أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. قال الكاتب الصحفي والمختص في دراسات السلام، صلاح غريبة في حوار مع “أفريقيا برس”، إن “مفاوضات جنيف ربما تفشل بسبب الخلافات العميقة بين الاطراف المتنازعة”، ولفت إلى أن “الجيش قد يطالب بتفكيك الدعم السريع وإدماج قواتها في الجيش، وهو أمر سترفضه قوات الدعم السريع”.
حراك شعبي وسياسي منقطع النظير في مواقع التواصل الاجتماعي يدعو لوقف الحرب وذلك تزامنا مع الدعوة الأمريكية لأطراف القتال بالانخراط في مفاوضات جنيف.. كيف ترى هذا الحراك؟ وهل هذا الحراك يعد مؤشرا لتحقيق السلام في السودان؟
الحراك الشعبي والسياسي عبر مواقع التواصل الاجتماعي هو مؤشر قوي على رغبة الشعب السوداني العارمة في إنهاء الحرب واستعادة الاستقرار. تزامنه مع الدعوة الأمريكية للمفاوضات يزيد من أهميته، إذ يعكس ضغطًا شعبيًا على الأطراف المتنازعة للجلوس إلى طاولة الحوار. هذا الحراك يمكن أن يكون حافزًا إيجابيًا لدفع العملية التفاوضية قُدمًا، ولكن نجاحه في تحقيق السلام يعتمد على العديد من العوامل الأخرى، منها جدية الأطراف في التفاوض وإرادة المجتمع الدولي في دعم جهود السلام.
البرهان رفض مقابلة عددا من المسؤولين الأمريكيين.. هل تعد هذه الخطوة رفض الجيش لمباحثات جنيف؟ أم سيذهب وفد الجيش إلى العاصمة السويسرية؟
رفض البرهان مقابلة المسؤولين الأمريكيين قد يكون مؤشرًا على رغبة الجيش في التحفظ على موقفه التفاوضي قبل الذهاب إلى جنيف. قد يكون هذا الرفض أيضًا محاولة لكسب الوقت أو لزيادة الضغط على الطرف الآخر. ومع ذلك، من الصعب الجزم بأن هذا الرفض يعني رفضًا قاطعًا لمباحثات جنيف، فالأمر قد يتغير بناءً على تطورات الأحداث وتقييم الجيش للموقف. من المحتمل أن يذهب وفد عسكري إلى جنيف، ولكن قد يكون موقفه أكثر حذرًا وتصلبًا.
ما هي السيناريوهات المتوقعة لمخرجات مفاوضات جنيف.. وما هي مطالب الجيش السوداني والدعم السريع؟
سيناريوهات مخرجات مفاوضات جنيف متعددة، ولكن يمكن تصور بعض الاحتمالات الرئيسية:
اتفاق شامل: قد يتم التوصل إلى اتفاق شامل ينهي الحرب ويؤسس لحكومة انتقالية تتولى إدارة المرحلة الانتقالية.
هدنة طويلة الأمد: قد يتم التوصل إلى هدنة طويلة الأمد توقف القتال وتتيح للأطراف الوقت لإجراء مفاوضات أكثر شمولية.
فشل المفاوضات: قد تفشل المفاوضات بسبب الخلافات العميقة بين الأطراف المتنازعة، مما يؤدي إلى استمرار الحرب.
مطالب الأطراف المتنازعة:
الجيش السوداني: من المتوقع أن يصر الجيش على الحفاظ على مكاسبه العسكرية، وقد يطالب بتفكيك قوات الدعم السريع وإدماج قواتها في الجيش النظامي.
قوات الدعم السريع: قد تطالب قوات الدعم السريع بالاعتراف بها كقوة عسكرية مستقلة، وقد تطالب بحصة أكبر من السلطة في أي ترتيب سياسي مستقبلي.
في حال تمسك الجيش في جنيف بمخرجات اتفاق جدة – وهي خروج الدعم السريع من منازل المواطنين والأحياء، هل ستلتزم الدعم السريع باتفاق جدة؟
إذا تمسك الجيش في جنيف بمخرجات اتفاق جدة، فإن التزام قوات الدعم السريع بهذا الاتفاق يعتمد على العديد من العوامل، منها:
الضغوط الدولية: قد تتعرض قوات الدعم السريع لضغوط دولية للالتزام بالاتفاق.
الموقف العسكري: إذا شعرت قوات الدعم السريع بأنها في موقف قوي عسكريًا، فقد تكون أقل استعدادًا للالتزام بالاتفاق.
المصالح السياسية: قد تتغير حسابات قوات الدعم السريع السياسية، مما قد يؤثر على قرارها بالالتزام بالاتفاق.
مناوي طالب أمريكا بدعوة خاصة للقوة المشتركة – التي تقاتل مع الجيش – في المشاركة في مفاوضات جنيف.. كيف تقرأ هذه الخطوة؟ وهل تؤثر هذه الطريقة سلبا على موقف الجيش؟
دعوة مناوي للقوة المشتركة للمشاركة في مفاوضات جنيف هي خطوة مثيرة للجدل. قد تساهم هذه الخطوة في تعقيد المفاوضات، وقد تضعف موقف الجيش. من ناحية أخرى، قد تساعد هذه الخطوة في تحقيق تمثيل أوسع للأطراف السودانية في المفاوضات.
كيف تقيّم أوضاع الحرب، من حيث انتصار أطراف القتال في المعركة.. ومن الأقرب لحسم المعركة في نظرك؟
تقييم أوضاع الحرب معقد ويتغير باستمرار. كلا الطرفين حقق بعض الانتصارات، ولكن لا يوجد طرف واحد يسيطر على الوضع بشكل كامل. حسم المعركة في هذه المرحلة يبدو صعبًا، وقد يستمر الصراع لفترة طويلة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس
