الماحي: كامل إدريس أمام تحدٍّ حقيقي في حكم ما بعد الحرب

8
الماحي: كامل إدريس أمام تحدٍّ حقيقي في حكم ما بعد الحرب
الماحي: كامل إدريس أمام تحدٍّ حقيقي في حكم ما بعد الحرب

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. في حوار خاص مع موقع “أفريقيا برس”، أكّد الكاتب الصحفي محمد الماحي أن رئيس الوزراء الجديد، كامل إدريس، يواجه مرحلة دقيقة وحساسة في تاريخ السودان، تتطلب منه موازنة معقدة بين العمل التنفيذي المدني والتنسيق المحدود مع المؤسسة العسكرية، مع ضرورة الابتعاد عن التجاذبات السياسية والتدخلات الخارجية.

وقدم الماحي نصائح عديدة لإدريس، أهمها الابتعاد عن العمل العسكري، والتقارب مع مختلف القوى السياسية، مؤكدًا أن تلك المسارات كفيلة بنجاحه في قيادة مجلس الوزراء. كما شدد على أن تحالف “صمود” يجب أن يتعامل مع حكومة الأمر الواقع ويندمج في العملية السياسية استعدادًا للانتخابات. وأكد الماحي أن إدريس سيكون مستقلاً في عمله، مستندًا إلى رؤية واضحة لحل الأزمة السودانية.

رئيس الوزراء الجديد كامل إدريس وصل البلاد… ماذا تتوقع أن يقدّم للسودانيين؟

لا شك أن كامل إدريس سيواجه صعوبات وتعقيدات يفرضها الواقع السياسي في السودان، ولعل العقبة الأكبر هي الخلافات بين القوى السياسية وتباين المواقف حتى داخل الحزب الواحد.

وإذا أراد كامل تقديم عمل وطني، فإن ذلك يمكن أن يتحقق من خلال النجاح في تقليص المسافات بين القوى السياسية والمجتمعية. فالمجتمع نفسه يواجه تصدعات بسبب الحرب الدائرة حاليًا، وأخرى تعود لما قبل الحرب.

كذلك فإن التقارب مع المجتمع الدولي، بما يحفظ حقوق البلاد ويضمن تبادل المنافع، يُعدّ من الأولويات، خاصة أن السودان ظل يتعرض لعقوبات متواصلة ساهمت في تراجع الاقتصاد بشكل كبير، وأدت إلى تضخم جعل الحياة قاسية على المواطن.

كل هذه الملفات تتطلب عملًا جادًا وتنسيقًا مستمرًا، ويمكن باختراقها تحقيق نجاح فعلي.

برأيك، هل سيكون رئيس الوزراء مستقلاً في عمله؟

كامل إدريس لديه رؤية مكتوبة في إصداره (خطة مارشال)، ولعل هذه الرؤية كانت سببًا رئيسيًا في اختياره لهذا المنصب من بين عدد من الشخصيات. وهذه القناعة تؤكد أيضًا الاتجاه نحو الاستقلالية.

إلا أن هناك معضلة، وهي وثيقة اتفاق جوبا، والتي بالتأكيد لا تتناسب مع (خطة مارشال)، وستكون عقبة، إلا إذا تجرد الجميع من النظرة الضيقة واتجهوا جميعًا إلى مصلحة الوطن الكبير، دون مزايدات.

توقعاتك لحكومة رئيس الوزراء… هل ستكون من الكفاءات؟ أم ماذا؟

بلا شك، الأمر مرتبط بالاتفاقيات السابقة ومدى تقبّل أصحاب الشأن للمستجدات والخروج من منطق الموازنات والمحاصصات. وهذا، في تقديري، أمر صعب جدًا لكنه ليس مستحيلًا.

مصادر قالت إن حكومة رئيس الوزراء الجديد ستكون من مجموعة البراء بن مالك ودرع السودان… هل هذا وارد؟

تم نفي هذا الحديث، والواضح أن جهة ما قامت بتسريب هذا الخبر، الذي وجد حيّزًا واسعًا في النشر وأحدث ربكة، ولكن النفي جعله بلا أهمية.

كيف تتعامل “صمود” مع حكومة رئيس الوزراء الجديد؟

من مصلحة “صمود” أن تتعامل مع الواقع، فالسودان بعد الحرب يختلف تمامًا عن أي مرحلة مضت، لذلك عليها الاندماج مع القوى السياسية الموجودة، والعمل على قيام فترة انتقالية محكمة ذات مهام محددة، مع العمل على إنشاء مفوضية الانتخابات وإجراء التعداد السكاني، وأن تستعد جميع الأحزاب لخوض الانتخابات بحرية مطلقة، وعلى المواطن أن يختار من يمثله.

ماذا سيقدّم كامل إدريس للجيش السوداني، سيّما في المحافل الدولية؟

يجب أن يبتعد عن العمل العسكري، مع تنسيق محدود، خاصة في ما يتعلق بالعلاقات الخارجية، وأن تلتزم المؤسسة العسكرية بحماية الحكم الديمقراطي، وأيضًا بتنسيق محكم غير مخلّ.

والعمل العسكري في البلاد يحتاج إلى ضبط القوات ودمجها وتطويرها، خاصة أن الحرب أشارت إلى تدخل أجنبي في الشأن السوداني، ولحماية البلاد من المؤامرات. وهذا الوضع يتطلب جبهة داخلية متماسكة، وتخطيطًا محكمًا، وتحديدًا دقيقًا للمهام.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here