أهم ما يجب معرفته
تناول تقرير حديث تجربة الصين في مواجهة تهديد “القنبلة القذرة”، وهو سلاح إشعاعي غير نووي يثير قلق العلماء. أجرى الباحثون تجارب لمحاكاة تداعيات الهجوم، ووجدوا أن قنبلة واحدة يمكن أن تحول منطقة كبيرة إلى منطقة غير صالحة للحياة. كما تم اقتراح حلول تقنية للحد من آثارها السلبية على الصحة العامة والبيئة في حال حدوث هجوم.
أفريقيا برس – السودان. تناول تقرير نشره موقع “شيناري إيكونوميشي” الإيطالي تجربة صينية تهدف للتعامل مع سلاح “القنبلة القذرة” أو ما يسمى “الكابوس الأمني” الذي يقلق العلماء و”يضاهي رعب القنبلة الذرية”.
وأشار إلى أنه بسبب صعوبة التعامل مع القنبلة وضرورة احتواء الهجوم خلال وقت لا يتجاوز 120 ثانية، قرّر علماء عسكريون صينيون -بالتعاون مع معهد أبحاث قوة الصواريخ- تنفيذ دراسة لمحاكاة تداعيات الهجوم والتوصل للحل الأمثل لاحتوائه.
“السلاح المثالي للإرهاب”
والقنبلة القذرة سلاح إشعاعي غير نووي ينثر الإشعاع في الهواء فور انفجاره، وتستخدم في مناطق الصراع لإحداث الفوضى وإثارة الذعر بين المدنيين.
وأكد كاتب التقرير فابيو لوغانو أن القنبلة القذرة قد تكون أكثر إثارة للرعب من “النووية” خاصة إذا صُممت لنشر التلوث على نطاق واسع، وعدها الكابوس الأمني الأكبر في العصر الحالي، و”السلاح المثالي للإرهاب”.
وتصنع القنبلة بخلط متفجرات تقليدية مثل “تي إن تي” مع مواد مشعة مثل البلوتونيوم أو السيزيوم. والهدف منها ليس التدمير، بل نشر مواد سامة وملوثة على نطاق واسع، مما يخلف سحابة مشعة تجعل المنطقة التي ضربتها القنبلة غير صالحة للحياة لشهور أو فترات أطول، وفق الكاتب.
التجربة
وأجرى الباحثون تجربة افتراضية وأخرى واقعية. ونفذت الأخيرة على سطح خرساني، عبر تفجير 62 كيلوغراما من مادة “تي إن تي” قادرة على نشر كيلوغرام واحد من البلوتونيوم.
وكشفت التجربة عن نتائج مقلقة -حسب ما نقله التقرير- إذ وجد الفريق أن قنبلة قذرة واحدة تستطيع أن تحوّل منطقة مساحتها 10 كيلومترات مربعة إلى منطقة غير صالحة للحياة، مع تعريض عشرات الآلاف من الأشخاص للخطر.
ووفق ما نقله الموقع الإيطالي عن صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” حدد العلماء عدة مستويات للأضرار الإشعاعية ضمن نطاق الهجوم، تُصنف على النحو الآتي:
المنطقة القاتلة: ويبلغ الإشعاع فيها مستويات مميتة
منطقة الخطر: وتتضمن إشعاعات تُسبّب آثارا صحية خطيرة
منطقة التدخّل: وتتطلب هذه المنطقة إخلاء فوريا وعمليات تطهير وتعقيم
تقنية “القمع الجوي”
ووجد الفريق -بقيادة خبير الطوارئ النووية لين يواني- أن الحل يكمن في التحرك قبل أن تحمل الرياح الهواء الملوث وتنتشر السحابة المشعة.
وتقوم الفكرة التي طورها الفريق -يتابع الموقع- على أنظمة جوية متطورة تطلق صواريخ تحتوي مواد كيميائية خاصة بعد ثوان من الانفجار، بهدف منع انتشار الغبار الإشعاعي في الجو.
وتحمل الصواريخ مواد كيميائية بإمكانها أن تُثقل الجسيمات المشعة، فتسقط سريعا بدلا من الانتشار.
والهدف النهائي من القمع الجوي -وفق الدراسة- منع السحابة من الانتشار في مدة أقل من 120 ثانية، وتقليص حجم الخسائر الصحية والبيئية قدر الإمكان.
معضلة الوقت
ورغم نجاح المحاكاة بنسبة قد تصل إلى 90% في احتواء التلوث، إلا أن التطبيق العملي ما زال شبه مستحيل، وفق الموقع.
وأوضح التقرير أنه من الضروري إطلاق الصواريخ خلال دقيقتين من تفجير القنبلة القذرة حتى تنجح العملية، وأي تأخير بعد مرور 120 ثانية سيسمح للسحابة المشعة بالارتفاع والانتشار على نطاق واسع، مما يجعل التدخّل عديم الجدوى.
وأكد الكاتب أن نظاما كهذا يتطلب قدرات كشف وإنذار مبكر واستجابة طارئة تكاد “تلامس حدود الخيال العلمي” وفي الوقت الراهن مجرد حل نظري غير قابل للتطبيق عمليا، مما يجعل القنبلة القذرة سلاحا لا رادع له.
تعتبر القنبلة القذرة من الأسلحة التي تثير قلقاً كبيراً في الأوساط الأمنية، حيث يمكن استخدامها في الهجمات الإرهابية لإحداث فوضى ورعب بين المدنيين. تمثل هذه الأسلحة تحدياً كبيراً للجهات الأمنية، حيث تتطلب استجابة سريعة وفعالة للحد من آثارها. في السنوات الأخيرة، زادت المخاوف من استخدامها في النزاعات المسلحة، مما دفع الدول إلى البحث عن حلول فعالة لمواجهتها.
تسعى العديد من الدول، بما في ذلك الصين، إلى تطوير استراتيجيات وتقنيات لمواجهة هذا التهديد. من خلال الأبحاث والتجارب، يأمل العلماء في تحسين قدرات الكشف المبكر والاستجابة السريعة، مما قد يساعد في تقليل المخاطر المرتبطة باستخدام القنبلة القذرة في المستقبل.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس





