حوار : أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. قال الناطق الرسمي باسم تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، بكري الجاك، إن وقف الحرب في السودان مرهون بقبول الجيش الذهاب إلى المفاوضات دون شروط مسبقة. وأوضح أنه بعد الوصول إلى طاولة المفاوضات، يجب على الجيش تقديم تصوراته وحججه للحل.
وأكد الجاك في حواره مع “أفريقيا برس”، أنه لا يتوقع حسم الحرب عسكريًا، مشيرًا إلى أن أقصر الطرق لإيقاف الحرب هو إقناع الأطراف المتحاربة بأنه لا منتصر في هذه المعركة. وشدد على أن ذلك سيفتح الطريق لعملية تفاوضية تبدأ بترتيبات أمنية، تشمل وقف إطلاق النار وفتح ممرات آمنة للإغاثة، ومن ثم الدخول في ترتيبات سياسية لإعادة بناء الدولة وتأسيس نظام حكم مدني ديمقراطي.
قوات الدعم السريع ترفع شعار القضاء على دولة 1956 وعودة الحكم المدني الديمقراطي في السودان. هل الدعم السريع جادة في هذا الطرح؟
هذا السؤال يجب أن يُوجَّه إلى قوات الدعم السريع. أما نحن في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، لدينا رؤية تهدف إلى إنهاء الحرب وتأسيس دولة تقوم على أساس المواطنة المتساوية، الحرية، العدالة، ونظام مدني ديمقراطي يحترم الكرامة ويحفظ الحقوق ويُحسّن إدارة التنوع.
متى تتوقع أن تتوقف الحرب؟ وكيف؟ هل بالحسم العسكري أم عبر التفاوض؟
لا نعتقد أن هذه الحرب ستُحسم عسكريًا. هناك فرق بين السيطرة العسكرية وتأسيس نظام حكم يحقق الاستقرار والسلام الإيجابي. الطريق الأقصر لوقف الحرب هو اقتناع الأطراف بعدم وجود منتصر. هذه القناعة ستفتح المجال أمام عملية تفاوضية تبدأ بترتيبات أمنية، تشمل وقف إطلاق النار، وقف العدائيات، فتح ممرات آمنة، وتقديم الإغاثة. بعد ذلك، يجب الدخول في ترتيبات سياسية لإعادة بناء الدولة وتأسيس نظام حكم مدني، يتضمن مرحلة طوارئ وأخرى تأسيسية وانتقالية تُناقش خلالها قضية الدستور الدائم، بالإضافة إلى برنامج شامل للعدالة الانتقالية والتعافي الاجتماعي. هذه الخطوط العريضة يجب أن تكون محل توافق بين الفاعلين السياسيين.
خلال جولة البرهان في الولاية الشمالية، هتفت النساء مطالبات بوقف الحرب. هل تتوقع استجابة البرهان لهذه النداءات؟
إذا كان البرهان يملك قلبًا وعقلًا، فإنه كان سيستجيب لمطالب الناس قبل الانقلاب وقبل الحرب، وحتى قبل توسع دائرة الحرب. ومع ذلك، نتمنى أن يستجيب الآن؛ فأن تأتي متأخرًا خيراً من ألا تأتي أبدًا. السلام قيمة عظيمة وسينقذ آلاف الأرواح مهما تأخر.
“تقدم” حسب البعض وفرت الغطاء السياسي للدعم السريع وسهلت لها التواصل مع العالم الخارجي. هل هذا الطرح صحيح؟
القول بأن “تقدم” وفرت غطاء سياسياً للدعم السريع هو فرية أطلقها فلول النظام السابق وصدقوها. قوات الدعم السريع تأسست قانونيًا في 2013 وتم إلحاقها برئاسة الجمهورية بقانون آخر في 2017، ولم تكن “تقدم” تسيطر على البرلمان آنذاك. إضافة إلى ذلك، الدعم السريع وُجدت لها عدة صلاحيات قبل ثورة ديسمبر، بما في ذلك توقيع اتفاقيات مستقلة مع الاتحاد الإفريقي، وإرسال قوات إلى اليمن تحت اسم القوات المسلحة. بعد الثورة، قام البرهان بتعديل قانون الدعم السريع لتعزيز استقلاليتها، وانتشرت الدعم السريع في كافة ولايات السودان تحت إشراف البرهان. من المؤسف أن من صنع الدعم السريع وأعطاها هذه الصلاحيات يوجه الآن اتهامات كاذبة لـ “تقدم”، التي تأسست في أكتوبر من العام الماضي. متى سيتوقف الإسلاميون عن إطلاق الأكاذيب وتصديقها؟
المبعوث الأمريكي الخاص بالسودان توم بيرييلو أشار إلى أن جهات خارجية تصب الزيت على النار في السودان. من يقصد بهذه الجهات؟
لا أعلم بالتحديد من يقصد المبعوث الأمريكي، لكن من المعروف أن هناك مصالح وتقاطعات لدول عديدة في السودان، وبعضها قد يكون مرتبطًا بأحد أطراف الحرب ويدعمه. مثل هذه التدخلات لا تساعد في وقف الحرب.
هل هناك تواصل بينكم وبين الدعم السريع بشأن حل الأزمة السودانية؟ وإذا كان هناك تواصل، هل يمكن أن تطرحوا عليها قضية الخروج من المنازل، خاصة أن ذلك قد يساهم في وقف الحرب ويجعل الجيش يوافق على المفاوضات؟
نحن وقعنا على إعلان أديس مع الدعم السريع في 2 يناير 2024. شمل الإعلان بنودًا هامة مثل وحدة السودان ودولة المواطنة وقضية الجيش المهني الواحد، بالإضافة إلى بنود تتعلق بحماية المدنيين وتأسيس إدارات من المواطنين. كنا نأمل أن تصادق القوات المسلحة على الإعلان لتكون له قيمة وتأثير.
مسألة موافقة الجيش ووقف الحرب لا تتعلق بتواصلنا مع الدعم السريع، بل تتطلب شجاعة من القوات المسلحة لقبول الذهاب إلى التفاوض دون شروط مسبقة وتقديم تصوراتها للحل على طاولة المفاوضات، بدلًا من الاكتفاء بالخطب التي تهدف إلى رفع الروح المعنوية لقادة الجيش، متجاهلين الكارثة الإنسانية التي تسببت فيها الحرب.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس