خبيرة سودانية: انتصار الجيش يحدد مستقبل السياسة الخارجية

16
خبيرة سودانية: انتصار الجيش يحدد مستقبل السياسة الخارجية
خبيرة سودانية: انتصار الجيش يحدد مستقبل السياسة الخارجية

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أكدت أستاذة العلوم السياسية بجامعة الزعيم الأزهري، سهير أحمد صلاح، في حوارها مع “أفريقيا برس”، أن قوات الدعم السريع انهارت تقريبًا، حيث تبقى منها جيوب فقط بلا قيادة أو إمداد، بفضل الاستراتيجية الفعّالة التي اتبعها الجيش السوداني.

وأضافت أن هذا الانتصار سيجعل من سياسة السودان الخارجية قائمة على الاستقلالية التامة في اتخاذ القرارات، مؤكدةً أن السودان لن يقبل أي تدخل خارجي في شؤونه. كما شددت على أن القوى السياسية التي دعمت المليشيا الإرهابية قد خسرت الشعب السوداني ووضعت نفسها في موقف صعب.

وفيما يخص سياسة السودان الخارجية بعد الحرب، قالت سهير أحمد صلاح إنه من المتوقع أن تتغير العلاقات مع الدول التي تدخلت في الشأن السوداني، وأن السودان سيعتمد على حقه في المعاملة بالمثل.

بعد التقدم الكبير للجيش السوداني في عدد من المحاور.. هل يمكن القول إن الدعم السريع انهارت؟ وماذا يترتب على هذا الانهيار؟

يمكن الآن أن نقول إن المليشيا الإرهابية تبقى منها جيوب فقط، لا قيادة لها ولا إمداد، وذلك بفضل الاستراتيجية التي اتبعها الجيش السوداني لتحقيق أعظم الأهداف بأقل الخسائر. وتعتبر حرب السودان هذه حرب مدن حقيقية خاضها الجيش والقوات المساندة له بخطة ستصبح نموذجًا واقعيًا وتجربة ميدانية في كيفية تحرير المدن بحرفية عالية وتحقيق نصر حاسم.

يترتب على هذا الانهيار تقدم للجيش في كافة المحاور في كردفان ودارفور. بل ربما تقدم المليشيا الإرهابية على أفعال متهورة انتقامًا من الشعب السوداني الذي وقف في وجهها، ودعم الجيش واستنفر في ملحمة وطنية على امتداد التراب السوداني وحتى الخارج.

ماذا يترتب على انتصار الجيش في محور القصر الجمهوري؟

سيترتب على هذا النصر أن تعترف جميع الحكومات وشعوب العالم بأن الجيش والشعب السوداني لا يُقهر ولن يُهزم أبدًا، وأن الشعب السوداني لن يقبل أي تدخل خارجي في شؤونه الداخلية.

هذه المعركة وهذا الانتصار قد حدد فعلاً مستقبل السودان الحر ومستقبل علاقاته بالدول والمنظمات الدولية والإقليمية، والذي من المؤكد سيقوم على احترام السودان كدولة قوية قد حققت انتصارًا كبيرًا على سبعة عشر دولة كانت تحارب الشعب السوداني ببندقية الإرهابيين.

سيترتب على هذا الانتصار أن يتعلم الذين دعموا الإرهابيين أن السودان يختلف عن بقية الشعوب على امتداد تاريخه ولن يختلف، وعليهم أن يعترفوا بالهزيمة وأن قواعد اللعبة الآن قد تغيرت.

هذا النصر يضع مسؤولية كبيرة على القوى السياسية أن تنهض بمسؤولياتها وتحقق الوفاق الوطني، وتتبنى مشروع نهضة وطنية يحقق الاستقرار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

بعد القضاء على الدعم السريع، وهو الأرجح، ما هو مصير أو مستقبل القوى السياسية التي كانت تناصره؟

القوى السياسية التي ناصرت المليشيا الإرهابية قد خسرت الشعب السوداني وباعت نفسها وأخلاقها وقيمها بالمال. هذه المجموعة تحالفت مع أعداء السودان من دول الجوار والإمارات. وستتخلص منهم هذه الدول قريبًا، ويجدون أنفسهم بلا راعٍ، يهيمون على وجوههم.

ما هي رؤيتكم لسياسة البلاد الخارجية بعد نهاية الحرب؟

المنتصر دائمًا يكون حرًا. هذا الانتصار سيجعل من سياسة السودان الخارجية سياسة قائمة على الاستقلالية التامة في القرارات التي تعبر عن إرادة الشعب السوداني، مرتكزة على نصر تحقق بدماء عزيزة.

وعلى مستوى العلاقات مع الدول التي تدخلت في الشأن السوداني، أتوقع أن تعتذر هذه الدول وتسعى لبناء علاقة جديدة، أو أن يستخدم السودان حقه في المعاملة بالمثل، ضاغطًا على هذه الدول لعدم جعل أراضيها مواقع وقواعد لاستمرار الحرب بشكل آخر.

سودان ما بعد حرب الكرامة، وهي حرب على الإرهاب، لن يكون كما كان قبلها. فقد حدث تحول كبير على مستوى الوعي عند الشعب السوداني.

وفي تاريخ الأمم، تحدث تحولات كبيرة وعظيمة بعد الحروب الكبرى، كما حدث في ألمانيا وروسيا وأوروبا عمومًا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث حدثت نهضة في الصناعة والزراعة والعلوم. وعليه، أتوقع أن تحدث نهضة صناعية وزراعية كبرى في السودان.

جيش السودان الآن أصبح أيقونة وأسطورة الجيوش.

ما رأيك في المقترح الذي قدمته أمريكا للسودان بشأن تهجير الفلسطينيين إلى السودان؟

المقترح الأمريكي بترحيل سكان غزة إلى السودان لم يصل إلى السودان بصورة رسمية، وربما أطلقت الإدارة الخبر لتعرف توجهات الرأي العام. ويُحمد للسودان إعلانُه أنه ملتزم بقرارات الجامعة العربية وقرارات اجتماع القمة الأخير الذي يرفض ترحيل الفلسطينيين من بلادهم.

ورأيي أن أي دولة تقبل بهذا القرار فإنها تخون القضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم على كامل التراب الفلسطيني.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here