خبير سوداني يكشف أسباب تصفية قيادات قوات الدعم السريع

24
خبير سوداني يكشف أسباب تصفية قيادات قوات الدعم السريع
خبير سوداني يكشف أسباب تصفية قيادات قوات الدعم السريع

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. ثمة تصفيات واسعة تطال قيادات قوات الدعم السريع، ففيما قتل القيادي البارز المهدي الشهير بـ”جلحة”، لحقه قائد المليشيا في منطقة تمبول، العميد الطاهر سعد ود جاه الله. ولم يكن “جلحة” والطاهر الوحيدين الذين تم تصفيتهم، إذ قُتل قائد قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة، العميد عبد الله حسين. وفي وقت لاحق، وجهت اتهامات لقيادات قبائل الماهرية بالدعم السريع بالقيام بهذه التصفيات. “أفريقيا برس” ناقشت مسألة التصفيات وسط قوات الدعم السريع، بجانب قضايا أخرى، مع المحلل السياسي، عمار العركي.

ثمة خلافات داخل قوات الدعم السريع بدليل حدوث تصفيات لقيادات ميدانية. هل هذا يعني نهاية قوات الدعم السريع في السودان؟

الخلافات والتصفيات التي طالت بعض القيادات الميدانية للمليشيا تعكس حالة من التوتر والانقسامات داخل هذه القوات، نتيجة لتراكم العديد من الإخفاقات التنظيمية والقيادية. وهذا شيء متوقع للمليشيا التي لا تجتمع على هدف أو غاية أو عقيدة قتالية واحدة، وتعاني من التميز العنصري والاستعلاء الجهوي والقبلي. وهذا يدل بالضرورة على انهيار وشيك إن لم يتم إنقاذ الموقف واستدراكه بإسقاط مدينة الفاشر.

هل يمكن أن تكون التصفيات نتيجة صراع داخلي على النفوذ؟

لا أستبعد ذلك. قد تكون هذه التصفيات نتيجة صراعات داخلية بين قيادات الدعم السريع حول السيطرة على الموارد والمناصب، خاصة مع تزايد الضغوط العسكرية والسياسية عليها. هناك انقسامات بين القيادات، خاصة بين القيادات الميدانية التي تقاتل على الأرض، والمستويات العليا التي تدير العمليات بدعم خارجي. بعض القادة قد يكونون غير راضين عن قرارات القيادة المركزية أو يشعرون بأن الحرب لم تعد تخدم مصالحهم.

المليشيا تواجه تحديات كبيرة، سواء من الجيش السوداني أو الضغوط الإقليمية والدولية. ومع استمرار الحرب، قد تتزايد الانشقاقات الداخلية إذا شعرت بعض القيادات أن المشروع أصبح خاسرًا أو أن الدعم الخارجي يتراجع.

انسحابات كبيرة لقوات الدعم السريع من الجزيرة والخرطوم والتوجه إلى دارفور، بينما تركز قوات الدعم السريع جهدها على الفاشر حتى يتم إسقاطها. كيف ترى هذا الأمر؟

سقوط الفاشر، إذا حدث، هو هدف استراتيجي لن تتخلى عنه الإمارات باعتباره آخر ما تبقى لها من أمل في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من انهيار المخطط الشامل للتغيير والسيطرة والتحكم ليس في السودان فقط، ولكن في المنطقة بأثرها. كما أن إسقاط الفاشر يعد فرصة لإعادة إنتاج قوات الدعم السريع والحفاظ على ما تبقى منها كقوات مصممة وأعدت وجهزت كقوات تغيير على مستوى إقليمي. التغيير والانقلاب في السودان ليسا إلا خطوة تكتيكية أو نقطة انطلاق نحو دول المنطقة لإخضاعها.

إضافة إلى أن سقوط الفاشر يعني فرض السيطرة في إقليم دارفور لتشكيل حكومة إقليمية تدعم مشروع انفصال إقليم دارفور. هذا السيناريو يتماشى مع المخططات الإقليمية التي تسعى إلى تقسيم السودان، مما يجعل السيطرة على الفاشر خطوة حاسمة لأي محاولة انفصالية. ومع ذلك، فإن تقاطعات مصالح المجتمع الدولي، وخاصة الدول المجاورة، قد تتدخل لمنع تداعيات تقسيم السودان، نظرًا لتأثيره على تلك المصالح الدولية المنافسة وعلى الأمن الإقليمي.

الدعم السريع كما قلت بصدد تشكيل حكومة في دارفور. ماذا يترتب على ذلك؟

هذا يمثل تهديدًا خطيرًا لوحدة السودان واستقراره. أي محاولات لتكوين حكومة موازية تعني إضفاء شرعية على مشروع تقسيم السودان وإضعاف الدولة المركزية. هذا النوع من التحركات يعكس تعاونًا بين بعض الفاعلين المحليين والإقليميين لتحقيق مصالح تتعارض مع وحدة السودان، ما يتطلب تحركًا عاجلًا من الحكومة الشرعية والقوى الوطنية لاحتواء هذه المحاولات وكشفها أمام الرأي العام. ولكن المعطيات والتطورات الراهنة تذهب في اتجاه فشل هذا المشروع نظرًا للاختلافات والانشقاقات التي بدأت تطفو على السطح بين مكونات (تقدم) المختلفة، حيث إن فكرة تشكيل حكومة موازية قوبلت بالرفض والمعارضة من غالبية الكيانات والشخصيات المؤثرة والفاعلة داخل (تقدم).

انتصارات كبيرة حققها الجيش السوداني. ماذا يعني لكم؟

التقدم الكبير الذي يحرزه الجيش في مختلف المحاور يشير إلى اقتراب الحسم العسكري، والذي بحسب إعلان الجيش أنه أنهى المرحلة الثانية من خطة الحسم وشرع في المرحلة الثالثة والأخيرة.

بالمقابل، فإن انتصارات الجيش وتقدمه أصابت المليشيا بالصدمة وفقدان التوازن، وأصبحت في أسوأ حالاتها. تم شل قدرتها العسكرية وكسر مقاومتها وقوتها الصلبة، وأصبحت مشتتة وفقدت البوصلة والاتجاه. أصبحت في حالة هروب وانسحاب مستمر نحو دارفور كآخر ملاذ آمن لها مؤقتًا. بعد إتمام القضاء على آخر ما تبقى من جيوب المليشيا وتحرير ولاية الخرطوم، ستكون المرحلة الثالثة هي تحرير دارفور.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here