تفكيك الجيش السوداني..من المستفيد؟

54
تفكيك الجيش السوداني..من المستفيد؟
تفكيك الجيش السوداني..من المستفيد؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. وجّه قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان إنذارا شديد اللهجة لمن يريدون تفكيك القوات المسلحة، وقال البرهان الذي كان يتحدث أمام حشد من جنوده “إن الجيش المسنود بالشعب لن يُهزم والذين يحلمون بتفكيك القوات المسلحة نقول لهم بأنه حلم بعيد المنال”… فيما يتمدد السؤال حول من يريد تفكيك الجيش؟ أو بالأحرى من المستفيد من عملية التفكيك؟

“تقدم” في دائرة الاتهام

ويتهم المحلل السياسي الفاتح محجوب قيادات القوى المدنية الديمقراطية “تقدم” بمحاولة تفكيك الجيش السوداني، إذ قال لموقع “أفريقيا برس” إن “تقدم أعلنت جهارا رغبتها في تفكيك الجيش وإعادة بنائه وفق ما ترى إنه يحقق رؤيتها في الجيش، وذلك عبر إدخال كوادرها في الجيش السوداني وهو عين ما تنادي به قوات الدعم السريع”، واضاف “يمكن القول ايضا؛ كان هنالك مقترح بتفكيك الجيش من قبل دول الترويكا، أي أمريكا وبريطانيا وفرنسا والإمارات والسعودية”، مستدركا “لكن الوقائع على الأرض تجعل إستحالة تقبل الجيش السوداني لاي أطروحات لتفكيكه خاصة وإنها جاءت اساسا من أطراف تسببت في طرد ملايين السودانيبن من منازلهم ونهبت ممتلكاتهم”. وشدد محجوب على “ضرورة الإصلاح للجيش السوداني عبر حكومة منتخبة من الشعب السوداني”.

أمنية قديمة

وليس ببعيد عن الحديث السابق، فإن الخبير العسكري ياسر أحمد الخزين، قال لموقع “أفريقيا برس” إن “تفكيك الجيش هو الأمنية القديمة المتجددة والغاية الكبرى للقوى الخارجية لإعادة إستعمار السودان”.

ولفت إلى أن “الجيش آخر الخيط الناظم لعقد الشعب السوداني وآخر القلاع الحصينة لوحدة وتماسك الوطن” مستدلا بالتفاف الشعب حوله بجموع المستنفرين والذين بحسب الخزين فاقوا تعداد الجيش النظامي.

وقال الخزين إن الأحزاب السياسية حاولت تفكيك الجيش، مستدلا بأوامر القبض الصادرة مؤخرا ضد بعض قياداتها. وأضاف “الآن المقاومة الشعبية المسلحة تحل محل القوى السياسية لتكون حاضنة الجيش السياسية”.

ويرى الخزين أن المستفيد من تفكيك الجيش السوداني هي الماسونية العالمية عبر عملائها بدول المحيط الإقليمي والمحلي وأيدي العمالة والإرتزاق من أبناء الوطن، والذين بحسب الخزين باعوا دينهم ووطنهم في سوق النخاسة بأبخس الأثمان.

ويتفق الخزين مع البرهان بشأن صعوبة تفكيك الجيش، إذ يقول “تفكيك الجيش بمثابة حلم وأن نجوم السماء أقرب من تحقيقه بفضل القيادة الرشيدة” والتي يقول الخزين إنها “فطنت لهذا المخطط الآثم ومن ثم التفاف الشعب حول جيشه ومناصرته له وخير دليل إنتظام كافة قطاعات الشعب شيبا وشبابا رجالا ونساء بمعسكرات الكرامة مع تسيير قوافل الدعم والإسناد للمناطق العسكرية المختلفة”.

لماذا التفكيك؟

في الصدد، تعجب الناطق الرسمي باسم التحالف السوداني، محمد السماني، من الجهات التي تريد تفكيك الجيش كونه ينتمني لمنظومة الإسلاميين كما يروج لذلك، مؤكدا في حديثه لموقع “أفريقيا برس” أن الجيش لا يدافع عن أيّ جهة بعينها بل بحسب السماني يدافع عن وحدة الدولة السودانية تراباً و شعبا أمام أكثر من 9 دول تدعم ميليشيات الدعم السريع وتريد تفكيك المؤسسة العسكرية، أو بقائها في وضع هش.

وقال السماني “هنالك دول تريد تفكيك الجيش أو جعله بقايا أو مجموعات منفلتة”، وأضاف “السودانيون يعرفون أن المؤسسة العسكرية هي القوة الوحيدة للحفاظ على وحدة الدولة، وهذا سبب إلتحام الشعب السوداني مع قواته المسلحة في هذه المعركة وأصبحت المقاومة الشعبية موجودة في أغلبية الولايات ولذلك أصبح مخطط تفكيك القوات المسلحة هدفا صعب المنال لكل من يفكر أو كان يفكر في ذلك”. ونبّه الناطق الرسمي باسم التحالف السوداني، إلى أن “مهمة الفاعلين ما بعد الحرب هي إعادة الجيش إلى مساره كقوة جامعة وموحدة”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here