أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. برّأ الأمين العام لحزب الإصلاح الوطني أحمد عيسى الإسلاميين من علاقتهم بالجيش السوداني، مؤكدا عدم وجود علاقة تربطهم بالمؤسسة العسكرية، واستدل عيسى بالتصريحات المتكررة لقيادات الجيش والتي تنفي صلتهم بحركة الإسلاميين.
في سياق مختلف قال عيسى في حوار مع “أفريقيا برس” إن عدم ذهاب الجيش لمفاوضات سلام جدة يرجع لعدم التزام الدعم السريع بالاتفاق الذي وقع بينهم وبين الدعم السريع في الجولة الفائتة والتي نصت على خروج قوات الدعم السريع من المنازل.
ماهو موقفكم من حرب السودان، وماهي أطروحاتكم لحل الأزمة السودانية؟
موقفنا كموقف كل القوى السياسية الوطنية التي تنتهج الوسطية في منهجها وعملها السياسي، رفضنا للحرب، وقد انذرنا القوى التي كانت تأبى الحلول وتأبى التوافق وترفض مشاركة الأحزاب وتأبى التوجه نحو طاولة الحوار السوداني السوداني وتهدد وتقول لنا خيارات وترفض المبادرات التي قدم من بعض الأحزاب كحزب الأمة القومي في حياة زعيمه المرحوم الصادق المهدي.
أما الشق الثاني من السؤال.. قدمنا نحن في حزب الإصلاح الوطني نموذجا للتسامح واستندنا في ذلك لحروب اندلعت في عدد من الدول والأقاليم كحرب روندا وجنوب أفريقيا، وعليه سنتخذها أسوة برجوع أهل هذه الدول للتسامح والتوافق والتزامهم بالمحاسبة وفق القانون والتشريعات التي أتاحت لهم فرض هيبة الدولة والمؤسسات حتى وصلوا لما هم فيه الآن..
كذلك أعددنا مبادرة في رمضان في بداية الحرب وللأسف كانت الاتصالات بالأطراف المتصارعة صعبة جدا ولكن قدمناها لعدد من الواجهات السياسية ولاقت ترحيبا.
تصريحات نارية لمساعد البرهان ونائبه بشأن حسم التمرد، في وقت أكدوا بأنهم لا يريدون التفاوض مع الدعم السريع بل يسعون لحسمه.. هل الجيش قادر على حسم التمرد؟
بلا شك فإن الجيش مؤسسة دولة، وكان لابد من أن يكون مسيطرا لكن هنالك عدد من المفارقات وهو أن الجيش ليس هو الجيش الذي كنا نعرفه حيث أن الجيش أصبح جسما فقط وعددا من الضباط ولايوجد قوات برية وجنود.. وتم “غربلة” الجيش من الأفراد وضباط الصف….وحتى الإمكانات والآليات والتجهيز للحرب كانت ضعيفة، اذا رجعت لتاريخ جيشنا كان له إسهامات مقدرة جدا حينما شارك في حرب 67، وايضا أبناء السودان غض النظر عن انتماءاتهم التنظيمية كانوا ضمن القوات العراقية وقد ابلوا بلاء حسنا…ايضا مشاركتهم في عاصفة الحزم….. وعدم التكافؤ لأي جيش في العالم قد يجعل الجيش يخسر ولكن التكتيك وطول النفس والمهنية للجيوش يجعلهم يسيطرون على المواقف العملاتية.
الدعم السريع يحاول السيطرة على مدينة الفاشر ولكن يصطدم بقوة الجيش والحركات المسلحة.. ما المغزى من مهاجمة الفاشر المتكررة ؟ وهل قوات الدعم السريع قادرة على دخول الفاشر؟
بداية الفاشر تعد عاصمة للإقليم.. ثانيا الفاشر هي العاصمة الوحيدة في دارفور خارج سيطرتهم لذلك الأهمية في السيطرة عليها.
أما مسالة دخول الفاشر وهي مسالة حسابات تحدث فيها أهل الفاشر بان لا تخلف ضحايا كما حدث في الجزيرة.
المعضلة ليست في الجيش وإنما في كابينة القيادة لأنها لا تحاسب من يقف ويسبح عكس التيار…. والخيانة عند المؤسسات العسكرية قد تضعف القوات وتهز ثقتها وتحبط معنوياتها وتشل قدرتها وتطعن في نفسها.. كذلك الخيانة في القوات النظامية القومية لأي دولة قد تسبب في اقتلاع عرش الدولة.
أرسم لنا سيناريوهات ما بعد الحرب.. هل سيتجه السودان نحو التقسيم؟
بالطبع لا.. هنالك عدد من السيناريوهات منها عدم تقسيم وتشظي السودان.. عدم قبول المجتمع لقحت مستقبلا باعتبارها من أشعلت الحرب و تسعى لتقسيم السودان وليست غيرها وكل الشواهد تدل على أن عمالة وارتزاق قحت مع دولة الإمارات هي أساس الحرب ويجب أن يتحملوا وزرها ومن أراد اللعب بالنار فليتحمل لهيبها.
الإسلاميون متهمون بأنهم يختطفون الجيش، أي صلة تربط الإسلاميين بالجيش؟
الجيش ينفي على لسان كل قادته صلتهم بالاحزاب السياسية.. ايضا كانت تصريحاتهم بأن لا يشارك المؤتمر الوطني في حكم الفترة الانتقالية، وايضا الحركة الإسلامية أكدت بأنها لا تملك أذرع في الجيش ولكن نحن كمراقبين للشأن العم بمعنى أن الاسلاميين لم يجلسوا مكتوفي الأيدي وهنالك تصريحات من بعضهم تؤكد علاقتهم في الحرب الدائرة وهو الأمر الذي تسبب في إرباك المشهد بالرغم من الضبابية الشديدة للموقف.
لماذا يرفض الجيش السوداني المفاوضات.. هل هذا يعني أنه قادر على حسم المعركة؟
رفض الجيش مبني على الاتفاق بينهم والدعم السريع في منبر جده بحضور الوسطاء الذي نص على خروج الدعم السريع من منازل المواطنيين ولكن الدعم السريع لم يلتزم بهذا الاتفاق وهو ذات الأمر الذي جعل الجيش يرفض الوصول لجدة أو العودة للمفاوضات.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس