ردود أفعال واسعة بشأن اعتراف عمر البشير بإنقلاب 1989

121
ردود أفعال واسعة بشأن اعتراف عمر البشير بإنقلاب 1989
ردود أفعال واسعة بشأن اعتراف عمر البشير بإنقلاب 1989

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أثار حديث الرئيس السابق عمر البشير في جلسة المحكمة الخاصة بمتهمي انقلاب 1989 ، أثار حديثه ردود أفعال واسعة. ففي الوقت الذي يرى فيه البعض ، أن اعتراف البشير بالانقلاب لوحده ، شجاعة وبطولة ، رأى البعض الآخر ، إن حديث البشير بمثابة خطة لبراءة المدنيين الاسلاميين الذين شاركوه الانقلاب ومن ثم التمهيد لعودتهم للسلطة .

حديث البشير

قال البشير في جلسة محاكمة المتهمين بتدبير انقلاب 30 يونيو، “أتحمل كامل المسؤولية عما تم في 30 يونيو، وأعلم أن الاعتراف هو سيد الأدلة” ، أعرب البشير عن فخره بما تم في عام 1989 قائلا “أنا قائد ومفجر ثورة الانقاذ الوطني. وفي إفادته، قال عمر البشير خلال جلسة المحاكمة إن “تدخل القوات المسلحة كان بسبب عجز السياسيين في إدارة الشأن العام” ، وشدد البشير على أن انقلاب 1989 هو عمل عسكري بحت ولم يشارك في أي مدني في التخطيط والتنفيذ ، وأضاف “لم يكن لأعضاء مجلس قيادة الثورة أي دور في التخطيط والتنفيذ، وانما تم استدعائهم واختيارهم لأنهم كوكبة من خيرة أبناء القوات المسلحة تمثيلا لبعض الوحدات وبعض الجهات، ولم يدخل معنا أي مدني في العملية، فقد كان عملا عسكريا بحتا.

تفسير حديث البشير

يرى عضو المكتب التنفيذي لحركة بلدنا جعفر خضر ، أن البشير في حديثه قرر ان يهرب إلى الامام على اعتبار إنه يعلم إنه لا يمكن ان يتنصل عن مسؤوليته في انقلاب 30 يونيو 1989، كما إنه بحسب جعفر يعلم أن المحكمه تدار في حقبه انقلاب البرهان- حميدتي، و الذين في نظر جعفر لن يسمحوا للمحكمه أن تذهب بعيدا في محاكمته. وأضاف خضر لموقع “أفريقيا برس” : قرر الطاغيه أن يهرب إلى الامام بالاعتراف بتخطيط وتنفيذ الانقلاب وذهب اكثر من ذلك بأن وضع المسؤولية على عاتقه وحده واخرج منها العسكريين الاخرين في مجلس قياده الانقلاب واخرج منها المدنيين وادعى بان الانقلاب كان حركه عسكرية بحته، وهذا يكذبه الواقع، اذ ان ضلوع الحركه الاسلامية في الانقلاب بحسب جعفر كان ظاهرا للجميع واعترفت به قيادات الحركه الاسلامية واعترف بالمشاركه فيه عدد من القيادات العسكريه، وتساءل خضر، هل وضع البشير يده على المصحف الشريف واقسم ان يقول الحق كل الحق ولا شيء غير الحق؟ قبل أن يجيب بنفسه قائلا : زعم البشير بأن واقع القوات المسلحة قبل انقلابه كان مزريا، ولكن سكت البشير هو انه عندما استولى على السلطة في 30 يونيو 1989 كانت مساحة السودان مليون ميل مربع، وبعد ان اصبح البشير رمزا للسيادة تناقصت البلاد من أطرافها، حيث يقول جعفر فقد السودان حلايب وشلاتين التي احتل لها النظام المصري وفقد أرض الفشقة التي احتلها النظام الاثيوبي، وفقد مساحة من الارض على الحدود الكينيه، وارظف ، كذلك فقدنا في عهده مليون فدان من الاراضي الزراعية في منطقه خزان سيتيت بتأجيرها إلى الراجحي السعودي لمدة 99 سنة بالتمام والكمال؛ وكانت ثالثة الاثافي بأن فقدنا جنوب السودان بأكمله بعد ان بلغ عدد الضحايا اثنين مليون سوداني فأصبح البشير أسوأ من البصيرة أم حمد التي قطعت رأس البقرة ثم كسرت الزير، ويمضي خضر قائلا : كذلك في عهد البشير تم تخريب الجيش بالاخلال بالتراتبية والمعايير المهنية، بحيث أصبح ضابطا صغيرا مثل ابراهيم شمس الدين يعطي الأوامر للفرقاء واللواءات، فقط لانه ابن الحركه الاسلامية.

تدمير الجيش

وفي عهد البشير يقول جعفر أصبح الدعم السريع/ الجنجويد جزءا من الجيش بحيث تتولى أسرة قيادتها، الفريق محمد حمدان دقلو قائدا وشقيقه الفريق عبد الرحيم حمدان انتقلوا نائبا له، وتمسك الأسره بمفاصل هذه المليشيا التي صارت جزءا من الجيش ، متسائلا ، فمن الذي دمر جيش السودان خلاف عمر البشير؟ واصبح الجيش يتاجر في السلع ويقطع الغابات ويحتكر النقل التجاري المعفي من الجبايات ويتاجر في المخدرات ويهرب الذهب وثروات البلاد، فمن الذي خرب الجيش الذي خرب البلاد بخلاف عمر البشير؟ ، مشيرا الى أن البشير سكت عن مجازره الكبرى في دارفور التي راح ضحيتها مئات الالاف وقد اعترف هو نفسه من قبل بان الضحايا 10,000 وتناسى عمر البشير المجازر التي لحقت بالمدنيين من الشعب السوداني في الشرق والغرب والجنوب والشمال وفي الخرطوم. ويضيف جعفر : تناسى عمر البشير مجزرة سبتمبر 2013 التي راحه ضحيتها اكثر من 200 من المواطنين تناسى جرائمه وسط الحركه الطلابية منذ اغتيال التايه ابو عاقله في عام 1989 ، وأضاف، تحدث عمر البشير عن البنية التحتية والسدود والكباري ولم يتحدث عن الديون المليارية التي أثقل بها كاهل الشعب السوداني ولم يتحدث عن الفساد الذي تورطت فيه الحركة الاسلامية وأسرتة وعمر البشير شخصيا مما أدى الى تخريب الاقتصاد وافقار الشعب السوداني.

هدف البشير

ويقول جعفر إن اعتراف عمر البشير بانقلاب الانقاذ وافتخاره به يأتي في اطار الحماية التي يعلمها في ظل انقلاب البرهان-حميدتي، ويهدف الى أن يخاطب الشعب السوداني سياسيا لخلق حراك في الواقع، فهو لا يعلم بحسب جعفر التغيير الكبير الذي أحدثته ثوره ديسمبر في الشعب السوداني. ونبه جعفر إلى أن البشير استبعد العسكريين والمدنيين من المسؤولية بغرض ان يعملوا بعد خروجهم من السجن لاجل اعاده الانقاذ مره اخرى او نموذج شبيه بها وتكون هذه فرصته في الخلاص من العقوبة على أمل العودة الى حكم البلاد.

حديث كاذب

ووصف القيادي بحزب الامة القومي عروة الصادق حديث البشير في المحكمة بالكاذب ، وقال لموقع “أفريقيا برس ” : هي سلسلة من الأقاويل الكاذبة التي أعدت بعناية لا يصدقها حتى المخلوع نفسه، مضيفا ، البشير بهذا الحديث يريد أن يمهد لبراءة غير مستحقة للتنظيم الذي أقر بالانتماء إليه وعمل تحت إمرته، وذهب إلى التبرير للإنقلاب بفشل الحكومة الديمقراطية التي حققت نموا 24% في ثلاثة أعوام بدون منح أو قروض بل بدأت في تسديد ديون التركة المايوية ودفعت ملياري دولار، وهيات للقوات المسلحة تسليحا حديثا وأجهزة اتصالات تم استخدامها فور وصولها بعد الانقلاب، ويقول عروة ، إن تنظيم الإخوان في السودان عبر قادته ومرشده الراحل الترابي أقروا بترتيبهم وتخطيطهم للإنقلاب، وأنهم دربوا لذلك عناصر في ليبيا وساهموا في تأمين بعض المواقع يوم الانقلاب. كل هذه الشهادات بحسب الصادق مسطرة ومنشورة ولا يمكن تجاهلها، مستدركا ، ولكن المخلوع يعول على غالبية الشهود الذين ماتوا أو قتلوا، ويريد تبرئة أولياء نعمته وفضله من هذا الجرم التاريخي، الذي يرجى أن يتحلى بنفس الجرأة ويقول أنه وجه بحرق دارفور والجنوب والنيل الأزرق وأنه من قتل الشباب في شوارع الخرطوم ومدن السودان.

لف ودوران

وتابع عروة ، كل هذا اللف والدوران يوضح أن الحركة الإخوانية لا زالت تهيمن على عقل البشير وتريد أن تجعل من هذه المحاكمة صك براءة لها من شبهة الإنقلابات العسكرية وتبرئة قادتها وشيوخها وتنقية تاريخهم، لئلا يتم إدراجها ضمن الكيانات الإرهابية أو المقوضة لدساتير الدول، وهو أمر بحسب عروة برع فيه قادة التنظيم، مستدركا ، ولكن قبل أن يمضوا في هذه الخطة طويلا، عليهم تصفية بقية الشهود ممن نظموا ومولوا وخططوا نفذوا الإنقلاب، كما تمت تصفية السابقين، وأن يعمدوا إلى الأسافير والأضابير لمحو الشهادات المنشورة والمسطورة عن تخطيط الحركة تنظيما وقيادة في هذا الإنقلاب الذي أورد البلاد موارد الهلاك.

حديث شخصية

اما المحلل السياسي الفاتح محجوب يذهب بعيدا عن الحديث السابق ، إذ يقول لموقع “أفريقيا برس” إن حديث الرئيس السابق عمر البشير في المحكمة يتفق مع طبيعته الحادة التي لا تقبل الحل الوسط ويتفق ايضا مع طبيعة انقلاب الإنقاذ على اعتبار إنه ليس من المنطقي ان لا ينكر قائد الانقلاب العسكري علاقته به وفخره به مع العمل على تبني المسؤولية لوحده وهذا بحسب الفاتح لا يتفق مع شخصية البشير المعروفة بالجرأة والقوة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here