أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. قال الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي، عادل خلف الله، في حوار مع “أفريقيا برس” إن البرهان سيكون جزءًا أساسيًا في المشهد السياسي القادم على اعتبار أنه يحاول التقارب مع كل القوى السياسية.
فيما قال خلف الله إن الإسلاميين لا يريدون القطيعة مع البرهان، بالرغم من محاولة البرهان لدق إسفين بين العلاقة، مستدلاً بالخطاب الأخير الذي وجه لهم.
قال البرهان للمؤتمر الوطني: “لن تعودوا للسلطة”.. كيف ترى هذا الحديث؟
حديث الفريق عبد الفتاح البرهان، مطلع هذا الأسبوع، مع ما عُرفت بقوى سياسية ومجتمعية في لقاء ببورتسودان، تكاد تكون هي ذات القوى التي حشدها في مواجهة المكون المدني وقوى الحراك السلمي تمهيدًا لتنفيذ انقلاب 25 أكتوبر 2021، لقي اهتمامًا خاصًا من قبل الإسلاميين. وتعددت ردودهم عليه، كانعكاس لما يعتمل داخلهم، بعد أن طفا على سطح الأحداث، تارة باسم المؤتمر الوطني وتارة باسم الحركة الإسلامية، وأخرى بأسماء رؤساء الحزب المتنازعين.
وكيف ترى الهجوم الذي شنه الإسلاميون على البرهان بعد الخطاب؟
حديث البرهان ورد فعل الإسلاميين عليه يفصح عن توترات في العلاقة بين الطرفين، قد تعود بداياتها العلنية إلى ما قبل نقد عبد الحي يوسف للبرهان في ديسمبر الماضي، ورد الأخير عليه. وذلك لأول مرة منذ أن أشعل الإسلاميون الحرب، التي تؤكد ردود أفعالهم، وإن تباينت تلك الردود.
لكن تلك التوترات لم ترق بعد لمستوى القطيعة بين الطرفين. ومع أن البرهان قد تخلى، فيما يبدو، وفق الظاهر من الحديث، عن مسعاه لاستصحاب الإسلاميين، أو بعضهم، ضمن سيناريوهات التسوية الجارية باسم المصالحة التي لا تستثني أحدًا، إلا أن غلاة الإسلاميين وواجهاتهم الإعلامية، من جانبهم، بدوا حريصين على الإبقاء على شعرة معاوية مع البرهان، بزعم أن ذلك من مطلوبات ما يسمونه “معركة الكرامة” التي تجمعهما، والتي لا تزال مستمرة.
هل البرهان لمح للتقارب مع “تقدم”؟
عمل البرهان على مغازلة قسم من “تقدم”، كمحاولة لاستقطابهم لما أسماه حكومة التكنوقراط التي تدير المرحلة الانتقالية، بما فيها الحرب، وتنظيم انتخابات عامة في نهايتها. وكأنه يعيد للأذهان مسعاه وحميدتي لشرعنة انقلاب 25 أكتوبر بما عُرف باتفاق البرهان-حمدوك.
المنبر الذي حرص البرهان على إطلاق ذلك الحديث منه يوحي بأنه يحاول اللعب على كل الحبال، ليعيد هندسة تحالفاته بموازين جديدة، باللعب على التباينات كإحدى سماته منذ أن اعتلى منصة مجلس السيادة الانتقالي. استجابة لضغوط متعددة وتحسبًا للمقبل من الأيام.
هل للبرهان طموح شخصي للحكم؟
ويبدو أن الفريق البرهان يتهيأ لأن يبقى جزءًا أساسيًا في أي ترتيبات سياسية للوضع في البلاد، متحكمًا بمصائرها، طوال فترة الانتقال وما بعدها باسم المرحلة التأسيسية.
اللافت للنظر هو تفادي البرهان في حديثه القضية الجوهرية التي تهم السودانيين قبل غيرهم، وهي الأكثر إلحاحًا، وهي وقف الحرب، والعودة للتفاوض بشأنها في منبر جدة المعدل. كما تفادى تقديم بيان واضح بشأن التطورات الميدانية، الماثلة في انسحاب قوات الدعم السريع من أجزاء واسعة من ولايتي الخرطوم والجزيرة وبعض النيل الأبيض، وما يقابلها من انتشار القوات المسلحة في تلك المناطق، مع استمرار المواجهات في دارفور، لا سيما حول الفاشر، وما يتصل بذلك من تفاهمات غير معلنة بين الطرفين، ومستهدفاتها النهائية، وهل كانت تمهد لإنهاء الحرب وفقًا للمبادرات المطروحة، أم أنها تعيد ترسيم مواقع النفوذ بين الطرفين.
هل نحن في نهاية الحرب بعد تقدم الجيش السوداني؟
في بيانه الأول مساء 15 أبريل، أعلن حزب البعث رفضه للحرب، ووصفها بالعبثية، ودعا لوقفها الفوري عبر التفاوض بناءً على أوسع إرادة شعبية، محذرًا من مخاطر استمرارها على وحدة وسيادة البلاد وأمنها واستقرارها، ومؤكدًا عدم التسليم بأي نتائج سياسية تنجم عنها سواء من طرفيها أو أي منهما.
نحن نرى أن نهاية الحرب يجب أن تكون عبر الجلوس للتفاوض فورًا بين الطرفين، وأن لا تكون عبر انتصار طرف على آخر، لأن ذلك لن يحدث.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس