أفريقيا برس – السودان. أيام قليلة تفصل السودان عن الذكرى الثانية لاندلاع الحرب فيه بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوّات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، التي سبّبت أزمة إنسانية غير مسبوقة بحسب وصف الأمم المتحدة. ومنذ منتصف إبريل/ نيسان من عام 2023، اضطرّ نحو 15 مليون شخص في السودان إلى النزوح داخلياً واللجوء إلى دول مختلفة، ولا سيّما في الجوار. وقد أفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في هذا الإطار، بأنّ أكثر من ألف هارب من الحرب في السودان وصلوا أو حاولوا الوصول إلى أوروبا في أوائل عام 2025، وعزت ذلك إلى تزايد اليأس الذي يعود إلى حدّ ما إلى انخفاض المساعدات في المنطقة.
وفي حين رجعت أعداد من السودانيين إلى ديارها في الخرطوم، أخيراً، ما زال الملايين في دول مجاورة، مثل مصر وتشاد، يواجهون خيارات صعبة مع تخفيض الخدمات المقدّمة في سياق برامج اللاجئين، ولا سيّما المساعدات المموّلة من قبل الولايات المتحدة الأميركية بعد قرارات اتّخذها الرئيس دونالد ترامب تقضي بتعليق المساعدات الأميركية الخارجية.
في الإطار نفسه، كان المفوّض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي قد أفاد، في تدوينة نشرها على موقع إكس أوّل من أمس الأربعاء، بأنّ “اللاجئين الهاربين من العنف الذي سبّبه الاقتتال العسكري في السودان هم بمعظمهم من النساء والأطفال”. أضاف أنّ بسبب تخفيض المساعدات، تضطر الأمم المتحدة إلى مدّهم بـ”كميات أقلّ من الطعام والمياه والأدوية والمأوى”. وتوجّه المسؤول الأممي، إلى المانحين، من الحدود التشادية-السودانية، قائلاً “لا تخفّضوا دعمكم لضحايا حرب السودان”.
وفي مؤتمر صحافي عُقد في جنيف اليوم الجمعة، أفادت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أولغا سارادو بأنّ نحو 484 مواطناً من السودان وصلوا إلى أوروبا في يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط 2025، بزيادة نسبتها 38% مقارنة بالمدّة الزمنية نفسها من عام 2024. أضافت سارادو أنّ نحو 937 آخرين أُنقذوا من عُرض البحر أو اعتُرض طريقهم فيه وأُعيدوا إلى ليبيا، موضحةً أنّ هذا العدد يمثّل أكثر من ضعف ما سُجّل في الفترة نفسها من العام الماضي.
وحذّرت المتحدثة الأممية من أنّ “وسط انهيار المساعدات الإنسانية، وفي حال لم تهدأ الحرب (في السودان)، فلن يكون أمام أعداد أكبر بكثير خيار إلا سلوك الطريق ذاته”. يُذكر أنّ أعداداً كبيرة من الأشخاص الذين يخوضون رحلات هجرة غير نظامية تلقى حتفها في البحر الأبيض المتوسط. وكانت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة قد بيّنت أنّ الوفيات المسجّلة في مسار الهجرة عبر المتوسط بلغت رقماً قياسياً في عام 2024، إذ لقي كثيرون حتفهم فيه، علماً أنّه يُعَدّ من أخطر مسارات الهجرة في العالم.
في سياق متصل، أفادت المنظمة الدولية للهجرة، في فبراير الماضي، بأنّ عدد الذين هُجّروا في السودان تخطّى 15 مليوناً، من بينهم أكثر من 3.5 ملايين عبروا الحدود إلى دول الجوار. وفصّلت الوكالة التابعة للأمم المتحدة، في بيان، أنّ “عدد النازحين داخلياً بلغ 11 مليوناً و585 ألفاً و384 نازحاً، من بينهم ثمانية ملايين و856 ألفاً و313 نازحاً داخلياً بعد 15 إبريل/ نيسان 2023″، أي منذ اندلاع الحرب ما بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وقبل أيام من الذكرى السنوية الثانية لاندلاع الحرب في السودان التي سبّبت أزمة إنسانية بلا حدود، أصدرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس الخميس، تقريراً استعرضت فيه “الوضع الإنساني الكارثي” الناجم عن النزاع المستمرّ منذ منتصف إبريل 2023. وإذ بيّنت اللجنة أنّ “التجاهل الصارخ لمبادئ القانون الدولي الإنساني ساهم في تعميق هذه الأزمة الفظيعة”، حذّرت من أنّ “الانخفاض الحاد في تمويل المساعدات الإنسانية يُنذر بتفاقم الأزمة أكثر فأكثر”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس