أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. إصرار قوات الدعم السريع على عدم خروجها من منازل المواطنين، والأعيان المدنية، خلّف سخطا واسعا وسط الشعب السوداني لجهة أن القوات إتخذت من المنازل ثكنات عسكرية لها، وشردت ساكنيها، فضلا عن نهبها.
ولم يكن السخط الشعور الوحيد لدى الشعب السوداني، فقد ولّد تواجد الدعم السريع في المنازل أسئلة يبرز من بينها؛ لماذا وقعت الدعم السريع على اتفاق جدة؟ ولماذا لم تنفذه؟
وعلى الرغم من إصرار الجيش على ضرورة تنفيذ الدعم السريع لإتفاق جدة، وذلك حتى يذهب إلى المفاوضات التي دعت لها، إلا أن الدعم السريع ظلت في تعنت، وأدارت ظهرها له.
وفي 11 مايو من العام الماضي، توصل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار وذلك بعد وساطة أمريكية سعودية في مدينة جدة السعودية.
والشاهد أن الاتفاق التزم فيه الطرفان بالسماح بمرور المساعدات الإنسانية، وتم التوقيع على هدنة، فضلا على خروج الدعم السريع من الأعيان المدنية والذهاب إلى المعسكرات المخصصة لها.
وكان الاتفاق نص أيضا على حماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين وعدم وضع العراقيل أمام العاملين في المجال الإنساني، وعدم التدخل في هذه العمليات وحماية العاملين فيها.
تورط الدعم السريع
في الصدد، يقول رئيس تجمع شباب السودان أيوب محمد عباس لموقع “أفريقيا برس” إن “الدعم السريع ومن يقف خلفها من الدول كانوا يعتقدون أن قوات الدعم السريع في مقدرتها حسم المعركة في مدة زمنية وجيزة حسب تقديراتهم وخططهم العسكرية لذلك وقعوا على الخروج من منازل المواطنين”، منوها إلى أنه كان توقيع لكسب الزمن فقط.
ويرى أيوب أن “هنالك سببا آخرا وهو ضعف الوفد التفاوضي للدعم السريع، كان يتكون من أشخاص ليس لهم خبرات وتجارب ومقدرات تفاوضية على المستويين العكسري والسياسي، وهو الأمر الذي جعل الوفد الحكومي يهزم وفد الدعم السريع بالضربة القاضية”، مؤكدا إن “الوفد الحكومي انتزع منه إعترافا بأن الدعم السريع يحتل منازل المواطنين والأعيان المدنية ويمثل هذا الفعل إنتهاكا لحقوق الإنسان والقانون الدولي والاتفاق فيه ألزام الدعم السريع بإخلاء منازل المواطنين والاعيان المدنية”.
وتابع “حقق وفد جيش السوداني انتصارا دبلوماسيا وسياسيا لأنه يتمتع بقيادات عسكرية كبيرة لها مؤهلات علمية وفنية عالية”. وأردف “كذلك استطاع الجيش السوداني إفشال المخططات الداخلية والخارجية، بجانب مؤامرة لضرب وحدة وسيادة السودان والإستيلاء على السلطة بقوة السلاح واحتلال السودان”.
ويرى أيوب أن “الجيش حقق إنتصارا أيضا وتقدم في كل محاور القتال في العاصمة والولايات”. مشيرا إلى أن “الدعم السريع حاليا في ورطة وهي أمام خيارين لا ثالث لهما؛ إما أن تنفذ مخرجات إتفاق جدة وهو الخروج من منازل المواطنين والاعيان المدنية”، وهذا يعني بحسب أيوب إن نفذه سيكون قد تلقى ضربة قاضية.
وأضاف “الخيار الثاني هو مواصلة القتال، وهذا يعني نهاية الدعم السريع وهلاك قواتها وانهيار مليشيات الدعم السريع الإرهابية وبعدها يتم محاكمتهم والقصاص منهم كمجرمي حرب وهم الذين ارتكبوا جرائم حرب وتطهير عرقي وإبادة جماعية ضد الإنسانية، بجانب السلب والنهب والقتل وتخريب ممتلكات الدولة السودانية والاغتصاب ونشر الفوضى وترويع المواطنين العزل والابرياء وهذه نهاية الحرب وهي حتمية”.
ويرى أيوب أن سبب عدم تنفيذ اتفاق جدة من قبل الدعم السريع، هو الخشية من المحاكمة أو الإبادة، لافتا إلى أنها تائهة وتتخبط وذلك لفقدانها قيادة موحدة مركزية. وتوصل أيوب إلى أن “الدعم السريع تعد ظاهرة إرهابية ومجموعة مجرمة نهايتها ستكون في السجون او الموت المحتوم”.
هزيمة الدعم السريع
المحلل السياسي محمد عبدالجبار، يرى في تصريح لموقع “أفريقيا برس” أن “خروج الدعم السريع من منازل المواطنين يعني هزيمتهم على اعتبار أن وجودهم حاليا في الأعيان المدنية، يشكل ضغطا على المواطن وعلى معاشهم وبالتالي خروجهم يعني عودة الحياة إلى طبيعتها”.
ويشدد عبدالجبار على ضرورة أن تضغط أمريكا على قوات الدعم السريع بأن تخرج من الأعيان المدنية لأن الذي تمارسه هذه القوات وسط المواطن بحسب عبدالجبار لا علاقة له بالديمقراطية ولا الإنسانية التي ترفعها أمريكا شعارا.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس