أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. خلال مخاطبته الجمعية العامة للأمم المتحدة أكد رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، “الالتزام بنقل السلطة في السودان إلى المدنيين، موضحا اقتراحه بالاتفاق على مرحلة انتقالية قصيرة”، داعيا إلى ضم قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها إلى لوائح “المنظمات الإرهابية”.
وقال إن الشعب السوداني يواجه حرباً مدمرة، منذ 15 إبريل، شنتها “قوات الدعم السريع بتحالف مع ميليشيات قبلية وإقليمية ودولية لتقوم بأبشع الجرائم بحق المدنيين”.
وطالب البرهان بتصنيف قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها كـ”منظمات إرهابية”، مشيرا إلى أن “المجموعات المتمردة مارست جرائم حرب ضد الشعب في كل السودان”. وذكر أن “قوات التمرد أطلقت سراح مساجين مطلوبين للمحاكم الدولية”، مشيرا إلى أن “قوات التمرد ارتكبت جرائم حرب في الخرطوم ودارفور”. واعتبر أن “الحرب في السودان ليست مجرد حرب داخلية لكنها شملت كل مقومات الدولة”، وقال إن “قوات الدعم السريع حاولت طمس الهوية السودانية”. وحذر أن “خطر حرب السودان يهدد دول الجوار والإقليم، وقد تكون شرارة لانتقال الصراع لدول أخرى في المنطقة”. وأكد البرهان على رغبته في وقف الحرب، قائلا: “تجاوبنا بشكل إيجابي مع كل المبادرات لإنهاء الحرب لولا تعنت المتمردين”.
خطاب مشرف
الناطق الرسمي باسم مبادرة نداء السودان هشام الشواني قال لموقع “أفريقيا برس” إن خطاب رئيس مجلس السيادة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خطاب مشرف ويليق بكل السودان ويمثل جميع السودانيين، منوها إلى أن الخطاب يعني الدولة السودانية ورمزيتها أمام العالم ، وتابع ، نحن لا نستجدي أحدا وسنعمل من أجل بقاء دولتنا السودانية ضد مخطط عداء الدولة الذي تقوده المليشيات وحلفاؤها السياسيون.
عودة البرهان
بالنسبة للكاتب الصحفي عبدالناصر الحاج فإن خطاب البرهان نجح في انتزاع اعتراف الاسلاميين به قائداً للجيش ورئيساً محتملاً ومؤتمناً على مصيرهم في الدولة السودانية ، منوها إلى أن البرهان في الخطاب قدم أوراق اعتماده خليفة للبشير ورئيساً للمؤتمر الوطني، من داخل أروقة الأمم المتحدة ، ويرى الحاج في حديثه لموقع “أفريقيا برس” إن البرهان أغلق الباب على منافسيه من قيادات الجيش الحالية، وأبطل الخطة (ب) “للكيزان” ومن خلال خطابه عاد بالحركة الاسلامية السودانية الى عهدها الذهبي في معاداة المحور الخليجي، فاتحاً النافذة على تركيا وروسيا.
مخالفة البرهان
القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار يذهب في حديثه لموقع “أفريقيا برس” إلى أن البرهان في خطابه ابتعد عن الحل السلمي لوقف الحرب بحيث إنه لم يذكر الجلوس مع قوات الدعم السريع، وأكد كرار أن البرهان اتجه نحو المعسكر المخالف لأمريكا، متوقعا إن هذا البعد سيزيد من عزلته في المجتمع الدولي. وتابع أن خطاب البرهان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خطاب يؤكد إنه اختار الحسم العسكري بدل لغة الحوار، لافتا إلى أن ذلك سيدفع البلاد نحو منزلق خطير على اعتبار أن الحرب لا تحسم بلغة البندقية بل بالتفاوض مع القوات المتمردة، ودعا كرار لوقف الحرب وضرورة فتح ممرات آمنة للمساعدات الخارجية والمحلية.
طلب ضروري
الباحث السياسي محمد عبدالجبار يرى إن البرهان في خطابه عكس الصورة الحقيقية لما يحدث في السودان سيما الانتهاكات التي سببتها قوات الدعم السريع للشعب السوداني، ولفت عبدالجبار إلى أن البرهان في خطابه أشار إلى طلب ضروري وهو درج الدعم السريع في قائمة الإرهاب، مؤكدا إن جرائم الدعم السريع ترتقي لهذه الدرجة، وأضاف لموقع “أفريقيا برس” إن خطاب البرهان خطاب عقلاني حيث إنه دافع بشدة عن السيادة الوطنية بعد أن شرح وجود تدخلات خارجية تدعم قوات التمرد، منبها إلى إن هذا خطر سيضر بالإقليم بكامله وليس السودان لوحده.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس