حزب الأمة القومي لـ”أفريقيا برس”: لمسنا رغبة لدى طرفي النزاع لوقف القتال

267
حزب الأمة القومي لـ
حزب الأمة القومي لـ"أفريقيا برس": لمسنا رغبة لدى طرفي النزاع لوقف القتال

حوار أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. كشف رئيس لجنة السياسات والسلام في حزب الأمة القومي إمام الحلو عن تواصلهم مع طرفي النزاع في السودان، مؤكدا إنهم وجدوا جدية منهم لوقف الحرب والضرر الناتج عنها، وقال الحلو في حوار مع “أفريقيا برس” إن العملية السياسية التي طرحها الحزب مع “قحت” مازالت أهدافها قائمة ولكنها تحتاج إلى آليات جديدة لكي تنفذ، وبحسب الحلو فإن أبرز أهداف العملية السياسية تتمثل في إنهاء انقلاب 25 أكتوبر ووقف الحرب ومعالجة آثاره التدميرية وعودة الحكم المدني.

أفريقيا برس: رغم الموقع الذي يتمتع به حزب الأمة القومي في الحياة السياسية السودانية لكن نراه بعيدا عن لعب دور أساسي في الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ 15 ابريل / نيسان الماضي، لماذا؟
إمام الحلو: الحزب قام بأدوار كبيرة جدا فمنذ انقلاب 25 أكتوبر من العام الماضي أعلن رفضه للإنقلاب وعدم التعامل مع المكون العسكري الذي قام بالانقلاب ثم أعلن مقاومته له، وفي ديسمبر من نفس العام طرح الحزب خارطة طريق لتجاوز الانقلاب وكيفية إنهاء الانقلاب عبر الحوار والمفاوضات وإستئناف الشرعية، وكانت هذه الخطوات المرجع لما تلاها من فاعليات سياسية وعلى رأسها مشروع العملية السياسية التي طرحته “قحت” والتي تهدف لإنهاء الانقلاب وإستئناف المرحلة الانتقالية وإبعاد الجيش من السياسة ولذلك خارطة الطريق كانت المعبر الاساسي، ثم بعد ذلك انخرط الحزب مع قحت التي وقعت الاتفاق الإطاري مع العسكر، وللأسف لم يتفق الجيش والدعم السريع على الترتيبات الامنية التي تخصهم، ونتج عن ذلك حرب مأساوية في 15 أبريل وبعد ساعات من المعركة فإن حزب الأمة أعلن رفضه لهذه الحرب ورفضه الانحياز لأحد طرفيها وقرر أن يقاوم الحرب ودعا لمبادرة لتشكيل لجنة مشتركة بين الجيش وقوات الدعم وباشرف شخصي ومازالت اللجنة فاعلة. حزب الامة القومي يواصل جهوده سوى في قحت أو في الحزب وهذا دليل على إنه نشط في الساحة السياسية. كذلك نشط في الساحة الخارجية عبر منظمة ايغاد و مفاوضات جدة حيث في تواصل مع الوساطة لوقف الحرب، كما أن رئيس الحزب الان في الخارج يواصل اتصالاته بكل المعنين لدعم أي عملية تؤدي لأنهاء الحرب. أما في الداخل الحزب نشط في كل الولايات بحيث يعمل على تعبئة شعبية ومحاولة تجميع القوى السياسية في موقف واحد لإنهاء الحرب.

يرى البعض أن رحيل زعيم الحزب الصادق المهدي أثر على عمل الحزب؟

هذا حديث غير صحيح، ولكن الاعتراف بغياب صفة وقيادة وكارزمية الرئيس صحيحة وكان لديه تأثير كبير على الحزب وفي أدائه، ولكن أول انجازات الحزب بعد رحيل الصادق المهدي إستطاع أن يوحد الحزب ويجعله متماسكا، كما عمل على تشكيل قيادة رغم أن الدستور لم يوضح كيفية انتقال هذه القيادة، وهذه من انجازات الحزب المؤوسسية، لذلك الحزب استمر في تقديم مبادراته السياسية منذ 25 أكتوبر المتمثل في أدائه المتميز في قحت عبر الاتفاق الإطاري ثم أداءه في الحرب المستعرة حيث كان من أوائل القوى السياسية التي أعلنت موقف واضح ازاء الحرب وضرورة وقفها، ومازال يسعى لوقفها ومازال الحزب بمؤوسساته موجود في المركز والولايات. صحيح قد يكون الاداء ليس في مستوى القوة والزخم أثناء وجود الراحل الصادق المهدي، ولكن الحزب مستمر ويتطور ويتقدم، ونأمل في الفترة القادمة أن يحدث نقلة نوعية عبر التأسيس الرابع.

كيف تنظرون للصراع الدائر بين قوات الدعم السريع والجيش، وماهو مستقبله؟

الجيش أحد مؤسسات الدولة التي يعتمد عليها في أداء الحكومة والدعم السريع جزء من المنظومة العسكرية وفق القانون، والاثنين هم من النخب العسكرية التي ترغب في حكم السودان، وحزب الامة القومي يرفض هذا النوع من العمل العسكري ويرى أن الحرب بين الفصيلين هي للإستيلاء على السلطة، ونعتقد أن استمرار الحرب يوسع الحرب ذاتها ويجعلها تتحول الى صراع آخر قد لا يستطيع الطرفان التحكم فيها، وأيضا الحرب تمثل خطرا على مستقبل السودان، لذلك العمل على وقفها واجب وطني في المقام الاول، ولابد من قيادات الجيش والدعم السريع أن ينتبهوا إلى مصير الوطن ومصير الشعب السوداني وأن يوقفوا هذه الحرب ويجلسوا إلى طاولة التفاوض لإجاد مخرج لأسباب هذا الصراع ، ثم إجاد عملية سياسية لإستمرار الدولة عبر انتقال وتحولها إلى نظام سياسي جديد يرضى طموحات كل الناس.

ماهو مصير العملية السياسية في ظل الحرب الدائرة؟

أهدافها مازالت قائمة وإن لم تتحقق حتى الآن، وكما هو معلوم فإن أهداف العملية السياسية تتمثل في إنهاء انقلاب 25 أكتوبر وعودة الجيش إلى ثكناته ثم إستكمال مهام المرحلة الانتقالية بقيام انتخابات حرة ونزيهة، وهذه الاهداف مازالت قائمة ولكنها تحتاج الى آليات جديدة لكي تنفذ، لذلك لابد من إستيعات التطورات السياسية التي حدثت ووضع الاولويات في إطار العملية السياسية و معالجة الدمار الذي تم ومعالجة الاثار النفسية للحرب. الان مطلوب توحيد رؤية واحدة لوقف الحرب ثم الانتقال إلى تأسيس نظام سياسي جديد قائم على معايير حقوق الانسان والحكم الرشيد، وهذا لابد أن يتم عبر مائدة مستديرة تستوعب كل القوى السياسية والمجتمعية التي تشارك في بناء السودان.

قوات الدعم السريع ترفع شعار الديمقراطية والحكم المدني في حربها ضد الجيش.. هل حميدتي قادر على جلب الحكم المدني للسودانيين؟

الفريق حميدتي كان جزء من الاتفاق الإطاري وكان موقع عليه والاتفاق حدد إنهاء الانقلاب وعودة القوات العسكرية لممارسة مهامها الاساسية بعيدا عن السياسة، كما نص الاتفاق الإطاري على تكوين حكومة مدنية وهذا ماتم الاتفاق عليه مع الجيش والدعم السريع، ولكن الصراع الان مدمر وهو صراع حول السلطة وبالطبع إذا كان الاثنين متفقين على تسليم السلطة للقوى المدنية لماكان هذا القتال، لكن لكي نكون واقعيين كيف لمن يقاتل من أجل السلطة أن يسلم السلطة للمدنيين؟!!

هل أنتم في حزب الأمة القومي على تواصل مع قيادات أطراف النزاع؟ وفي حال كنتم على تواصل، هل لمستم منهم جدية لوقف القتال؟

نعم، القيادة العليا للحزب ممثلة في رئيس الحزب اللواء فضل الله برمة ناصر على تواصل مباشر مع قيادات طرفي النزاع ، وفي حوار مباشر لوقف هذه الحرب وكيفية الانتقال إلى مرحلة جديدة، وهذا دعم من مؤسسات الحزب، وكذلك هو على اتصال بكل الفاعلين في مبادرات وقف الحرب سوى كانت الاقليمية والدولية وحتى المبادرات الداخلية، ووجد رئيس الحزب جدية من طرفي النزاع ورغبة في وقف القتال ورغبة في وقف الضرر الناتج عن هذه الحرب والرغبة في بحث السبل لإنهاء الحرب ومعالجة آثارها التدميرية. المطلوب الان العمل بجدية لتمهيد أجواء الحوار لطرفي النزاع بحيث يمكن لأي تفاوض بين الطرفين بشكل مباشر وبدعم شعبي ودولي يمكن أن يحقق النتيجة المطلوبة وهي وقف الحرب عبر التواصل مع قيادتي طرف النزاع.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here