أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. أبدى المحلل السياسي الفاتح محجوب إنزعاجه من خلافات قادة الجيش بشأن المقاومة الشعبية، مؤكدا في حوار مع “أفريقيا برس”؛ بأنها خطيرة وتتسبب في إرباك الساحة السياسية محليا، كما إنه لا يستبعد أن تربك العلاقات الخارجية السودانية مع دول الجوار والمنظمات الدولية.. كل هذه الإفادات وإفادات أخرى تجدونها خلال الحوار التالي:
“أفريقيا برس”: كيف ترى الهجوم على إفطار كتائب البراء؟ ومن يقف خلفه؟
يعتبر ما حدث في إفطار أسر شهداء معركة الكرامة الذي نظمه لواء البراء بن مالك في صالة انفنتي في عطبرة عمل إرهابي تخريبي لا علاقة له بالحرب لأن من أستخدموا الطائرة المسيرة أتوا بها في حقيبة مستغلين عدم تشديد إجراءات التفتيش وأستهدفوا فعالية مدنية معظم روادها مدنيين وفي صالة مدنية وبالتالي الحادثة ليست تطور في الحرب بل عمل إرهابي محدود وتم اعتقال الجناة.
“أفريقيا برس”: يدور في أوساط السودانيين أحاديث بشأن عودة الإسلاميين للمشهد السياسي عبر هذه الحرب، فإلى أي مدى يمكن يكون هنالك وجود للإسلاميين في المستقبل؟
الإسلاميون حددوا موقفهم من مستقبل العمل السياسي بوضوح عبر مقال كتبه القيادي أمين حسن عمر قال فيه إن الحركة الإسلامية السودانية لن تؤسس قط حزبا سياسيا مرة أخرى وستترك لعضويتها الحق في الانتظام في اي حزب سياسي يري عضو الحركة انه يمثله أو يتفق معه، وهذا يعني إنتهاء مرحلة تمثيل الاسلاميين في البرلمان تحت راية حزب يخصهم وبرنامج خاص بهم اي انهم هم من أتخذ القرار بالخروج من دائرة التنافس السياسي على الحكم في السودان وهو قرار قد يكون له أثار كبيرة جدا على الساحة السياسية السودانية مستقبلا، إذ قد يساعد الاحزاب السياسية التي تقوم على البرنامج التنموي على الاستفادة من طاقات الإسلاميين وجمهورهم.
“أفريقيا برس”: ثمة وعود كثيرة من قيادات الجيش بتحرير ولاية الجزيرة، ولكن حتى الآن الجيش يتلكأ في الدخول للجزيرة التي إستباحت من قبل قوات الدعم السريع.. هل ثمة عقبات تواجه الجيش في تحرير الجزيرة؟ ولماذا التأخير ؟
الجيش السوداني جيش محترف لكنه بطيء بحكم إنه يرغب دوما في اكتمال تجهيز المعدات والافراد والمعلومات، وهذا من سمات الجيوش النظامية، وبما أن الحرب نشبت اولا في الخرطوم فقد تاثرت قدرة الحكومة علي توفير كافة إحتياجات الجيش بالسرعة المطلوبة، ولهذا السبب تأخر التقدم لكن علمت أن اليوم الخميس شن الجيش هجومه على قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة.
“أفريقيا برس”: ثمة سيناريو متوقع للسودان، وهو سيناريو الانقسامات كما حدث في ليبيا على اعتبار أن الجيش يسيطر على ولايات وكذلك الدعم السريع يسيطر على ولايات.. في وقت شرع الأخير في تكوين إدارة مدنية لتسيير حياة المواطنين في الجزيرة.. هل السيناريو الليبي سينطبق على السودان؟
سيناريو الانقسام في السودان على غرار ليبيا غير ممكن لأسباب تتعلق أساسا بالديموغرافيا السكانية، اذ لا تمثل حواضن الدعم السريع كتلة سكانية في أقليم محدد كما في ليبيا، ولا يمثلون أغلبية سكانية إلا في ولاية واحدة وحتى هذه غالبا يقطعون علاقتهم بالدعم السريع لحماية مصالح القبيلة وهو عرف يتفق مع التقاليد القبلية بحكم أن الموقف العسكري بات من الواضح إنه لصالح الجيش.
“أفريقيا برس”: يبدو أن هنالك خلافات طفت على السطح بين جنرالات الجيش السوداني بشأن المقاومة الشعبية.. ماهو مستقبل هذه الخلافات على تماسك وحدة الجيش والحرب؟
الخلافات بين العسكر حقيقية وهي خطيرة جدا لأنها قد تتسبب في إرباك الساحة السياسية محليا وقد تربك العلاقات الخارجية السودانية مع دول الجوار ومع المنظمات الدولية والدول الكبرى، ولهذا لابد من حسم الخلافات بين القادة العسكريين بما يكفل توحد رؤية القيادة خاصة وأن كل من الكباشي والعطا أعضاء في مجلس السيادة، وفي ذات الوقت هما من يلي الفريق أول عبدالفتاح البرهان في التراتبية العسكرية.
“أفريقيا برس”: كيف تنظر لقرار النيابة العامة بالقبض على قيادات تقدم؟
بلاغ النيابة ضد قيادات تقدم هو بلاغ جنائي لكن أثاره سياسية وليست جنائية فهم جميعا خارج السودان مما يعني إنهم لا يمكن القبض عليهم، لكن بالمقابل لا يمكن الاعتراف بهم كجسم سياسي له شرعية طالما انهم أختاروا طواعية التحالف مع الدعامة النهابين المغتصبين، وبالطبع يمكن بسهولة شطب البلاغ لاحقا متى ما تراجعوا عن تحالفاتهم مع الدعامة وقدموا إعتذار عنها للشعب السوداني.
لكن البلاغات ضد تقدم لها ايضا رسالة موجهة نحو الداخل، أي لمواطني الجزيرة وغرب دارفور وكردفان تقول” إن الحكومة لن تتساهل مع من يتحالفون مع الدعامة وإن الحكومة تقف معهم في محنتهم ولن تتسامح في الانتقام لهم وتحرير مدنهم وقراهم من الدعامة وأن اي تنازلات للدعامة لن تحدث”.
وايضا هي رسالة للخارج تقول إن” الحكومة حاليا ليست مهيأة لتقديم اي تنازلات للدعامة في ظل جرائمهم في الجزيرة وغرب دارفور والخرطوم وأن من يرغب في التوسط عليه إقناع الدعامة بالاستسلام أو شيء شبيه بالاستسلام لأن الشعب السوداني خاصة مواطني الجزيرة وغرب دارفور لن يقبلوا بوجود جسم اسمه الدعم السريع”.
وبالطبع فيها رسالة خاصة بقيادات تقدم مفادها أن” عليكم تغيير مواقفكم السياسية تجاه التحالف مع الدعامة والا قد تواجهون العزل السياسي”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس