جعفر خضر لـ”أفريقيا برس” : “تقدم” فقدت ثقة السودانيين

268
جعفر خضر لـ
جعفر خضر لـ"أفريقيا برس" : "تقدم" فقدت ثقة السودانيين

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. قال عضو جبهة القضارف للخلاص جعفر خضر في حوار مع “أفريقيا برس”؛ إن تنسيقية القوى المدنية “تقدم” والتي يقودها حمدوك، فقدت ثقة أعداد متزايدة من السودانيين، وذلك بعد أن ظهر ميلانها لقوات الدعم السريع، على اعتبار انها عقدت معه إتفاق، فضلا عن المواقف التي تظهر منها في وسائل الإعلام، واصفا هذه الخطوة بالخطيرة.. كل هذه الإفادات وإفادات أخرى تجدونها داخل هذا الحوار:

تدخل الصين من خلال حثها للمجتمع الدولي على ضرورة الإلتفات على حرب السودان ووقفها.. هل تبدو المحاولة الصينية مجدية؟

إن البضائع الصينية تملأ الأسواق السودانية، إذ ان الخرطوم، قبل الحرب، تمثل ثالث أكبر شريك تجاري للصين في أفريقيا بعد جنوب أفريقيا وأنغولا. كذلك للصين مصالح إقتصادية، ومن الطبيعي أن تكون قلقة من التدخل الإقليمي والدولي في السودان بما قد يضر بمصالحها، لذلك دعت لضرورة إحترام سيادة السودان وسلامة أراضيه وتجنب فرض حلول من الخارج، بمعنى إنها تريد إبعاد الاطراف المنافسة من الانفراد بتشكيل المشهد السوداني أو على الأقل الحد من دورهم. ولكنها في كل الاحوال ستعمل على خدمة مصالحها هي، وليس مصالح الشعب السوداني.

كيف تنظر لخطوة الجيش في تحريره لمقر الإذاعة والتلفزيون؟

إن تحرير الجيش لمقر الإذاعة والتلفزيون تطور جيد، ولم تكن الإذاعة فقط التي حررها الجيش، فقد تمكن الجيش من استرداد بعض المناطق التي كانت تحت سيطرة الجنجويد، وقد عبر المواطنون عن مباركتهم لهذه الانجازات، ربما أصبح الجيش قاب قوسين أو أدنى من حسم معركة أمدرمان وربما هذا يحسن من موقف الجيش ليحسم المعركة في ولاية الخرطوم. ولكن تبقى ولاية الجزيرة التي استباح الجنجويد فيها أكثر من 50 قرية نهبا واغتصابا وقتلا. ولا تزال مناطق كبيرة من كردفان تحت سيطرة الجنجويد ولا تزال دارفور تحت وطأة الجنجويد، حيث اغتيل في مدينة الجنينة وحدها 15,000 معظمهم من قبيلة المساليت في إبادة جماعية يندى لها الجبين.

في حال انتصر أحد أطراف الصراع ميدانيا واستلم السلطة.. هل سيجد قبولا من الخارج؟

في حال انتصار الجيش على ميليشيا الجنجويد، ستعمل الاطراف الخارجية على توفيق أوضاعها والتأثير على السلطة الدكتاتورية لقائمة تحقق مصالحها غير المشروعة. أما في حال انتصار الجنجويد وانهيار الدولة فستعمل الأطراف الخارجية على نهب موارد البلاد في ظل الفوضى العارمة. ولو تم إيقاف الحرب عن طريق المفاوضات ستظل مصالحهم غير المشروعة نصب أعينهم.

ليس هنالك سبب للثقة في المجتمع الاقليمي والدولي بعد أن ساهم في إجهاض ثورة ديسمبر المجيدة، وتخاذله حتى عن دعم الحكومة المدنية التي تشكلت في 2019. وعليه ينبغي للقوى الثورية أن تعمل على استرداد ثورة ديسمبر، دون الاتكال على أنظمة الدول الخارجية، ونوقن ان شعوب العالم ستدعم السودانيين في تحقيق الدولة المدنية الديمقراطية، وعندئذ يمكن أن تتحقق المصالح المشتركة مع الدول الأخرى في ظل الندية والاحترام المتبادل.

كيف تنظر لزيارة حمدوك إلى مصر، وهل يمكن أن تخترق جدار الأزمة السودانية؟

إن الموقف المصري سيتماهى مع الموقف الإماراتي بدرجة من الدرجات بعد أن استثمرت الأخيرة في بناء منطقة سياحية في مصر بعشرات المليارات من الدولارات، وفي ظل أزمة إقتصادية خانقة تعيشها الدولة المصرية. وتماهي مصر مع الموقف الإماراتي لن يكون في مصلحة السودان. كما أن لمصر، التي تحتل مثلث حلايب، مصالحها في السودان، وستبذل قصارى جهدها للحفاظ على مصالحها حتى ولو غيرت من سياساتها تجاه السودان.

أما من الناحية الاخرى. أي ناحية الدكتور عبد الله حمدوك رئيس تنسيقية “تقدم”؛ فقد فقدت التنسيقية ثقة أعداد متزايدة من السودانيين بعد أن ظهر ميلانها إلى جانب مليشيا الجنجويد، خاصة بعد توقيعها على إتفاق مع الميليشيا، وقد أقر بهذا الانحياز حزب الأمة، وهو أكبر الأحزاب المنضوية في “تقدم”، في وثيقته الأخيرة التي دعت إلى إصلاح “تقدم”. ورغم أن تنسيقية تقدم لم تعقد مؤتمرها التأسيسي بعد إلا انها قد خطت خطوات بالغة الخطورة، مثل الاتفاق مع الميليشيا، والتي لا ينبغي لجهة لم تكمل تأسيس نفسها القيام به. لذلك لا أتوقع أي اختراق للأزمة السودانية ينتج من هذه الزيارة.

حدثنا عن التدخل الخارجي في حرب السودان. إن كان هنالك ثمة تدخل؟

بالطبع، هنالك دول دخلت في حرب السودان، أبرزها دولة الامارات وهي مركز العدوان على الشعب السوداني، إذ انها تمثل واسطة العقد بين الدول الأفريقية المتورطة والمجتمع الدولي المتواطئ ضد الدولة السودانية.

لقد ظل الكثير من المثقفين السودانيين، وعلى رأسهم الدكتور عشاري احمد محمود خليل، يكشفون ومنذ فجر اندلاع حرب ابريل 2023م، التورط الإماراتي في حرب قوات الدعم السريع (ميليشيا الجنجويد) على الشعب السوداني. فقد زودت الإمارات الميليشيا بالأسلحة الثقيلة والطائرات المسيرة والذخيرة والمرتزقة والغذاء والمساعدات الطبية. كما كشف تورط الامارات هذا العديد من الاقلام الحرة في الدول الغربية. وقد جاءت الحكومة السودانية وقيادة الجيش إلى جادة الطريق، مؤخرا، بإتهام دولة الامارات بالتورط في الحرب. وقد وصف التقرير الذي قدمه مراقبون لمجلس الأمن تقديم الإمارات الدعم العسكري لقوات الدعم السريع “عدة مرات في الأسبوع” عبر أم جرس في شمال تشاد، وهي معلومات “ذات مصداقية”.

وقد أعترفت الامارات بأنها سيرت اكثر من 100 رحلة إلى تشاد ولكنها قالت إنها مساعدات انسانية. وسبق أن كشف الاعلام الغربي أن خط الامداد الممتد من الإمارات إلى كمبالا بأغندا إلى أم جرس بتشاد تحت غطاء المساعدات الانسانية كان يحتوي على أسلحة. كما أن هنالك خطوط إمداد عسكرية أخرى عبر ليبيا، حيث توجد قوات حفتر المدعوم إماراتيا والتي حاربت معها ميليشيا الجنجويد من قبل.

وعليه فإن كل هذه الدول متورطة في حرب ميليشيا الجنجويد ضد الشعب السوداني. كما أن غض الإدارة الامريكية والمجتمع الدولي الطرف عن تورط الإمارات في حرب الميليشيا ضد الشعب السوداني، يكشف تورط الغرب في هذه الحرب.

وواضح أن الإمارات قدمت مساعدات طبية كثيفة لقائد الميليشيا محمد حمدان دقلو حميدتي، وربما انقذته من الموت. ومن ثم امتطى حميدتي الطائرة الملكية الإماراتية ROJ10 (ماركة بيونق 737) التي حملته في رحلته ابتداء من مطار البطين بإمارة أبو ظبي بدولة الإمارات في رحلاته الافريقية التي شملت اوغندا، اثيوبيا، كينيا جنوب افريقيا، رواندا، أثيوبيا. وقد استقبل في بعض هذه الدول إستقبال الرؤساء، بالرغم من الإبادات الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي أرتكبها ولا يزال يرتكبها في السودان.

كيف يمكن إيقاف الحرب وتحقيق السلام في السودان حسب تقديرك؟

إذا عملت الولايات المتحدة الامريكية على لجم دولة الامارات في دعمها الجنجويد، وتخلى الوسطاء عن تحقيق مصالحهم غير المشروعة في السودان، ولم ينحازوا لميليشيا الجنجويد التي ارتكبت الإبادة الجماعية في الجنينة والجرائم ضد الانسانية في مختلف أنحاء السودان، ونهبت مقتنيات المواطنين في شتى المناطق واغتصبت النساء وقتلت العذل – فمن الممكن ان تفضي الوساطة الى ايقاف الحرب.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here