أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. أشاد الدكتور راشد محمد علي الشيخ، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعات السودانية، برئيس الوزراء الجديد الدكتور كامل الطيب إدريس، مشيرًا إلى أنه يمتلك خبرة واسعة في العمل ضمن المنظمات الدولية.
وأكد الشيخ، في حواره مع “أفريقيا برس”، أن إدريس على دراية تامة بمشاكل السودان، ولا يستبعد أن يُحدث اختراقًا في علاقات السودان مع المجتمع الدولي. وأضاف أن رئيس الوزراء الجديد سيكون قادرًا على إيجاد الحلول المناسبة لمشاكل السودان الداخلية، وخاصة ما يتعلق بتحقيق الاستقرار السياسي.
كيف تنظر إلى تعيين كامل إدريس في منصب رئيس الوزراء؟
كامل إدريس شخصية ذات خبرة واسعة في العمل داخل المنظمات الدولية، وبالتالي فهو ملمّ بوضع السودان الراهن، لا سيما في ما يتعلق بعلاقاته مع المجتمع الدولي.
ومن المؤكد أنه يدرك أيضًا طبيعة الأزمة الداخلية التي يمر بها السودان، الأمر الذي يتيح له، استنادًا إلى خبراته وعلاقاته، إحداث اختراق في مسار العلاقات الدولية للسودان.
كما يُمكنه أن يسهم في إيجاد حلول مناسبة لمعضلة الاستقرار السياسي في البلاد. وإذا ما حظي بدعم داخلي، وتمكن من توحيد الصف الوطني بعد انتهاء الحرب بانتصار الجيش على الميليشيا، فإن ذلك من شأنه أن يعزّز الموقف السوداني في بيئة الصراع الاستراتيجي التي تحيط به.
هل تعتقد أن المؤسسة العسكرية نجحت في اختيار كامل إدريس لرئاسة مجلس الوزراء؟
خضعت معايير اختيار رئيس الوزراء لتقييم دقيق يستند إلى التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه البلاد. وقد بذلت اللجنة المكلّفة بدراسة سير المرشحين جهدًا في تحديد مستوى الكفاءات المهنية والفكرية والسياسية، إضافة إلى مدى توفر شبكة علاقات فاعلة. وبناءً على هذا التقييم، تم اختيار كامل إدريس استنادًا إلى مدى توافق قدراته مع المتطلبات المطروحة. وبذلك، يمكن القول إن المؤسسة العسكرية قد نجحت في اختيار رئيس الوزراء.
وفقًا لمؤهلاته وعلاقاته الخارجية، هل يمكن أن يساهم كامل إدريس في حل الأزمة السودانية؟
نعم، يمكنه أن يساهم في حل الأزمة السودانية، وذلك من خلال ما يتمتع به من علاقات ودرجة قبول في المجتمع الدولي. لكنه في ذلك يحتاج إلى دعم وإسناد من القوى الوطنية، ويمكنه الاستفادة من حالة الالتفاف الجماهيري حول القوات المسلحة لتسخيرها في سبيل التوصل إلى صيغة لحُكم السودان، عبر إنشاء فترة تأسيسية تنطلق منها الرؤية الوطنية لمستقبل البلاد.
وما العقبات التي تعترض طريق رئيس الوزراء؟
تتمثل العقبات في شقّين، داخلي وخارجي. فعلى الصعيد الداخلي، يواجه رئيس الوزراء تحديات عديدة، أبرزها تعدد الجيوش، وتعدد الأحزاب السياسية، وانعدام الوزن الفعلي للأمة السودانية نتيجة التشرذم. كما تشمل العقبات غياب الرؤية الوطنية، وانعدام التخطيط الاستراتيجي للدولة، إلى جانب الصراعات السياسية والاستراتيجية وصراع الموارد، وتراكم سوء إدارة الدولة، وانعدام قيم الارتباط الوطني، وهشاشة البناء الاجتماعي، والاستقطاب السياسي، والارتباط الإثني والعرقي على حساب الانتماء القومي، وضعف مؤسسات الدولة.
أما على الصعيد الخارجي، فتتمثل التحديات في الأطماع الإقليمية والدولية، وضعف إدراك مصالح السودان الخارجية، إضافة إلى الاضطراب في البيئة الحيوية للسودان، وتكامل مستويات التهديد الخارجي للأمن القومي السوداني.
رئيس الوزراء الجديد كامل إدريس يتنازل عن مخصصاته المالية، ويتعهد بأن يعمل بلا تكاليف مالية، ماذا يعني لك ذلك؟
يعني ذلك أنه متوجّه لخدمة بلده وأهله دون مقابل مادي، وهو ما يضعه في مستوى عالٍ من النزاهة، ويُظهر أنه ليس في حاجة إلى مخصصات المنصب. كما أن في هذا الموقف رسالة واضحة من رئيس الوزراء إلى الشعب بأنه سيحارب الفساد بجدّية، بدءًا بنفسه.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس