الناطق باسم “نداء أهل السودان”: نرفض التسويات الثنائية والتدخلات الخارجية

18
الناطق باسم
الناطق باسم "نداء أهل السودان": نرفض التسويات الثنائية والتدخلات الخارجية

حوار أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. منذ شهر أكتوبر الماضي، تنخرط مبادرة نداء أهل السودان للتوافق الوطني، في إحتجاجات مستمرة أطلقت عليها مواكب الكرامة، وتهدف لعدم التدخل الأجنبي في الأزمة السودانية ، فضلا على إنها ترفض اي تسوية ثنائية بين المكون العسكري وقوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي”. وتعد مبادرة نداء أهل السودان أحد المبادرات الوطنية والتي يرى القائمون علیها إنها مبادرة مكونة من الجماعات الأهلية والدينية وتسعى لحل الأزمة السياسية تحت سقف الحوار السوداني السوداني والتوافق الوطني بين المكونات السياسية ، بينما يتهم البعض المبادرة بأنها محاولة من النظام السابق للعودة مجددا للحكم، كما يتهمونها بأنها جاءت لقطع الطريق على المبادرة الاممية بقيادة فولكر لحل الأزمة السودانية، فضلا على إنها تدعم العسكر الذين يخشون السقوط. “أفريقيا برس” إستنطقت الناطق الرسمي لمبادرة “نداء أهل السودان” هشام الشواني، وناقشت معه موقف المبادرة من التسوية المرتقبة بين “قحت” والعسكر؟ بجانب عدد من الأسئلة المتعلقة بالوضع السياسي، فكان الحوار التالي:

مبادر ة نداء أهل السودان في فترة من الفترات كان لها صدى واسع في الأوساط السياسية، لكن حاليا تراجع صوتها وبحسب كثيرين لا تبدو فاعلة، فهل إنتهت مبادرة نداء أهل السودان؟

في الحقيقة ، نحن في شهر نوفمبر – تشرين الثاني ، نرى أن نداء أهل السودان في قمة نشاطه حاليا ومؤثر في المشهد السياسي ، نداء أهل السودان مبادرة كانت لها فاعلية مهمة في شهر اغسطس الماضي، ممثلة في مؤتمر المائدة المستديرة التي دعت له قوى سياسية وأهلية واجتماعية متنوعة جدا، وخرج المؤتمر بإعلان سياسي، ولكن في شهر سبتمبر- أيلول وبداية أكتوبر كان النداء في فترة سكون لكن حاليا في نشاط عال جدا وزادت فاعليته وتأثيره في الساحة بدليل بأن النداء الآن تمثل كتلة كبيرة وتفرض خطها السياسي أو رؤية سياسية للحل قائمة على التوافق والحوار بالمعنى الشامل، وفي وقت ظهرت فيه بوادر لأي شكل من أشكال الاتفاقيات الثنائية والتي زادت فيها وتيرة التدخل الخارجي ممثلة في الآلية الثلاثية وفي المجموعة الرباعية. “نداء السودان” أقام فعاليات جماهيرية في الخرطوم والولايات، لذلك نعتقد أن النداء لم يتراجع بل بالعكس الظروف السياسية والتحديات دفعت النداء لمزيد من الفاعلية حيث أصبح له زخم إعلامي وسياسي وتاثير على أرض الواقع.

مبادرة نداء أهل السودان لم تحصل على قبول من قبل الكتل الثورية التي لها تأثير كبير في الشارع، بالإضافة إلى الرفض الإقليمي والدولي لها، كيف يمكن للمبادرة أن تتجاوز ذلك حتى يتم تحقيق إختراق بإتجاه المساهمة في حل الأزمة؟

لا نعتقد هنالك رفض للمبادرة. أولا المجتمع الدولي بشكل عام ليس له موقف سلبي من “نداء السودان” ، نعم هناك تصورات وتدخلات سلبية لكن لدينا علاقة جيدة مع المجتمع الدولي مثل الاتحاد الأفريقي والايغاد حتى دول من ضمن الرباعية علاقتنا معها جيدة، وبالتالي نحن مشكلتنا واضحة وبسيطة وهي إننا رافضين للتدخل الخارجي ورافضين لأي نوع من الحلول التي تفرض من جهات خارجية محددة وتحديدا نقصد مسودة الدستور المقدم من تسييرية المحامين والذي نعتبره دستور غير سوداني ومكتوب في الخارج ، لذلك هذه مشكلتنا الاساسية، أما المشكلة الثانية ممثلة في التدخل الخارجي الذي يريد فرض نوع من الحلول ويفرض وجهة سياسية معينة ، وبعيدا عن هذه المشكلتين ليس لدينا إشكال ونحن مجموعة معتدلة ومنفتحة ونعتقد موقفنا من الشارع لا نقول فيه رفض على اعتبار أن ذات الشارع يعد واسع ، ونحن في نداء السودان عندنا كتل كبيرة وتخرج للشارع وتتفاعل ناهيك أن هنالك كتل أكبر منها بأضعاف لم تخرج على اعتبار إنها مؤيدة لكنها بعيدة إما خارج الخرطوم أو غير ذلك ، كذلك علاقتنا مع لجان المقاومة والقوى الأخرى علاقة معتدلة، وبالعكس نعتقد أن رفض الشارع لقوى الحرية والتغيير من القوى الثورية اكبر منا لان علاقتنا معهم من البداية كنا واضحين حيث قلنا الحل في التسوية والحوار والتفاهم وهذا قلناه بعد خمسة وعشرين أكتوبر يعني منذ سنة. قوى الحرية والتغيير أصبحت قوة مزعجة للشارع لانها تاجرت بدماء الشهداء وتبنت خط ثوري وفجأة قبلت بتسوية من غير مبررات والشارع ينظر لها كقوة خائنة ومجموعة قوى انتهازية تبحث عن السلطة.

مواكب نداء اهل السودان، هل يمكن أن تؤثر في المشهد السياسي أو بالأحرى يمكن أن تحقق أهدافها المتمثلة في اسقاط التسوية الثنائية بين العسكر وقحت، ووقف التدخل الاجنبي؟

نحن بالطبع في نداء السودان سيما في ظل الحراك المنتظم نملك أهداف تكتيكية وإستراجية ، الاهداف التكتيكية ممثلة في قطع الطريق أمام اي شكل من اشكال التسوية الثنائية على اعتبار إن هذا الامر يضر بالبلاد ، كذلك من الاهداف نعمل على تشكيل أكبر كتلة اجتماعية وسياسية وشعبية مقاومة لمشروع الدستور الاجنبي المقدم حاليا ، ويمكن أن نقول إن الحل السياسي يستند على الإرادة الوطنية السودانية الداخلية ولا يستند على إرادة خارجية ، أما أهدافنا الإستراتجية ممثلة في تشكيل كتلة من التيار الوطني العريض الواسع والذي يبني السودان والمرحلة الإنتقالية وصولا للإنتخابات وترسيخ السلام وتعزيز الديمقراطية بالشكل السوداني المتسق مع قيم وعادات ودين الشعب السوداني. وموقفنا من الاجانب ليس موقفا يقوم على طردهم من البلاد وهذه ليست أهدافنا بل نحن منفتحون على العالم ونعتقد إنه حتى الدول التي تشكل الدعم في الثلاثية والتي أتت بـ “يونيتامس” للسودان والتي نعتبر وجودها غير شرعي ووجود فولكر في البلاد غير شرعي وهو مفروض علينا فرض، وعليه فإن مشكلتنا الأساسية إن هذه البعثة يجب أن لا يتم التجديد لها في يونيو 2023 ويجب أن نمنع ذلك، ولكن بقية الدول ليس لدينا مشكلة معها مثل دول الرباعية أما الأمريكيين والبريطانين فلديهم وجود رسمي في السودان وعلاقتنا معهم قائمة على المصالح.

لكن الآلية الرباعية تسعى لحل الأزمة وهي عبارة عن وسيط لأطراف في الأزمة السياسية في السودان، كما أن يونيتامس جاءت بناء على طلب الحكومة السودانية، إذا لماذا ترفضون وساطة الرباعية ويونيتامس؟

نحن نعتقد إنهم لن يحلوا الأزمة لان أهم مميزات الوسيط يجب أن يكون محايدا ومعتدلا ونحن نعتقد إن هذه الصفة غير متوفرة، هناك إنحياز واضح لـ “قحت” وهناك إنحياز واضح لنوع من الحلول التي لا تصب في مصلحة الشعب السوداني بل تصب في مصلحة وأجندة فاعلين خارجين.

فاعلين مثل من؟

بشكل أدق يصب في صالح لوبيات معينة في الدول المعنية، مثلا لانقدر أن نتعامل مع الامريكان كوحدة واحدة، نحن على علم إن الخارجية الأمريكية والمجتمع الدولي الأمريكي والمعونة الأمريكية وتحالفاتها مع قوى المجتمع المدني الليبرالي في السودان يعتبر مشروع كامل. ونعتقد هذا المشروع خطير على الدولة الوطنية السودانية والأسس التي تقوم عليها الدولة سوى كانت ثقافية أو دينية أو حتى من ناحية مؤسساتية في الخدمة العامة أو خدمة مثل مؤسسة القوات المسلحة، لذلك نحن نرفض هذا النوع من الوساطة، ونعتقد نحن كسودانيون قادرون على خلق الحل الذي يقوم على منصة وطنية تجمع المبادرات السودانية. لكن مشكلتنا الاساسية مع التدخل الخارجي، لكن بعيدا عن هذا الامر ستكون السفارات موجودة وليس لنا مشكلة معها ونحن أعضاء في الامم المتحدة وأعضاء في الجامعة العربية وجزء من الاتحاد الأفريقي، ومنفتحون مع العالم وهنا بالتحديد أقصد الدول العربية في الآلية الرباعية.

هنالك من يصنف مبادرة نداء السودان بأنها جزء من النظام السابق للعودة إلى الحكم مجددا، برأيك إلى اي مدى هذا الرأي صحيحا؟

ليس صحيحا بالطبع، ومخالف للوقائع الحقيقية، مبادرة نداء أهل السودان هي في الأساس مبادرة لم تنطلق من قوى سياسية، بل من قوى اجتماعية أهلية وقبائل أو الطرق الصوفية والتيارات الدينية مثل التيار السلفي. وهذه التيارات لا يمكن تصنيف موقفها السياسي لان هذه تيارات تعاملت مع نظام مؤتمر الانقاذ وتعاملت مع الثورة وتعاملت مع الديمقراطية الثالثة وتعاملت مع نظام مايو، و هي تيارات موجودة حتى قبل الاستقلال.

لكن هنالك من يقول إن رئيس مبادرة نداء أهل السودان الطيب الجد، له علاقة بحزب المؤتمر الوطني المحلول؟

غير صحيح ، الطيب الجد وترك وموسى هلال، هؤلاء رموز أهلية اجتماعية مثلا أسرة الطيب الجد موجودة قبل الانقاذ وحتى قبل الاستعمار الانجليزي للسودان، لذلك هؤلاء كيانات اجتماعية والجميع تعامل معها، وبالتالي من المهم أن نوصفها التوصيف السليم ، وهنا نريد من كل الذين يتابعوننا أن يفهموا هذه النقطة، لايمكن تصنيف القوى الأهلية كقوى سياسية لأنهم لا يبحثون عن سلطة بمعنى إذ قامت سلطة وحدث توافق سياسي في البلاد وبدأت ترتيبات تشكيل الحكومة ستكون جزء منها فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن تحكم. كذلك هنالك تيارات سياسية موجودة داخل المبادرة تعاملت مع نظام الانقاذ لايمكن تصنيفهم ضمن التيارات الاسلامية، بالعكس هناك تيارات كانت تصنف بأنها تتبع لحزب الأمة القومي وأطروحاتها الفكرية ليبرالية ديموقراطية مثل الحراك الوطني بقيادة التجاني السيسي وغيره وبالتالي نداء

السودان كتلة سياسية ليس لها علاقة مباشرة بحزب المؤتمر الوطني ، ولكن لها علاقة بالتيار الاسلامي في السودان باعتبار جزء موجود وشارك في الثورة وأنا جزء من هذا التيار، وأشير الى نقطة معينة إن معيار التعامل مع الانقاذ معيار غير موضوعي.

بمعنى؟

قوى الحرية والتغيير جزء كبير من أحزابها شارك مع الانقاذ واليوم دستور المحامين وقعوا عليه أحزاب كانت مع الحكومة حتى السقوط مثل الاتحادي الاصلي والمؤتمر الشعبي ، لذلك هذا معيار غير مضبوط.

هنالك إتهام لكم بأنكم تلعبون دور “الكومبارس” (ثانوي) بالنسبة للمكون العسكري الذي أصبح أقرب إلى القوى المدنية الثورية تحديدا قحت من خلال التسوية الجارية الآن؟

نحن موقفنا مع المؤسسة العسكرية موقف غير متصل بمعنى عندما نقترب منها لا نعني نمدحها وعندما نبتعد منها نسيئ إليها ، نحن علاقتنا مع المؤسسة العسكرية علاقة غير قائمة على المدح أو الذم بل نحن تيار وطني يعلم أهمية هذه المؤسسة وأهمية الدور المهم التي يفترض أن تؤديه في البلاد.

وماذا عن موقفكم من التسوية بين العسكر وقحت؟

نعتقد أن التسوية غير قريبة بأي حال من الاحوال، ونعتقد أن القيادة العسكرية والبرهان تحديدا لو مضى في أي شكل من أشكال التسوية الثنائية سوف يكون إرتكب خطأ كبيرا بمعنى جرب المجرب واتضح فشله وهذا التجربة معزولة وضعيفة وأنا لا أرى فائدة في ذلك بمعنى إن كتلة حراك ديسمبر كلها في الشارع ضد التسوية والحزب الشيوعي والكتلة الجذرية كلها ضد التسوية والقوى الاجتماعية المحافظة ضد التسوية وقوى التوافق الوطني وقوى اتفاق جوبا وحتى الاتحادي الاصل بزعامة مولانا عثمان الميرغي ضد التسوية وفقا لمسودة المحامين ووفق التسوية مع قوى التغيير لذلك لافائدة مرجوة من ذلك، ولكن على اي حال لو حدثت تسوية سوف تنجب حكومة هشة وضعيفة وسقوطها لا يتجاوز شهرين تقريبا، ونحن حسمنا هذا الامر. بالنسبة لنا هذا واجب وطني ولا تراجع عنه وعزمنا ان نسقط اي شكل من اشكال التسوية الثنائية ولو حدثت ما بين قحت والجيش، ولا نعتقد إن هذا الامر سيحدث ولا نعتقد إن الامر مناسب للبلد.

إذا لماذا تخشون التسوية؟

لانها خطيرة على البلاد ونحن نخاف على البلاد ولا نخاف على أنفسنا، ونعتقد تحالف مع قحت وفق مسودة الدستور يتضمن مخاطر حقيقة على البلاد وأمنها القومي ويتضمن مخاطر على ثقافة ودين البلاد وعلى القوانين لانهم يتحدثون عن كتابة قوانين وفقا لمواثيق دولية، وبالتالي ستزيد حدة الصراع الاجتماعي والايديلوجي والفكري في البلاد ، لذلك نحن نضيع البلاد ونزيد من التدخل الخارجي للبلاد ونرهن السودان لمشرع أجنبي بالكامل وهذا بالنسبة لنا مشروع خطير جدا والاخطر من هذا أو إذ حدث اي نوع من أنواع التسوية نحن نكون قد مكنا لمشروع أجنبي هدفه البعيد تفكيك السودان وتفكيك المؤسسة العسكرية وبالتالي لانخشى التسوية فقط بل نخشى على بلدنا من هذا النوع من الحلول السياسية.

وماهو الحل؟

عندنا البديل، والبديل الحل السياسي القائم على التسوية الشاملة والقائمة على التوافق بين الجميع وعلى ترتيبات معينة في المرحلة الانتقالية تنتهي بإنتخابات، وهذه المسألة أوضح ما تكون عندنا وبالتالي نحن نقيف سد منيع أمام أي شكل من أشكال التدخل الاجنبي والذي يفرض حلول غير وطنية ولا تخدم دولة السودانيين.

عودة زعيم الختمية ورئيس الحزب الاتحادي الاصل محمد عثمان الميرغني، هل تسهم في حل الأزمة السياسية؟

وجوده يساعد الى حد كبير في حل الأزمة السياسية، ونعتقد إنه يمثل صوت قومي ويمثل مستودع للحكمة والتوافق، وغالبا القوى السياسية تتفق حوله وتتفق على إجابية وجوده في البلد، ونحن في نداء أهل السودان كنا من أوائل المبادرين لإستبقاله والترحيب به في بلده، ونعتقد وجوده يمثل حل، أما النقطة الاخرى اتضحت من خطاب مولانا الميرغني ومن تصريحات الاتحادي بزعامة جعفر هي أن الاتحادي ذاهب في اتجاهات كلية متقاربة مع اتجاهتنا الكلية، مثلا رفض التسوية الثنائية، ورفض أي دستور أجنبي، وبالتالي نحن نعتقد أن عودته خطوة نحو الحل، وخطوة تساعد على تهيئة الأجواء لحل وطني وسوداني في المقام الاول.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here