصبحت المناطق الخطرة قليلة. قبل بداية هذه الحرب، كنا نتحدث عن أكثر من خمسة آلاف منطقة خطرة في السودان، أما الآن فقد وصلنا إلى 402 منطقة فقط.

حالياً، بعد هذه الحرب، بدأنا في عمل جديد، وأصبحت معظم الولايات تنتشر فيها الألغام ومخلفات الحرب. في الحقيقة، نحن عملنا على نشر الفرق (الأتيام)، لكن ليس بالصورة الكافية، وذلك بسبب تحديات التمويل، فنحن بحاجة إلى نشر عدد أكبر من الفرق في كل المناطق.

عندما نبدأ، نبدأ حسب الأولويات، لأن انتشار المخلفات كبير جداً، فعلى سبيل المثال، ولاية الخرطوم كلها تحتوي على مخلفات حربية. ولو بدأنا بالنظام الذي نعمل به منذ البداية، ستكون هناك مشكلة في الوصول إلى كل الأماكن، لأن عمل الإزالة يستغرق زمنًا طويلًا، والفرق الموجودة قليلة مقارنة بحجم التلوث.

لذلك، نبدأ بالأولويات، مثل الشوارع الرئيسية، والخدمات، والمدارس، والأسواق. كذلك، نستجيب للمواطنين في المناطق المتأثرة، ثم بعد ذلك ندخل إلى المناطق الفرعية. وبما أن عدد الفرق محدود، فإننا نعمل وفقًا لأولويات محددة.

حدثنا عن انتشار الألغام والمخلفات الحربية في مناطق الحرب في السودان؟

للتوضيح، المنتشر الآن ليس ألغامًا، بل معظمها مخلفات حربية في عدد كبير من الولايات. صحيح أن هناك عددًا من المناطق شهدت وجود ألغام في مواقع محددة، وهي شمال بحري، وبالتحديد المناطق حول المصفاة، وجنوب ولاية نهر النيل في مناطق حجر العسل. فقد زرعت الميليشيا عددًا من الألغام حول مصفاة الخرطوم، كما وُجدت ألغام في بعض المناطق بالجزيرة وحول جبل موية. هذه هي المناطق التي تم رصد وجود ألغام فيها، أما باقي المناطق فتوجد بها مخلفات حربية فقط.

مخلفات مثل ماذا؟

بعض القذائف والمقذوفات التي لم تنفجر، بالإضافة إلى بقايا متفرقة، كما توجد أسلحة خفيفة في تلك المناطق.

كيف تجري الآن عملية نزع الألغام؟

العملية تجري حاليًا من خلال انتشار عدد من الفرق الميدانية. بدأنا بعد اندلاع الحرب في أبريل من العام السابق بعدد من الفرق في المناطق الآمنة بولاية الخرطوم، وتحديدًا في محلية كرري وجزء من محلية أم درمان. وقد عملت هذه الفرق لفترة طويلة وأكدت خلو جميع المناطق التي تواجدت بها من المخلفات، حتى تم تفجير عدد من هذه المخلفات في تلك المناطق.

الآن لدينا فرق تعمل في ولاية الخرطوم وبحري، كما يوجد فريقان في ولاية الجزيرة، وفريق في ولاية النيل الأبيض، وفريق آخر في ولاية سنار، بالإضافة إلى فريق في ولاية شمال كردفان. وتعمل هذه الفرق على إزالة المخلفات الحربية ونزع الألغام إن وُجدت في أي من تلك المناطق.

هل ثمة إحصائيات بشأن الألغام التي تفجرت وأودت بضحايا أبرياء في السودان؟

بالنسبة للحوادث التي وقعت حتى الآن، فقد سجلنا 40 حادثة منذ بداية الحرب. ولكن بالنسبة لنا، ليست كل الحوادث مسجلة، لأن هناك حوادث قد لا تكون وصلت إلينا كمركز قومي لمكافحة الألغام.

لقد سجلنا 40 حالة أسفرت عن وفاة 14 شخصًا، و46 مصابًا، أي أن النتائج الإجمالية لهذه الحوادث بلغت 60 شخصًا. وقعت الحوادث في جهات مختلفة مثل ولاية الخرطوم، وولاية نهر النيل (منطقة حجر العسل)، ومناطق في الجزيرة، وولاية سنار (منطقة الدندر وشرق الجزيرة).

وعليه، فهذه هي كل الحوادث التي تم تسجيلها، لكن من وجهة نظري الشخصية، لم نتمكن من تسجيل كل الحوادث، بسبب عدم وجود فرق لنا في بعض المناطق التي وقعت فيها تلك الحوادث خلال فترة معينة.

ما العقبات التي تعترض عملكم؟

بعد اندلاع الحرب، فقدنا في المركز الكثير من المعدات والأجهزة التي نستخدمها في مكافحة الألغام ومخلفات الحرب، وكذلك فقدت المنظمات العاملة في هذا المجال معداتها وعرباتها، بالإضافة إلى فقد بعض الأفراد ذوي الخبرة في هذا المجال.

إزالة الألغام والمخلفات عملية مكلفة جدًا وتحتاج إلى تمويل كبير. ومع بداية الحرب، توقّف كل التمويل الدولي الذي كان مخصصًا لمجال مكافحة الألغام في السودان.

اعتمدنا في فترات سابقة على الدعم الحكومي، ومعلوم الوضع الاقتصادي للدولة، لكننا كنا نعتمد على هذا الدعم في نشر الفرق الميدانية. وكل ما تم نشره من فرق في عام 2024 كان بتمويل حكومي، باستثناء شهري أكتوبر ونوفمبر، حيث تم التمويل عن طريق دعم من الأمم المتحدة، إضافة إلى تنفيذها حملات توعية لبعض الفرق في الولايات الآمنة.

متهمون بالتقصير في عملكم في قرى الجزيرة وسنار، والبعض يقول إن جلّ تركيزكم يكون في المدن.. كيف ترد على هذا الاتهام؟

مهما عملنا، نظل متهمين بالتقصير، لأننا لم نتمكن من تغطية كل المناطق. صحيح أنه لا يوجد فريق في كل حي، لكن تركيزنا ليس على المدن فقط، بل يشمل كل المناطق المهددة. وسعينا الدائم هو أن يعيش المواطن في بيئة آمنة، يتمكن فيها من الوصول إلى الخدمات الأساسية بسهولة، ويعيش في أمن وسلام.

لدينا أنشطة توعوية، وقبل أن تصبح الخرطوم آمنة كنا قد وصلنا إلى جميع الولايات الآمنة وقدمنا فيها خدمات توعية، بالإضافة إلى التوعية غير المباشرة عبر وسائل الإعلام للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين، حتى يتعرفوا على خطر الألغام وكيفية التبليغ عنها. كما خصصنا خطًا ساخنًا تابعًا للمركز، وهو الرقم 666 من جميع الشبكات، يمكن الاتصال به للإبلاغ عن أي خطر في أي منطقة.

هل الخرطوم الآن خالية من الألغام؟ وماذا عن الجزيرة وسنار؟

الخرطوم لم تخلُ من مخلفات الحرب حتى الآن، وما زلنا مستمرين في تنظيفها. لقد نظفنا جزءًا كبيرًا من محلية كرري وأم درمان والمناطق الآمنة وبحري. والآن نعمل في مدينة الخرطوم، وما زال هناك الكثير من العمل المطلوب. نسعى قدر الإمكان إلى تنظيف الخرطوم في أسرع وقت ممكن، لكن عملنا لا يتطلب أي نوع من التسارع أو التسرع دون مراعاة المعايير والإنتاجية المحددة لكل فريق في هذه المناطق.

أما بالنسبة للجزيرة وسنار، فلا يمكننا القول إن هذه المناطق آمنة حتى الآن. هناك فريقان يعملان في الجزيرة، وفريق في سنار، ولكن العمل لم يكتمل بعد وما زال مستمرًا. قد تكون بعض المناطق مثل ود مدني على وشك أن تصبح خالية من الألغام، لكن على مستوى الولاية، لا يزال هناك الكثير من الجهد المطلوب. حتى في ولاية الخرطوم لم يكتمل العمل، فبينما توجد مناطق مثل كرري خالية تمامًا، لا تزال هناك مناطق مثل صالحة وأم بدة قيد العمل ولم تُنظف بالكامل بعد.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here