أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. أثارت خطوة القوى السياسية بشأن تشكيل حكومة موازية جدلًا واسعًا في السودان، حيث اعتبر البعض أن هذه الخطوة تكرّس لتقسيم البلاد، بينما رأى آخرون أنها قد تهدد وحدة السودان وتفتح الباب أمام التدخلات الخارجية.
في هذا السياق، وقع ممثلون عن قوات الدعم السريع وقوى سياسية وحركات مسلحة سودانية، في العاصمة الكينية نيروبي، اتفاقًا لتشكيل حكومة موازية في السودان. وشارك في التوقيع على ميثاق تشكيل الحكومة ممثلون عن قوات الدعم السريع، الحركة الشعبية – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي، بالإضافة إلى رئيس حزب الأمة القومي، فضل الله برمة ناصر، والقيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، إبراهيم الميرغني.
وبحسب الموقعين، فإن الميثاق يهدف إلى تشكيل “حكومة سلام ووحدة” في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع والقوى الداعمة لها.
تعقيد الأزمة
يرى القيادي بحركة حق، مجدي عبد القيوم كنب، في حديثه لموقع “أفريقيا برس” أن تشكيل حكومة موازية في السودان قد يساهم في تقسيم البلاد. وأضاف أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى إطالة أمد الحرب وتعقيد الأزمة السودانية.
ودعا القوى السياسية التي وقّعت على الميثاق إلى الابتعاد عن المصالح الذاتية والتركيز على المصالح العليا للبلاد. كما أكد مجدي أن تشكيل حكومة موازية قد يفتح الباب أمام التدخلات الخارجية، مما يشكل تهديدًا لوحدة السودان وتماسكه.
أمر مرفوض
من جهته، رفض الحزب الشيوعي فكرة تشكيل حكومة موازية في السودان، معتبرًا ذلك تجاوزًا لإرادة الشعب، الذي من حقه اختيار مصيره.
وقال القيادي بالحزب كمال كرار لموقع “أفريقيا برس” إن تشكيل حكومة أمر مرفوض بالنسبة لهم، وليس من حق أي قوة سياسية أو قوات الدعم السريع تشكيل حكومة. وأضاف أن الهدف من هذه الخطوة هو إضعاف السودان ونهب موارده.
وتابع كرار أن جهات خارجية تقف وراء هذه المحاولة، مؤكدًا أنها لا تريد الخير للسودان، كما أعلن استعداده لمناهضة أي إجراء يهدد السودان ويضعفه.
شروط الحكومة
يرى المحلل السياسي عبدالباقي عبدالمنعم، في حديثه لموقع “أفريقيا برس”، أن الجهات الداعمة لتشكيل الحكومة الموازية تمثل فئة قليلة لا تعبر إلا عن نفسها، مشيرًا إلى أن الأحزاب التي وقّعت على الميثاق لا تتمتع بأي وزن أو ثقل جماهيري.
وقال عبدالباقي إن تشكيل هذه الحكومة لن يحظى بدعم داخلي أو خارجي، نظرًا لعدة اعتبارات، أبرزها أن المجتمع الدولي أصبح مدركًا للجرائم التي ترتكبها قوات الدعم السريع ضد الشعب السوداني، إضافة إلى السخط الشعبي الواسع تجاه هذه القوات.
وأضاف أنه لن يكون هناك اعتراف دولي أو تمثيل دبلوماسي متبادل مع هذه الحكومة. وتابع، أنه حتى في حال إعلان الدعم السريع لهذه الحكومة، فإنها ستفتقد أحد أهم شروط تكوين الدولة، وهو السيطرة على الأرض، خاصة مع تقدم الجيش السوداني في جميع المحاور، وتضييقه الخناق على قوات الدعم السريع في دارفور، حيث تتركز سيطرتها.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس