أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. كان يوم الجمعة 24 يناير 2025، موعدًا للأفراح في السودان، حيث التحم جيش أم درمان والكدرو مع معسكر الجيش في سلاح الإشارة والقيادة العامة، المقر الرئيسي للجيش في الخرطوم.
منذ صباح ذلك اليوم، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بأخبار قرب تلاقي الجيوش مع سلاح الإشارة. وبحلول الموعد، أُعلن رسميًا عن دخول جيش أم درمان والكدرو إلى مقر سلاح الإشارة والقيادة العامة.
وصلت الجيوش إلى سلاح الإشارة والقيادة العامة بعد معارك ضارية في الخرطوم بحري استمرت ثلاثة أيام، أظهرت خلالها القوات المسلحة صمودًا كبيرًا حتى تمكنت من دحر قوات الدعم السريع من وسط بحري.
مع تلاقي الجيوش في سلاح الإشارة والقيادة العامة، يكون الجيش السوداني قد أكمل المرحلة الثانية من العمليات الحربية، حيث ربط قواته القادمة من بحري مع القيادة العامة في وسط الخرطوم، إضافة إلى طرد قوات الدعم السريع من مصفاة الخرطوم.
هذا التلاقي لم يكن الأول من نوعه، فقد التحم في وقت سابق جيش كرري مع جيش المهندسين، عندما كان مقر سلاح المهندسين تحت حصار قوات الدعم السريع.
ومن المتوقع بعد هذه الانتصارات أن يتحرك الجيش السوداني بشكل أكبر نحو شرق الخرطوم وجنوبها ووسطها، مما يجعل تحرير الخرطوم شبه مؤكد.
حسم المعركة
المحلل السياسي الفاتح محجوب علّق على الموضوع في حديثه لموقع “أفريقيا برس”، حيث أوضح أن التحام قوات كرري وقوات الكدرو مع جيوش سلاح الإشارة والقيادة العامة يعني أولاً إنهاء حصار سلاح الإشارة وفتح الطريق إلى القيادة العامة ووسط الخرطوم. كما أشار إلى أن هذه الخطوة تمهد لانتقال الجيش لتحرير المناطق الاستراتيجية في وسط الخرطوم، مثل القصر الجمهوري، مجلس الوزراء، الوزارات الحكومية، المؤسسات الحيوية مثل مبنى بنك السودان المركزي، هيئة الاتصالات، رئاسة المصارف التجارية، ومطار الخرطوم.
وأضاف الفاتح أن الجيش قد يتحرك لاحقًا للاستيلاء على جسري المنشية وسوبا، لحصار قوات الدعم السريع في شرق النيل، والتقدم نحو جبل أولياء لإغلاق جسر الخزان ومنع هروب قوات الدعم السريع من ولاية الخرطوم.
وأكمل الفاتح حديثه بأن قوات الدعم السريع غالباً ستبدأ في الانسحاب السريع من شرق النيل والجزيرة نحو خزان جبل أولياء هربًا من التطويق.
وأشار إلى أن نجاح الجيش في الوصول إلى القيادة العامة يعد مؤشرًا واضحًا على حسم المعركة لصالحه، مضيفًا أن استسلام قوات الدعم السريع مسألة وقت فقط، مرجحًا أن يكون شهر فبراير المقبل هو موعد انتهاء الحرب.
نهاية الحرب
وليس بعيدًا عن الحديث السابق، يرى الخبير العسكري اللواء ياسر أحمد الخزين أن التحام الجيوش مع سلاح الإشارة يمثل نهاية الحرب في مدينة بحري، إيذانًا بتطهير شرق النيل عبر “شرك أم زريدو” وفك الحصار عن القيادة العامة، وبالتالي انفتاح الجيش بشكل شامل في مدينة الخرطوم ووحداتها الإدارية.
وأضاف الخزين أن هذا التحام يرسل رسالة لكل عدو ومتربص وعميل، بأن الجيش السوداني لم ولن يُهزم. وتابع قائلًا: “ما قدمه الجيش السوداني في الحرب يجب أن يُدرس في الأكاديميات العسكرية العالمية، لأنه تجاوز النظريات المتعارف عليها”. كما أكد أن الالتحام يمثل رسالة لكل داعم للتمرد بأنهم خسروا شعبًا عريقًا وفقدوا مصالحهم المشتركة في أرض السودان.
وفي رده على سؤال “أفريقيا برس” بشأن مصير القوات المتمردة المتبقية من مليشيات ومرتزقة الدعم السريع بعد فك الحصار عن القيادة العامة، قال الخزين: “لا أقول إن بحري وشرق النيل سيتم تحريرهما فحسب، بل كافة أرجاء السودان”.
وشدد على ضرورة أن ترفع قوات الدعم السريع الراية البيضاء، مشيرًا إلى أن الاستسلام سيكون الخيار الأفضل لهم كما حدث للمليشيات التي سلمت يوم أمس من مصفاة الجيلي إلى قيادة الفرقة الثالثة مشاة شندي. وحذر من أن رفضهم التسليم يعني أن مصيرهم سيكون الموت والهلاك، كما حدث لقواتهم السابقة على أبواب القيادة العامة وأسوار المدرعات وفاشر السلطان وغيرها.
تحركات كبيرة
كشف مصدر عسكري، فضّل عدم الكشف عن هويته، لموقع “أفريقيا برس” عن تحركات كبيرة مرتقبة للجيش السوداني خلال الأيام القادمة نحو وسط الخرطوم والمقرن، متوقعًا أن يحقق الجيش اختراقًا في تلك المناطق.
وأشار المصدر إلى أنه بعد التحام الجيوش مع سلاح الإشارة والقيادة العامة، ستبدأ المرحلة الثانية من الحرب، التي تهدف إلى سحق جيوب قوات الدعم السريع في كافة أنحاء السودان، وليس الخرطوم فقط.
وأضاف المصدر أن هذا الالتحام سيتيح للجيش التحرك بحرية عبر عدة محاور، مؤكدًا أن المحاور المتمركزة في الجزيرة ستتحرك نحو الخرطوم، وتلتقي في منطقة سوبا بعد القضاء على المليشيات في شرق النيل وجنوب الخرطوم.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس