أفريقيا برس – السودان. أثارت زيارة رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان إلى تركيا مؤخرا جدلا واسعا في الأوساط السياسية، بين من اعتبرها خطوة لتعزيز التعاون والدعم الإقليمي، ومن رأى أنها تحرك بروتوكولي محدود التأثير على مسار الحرب والأزمة المتفاقمة في السودان.
وفي حلقة برنامج المسائية بتاريخ (25/12/2025) على الجزيرة مباشر، رأى داود أحمد الطاهر، القيادي في الكتلة الديمقراطية، أن زيارة البرهان تهدف بالأساس إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع تركيا على مختلف المستويات، معتبرا أن أنقرة تمثل دولة محورية إقليميا ويمكن أن تلعب دورا داعما لاستقرار السودان ووحدة أراضيه.
وأكد الطاهر أن الجيش السوداني لا يعيش حالة تراجع ميداني، بل “يمسك بزمام المبادرة في عدة جبهات”، مشيرا إلى استعادة مناطق في دارفور، ومشددا على أن السودان دولة ذات سيادة، ومن حقها إبرام اتفاقيات عسكرية ودفاعية مع أي دولة.
وأضاف أن تفعيل اتفاقيات التعاون مع تركيا، بما فيها احتمالات الدفاع المشترك، يأتي في إطار المصالح المتبادلة، معتبرا أن دخول تركيا على خط الأزمة يشكل “ضمانة لاستقرار السودان” في ظل ما وصفه بمؤامرة إقليمية تهدف إلى تقسيم البلاد.
ونشر مجلس السيادة السوداني -عبر صفحته على فيسبوك– مشاهد لوصول البرهان إلى القصر الرئاسي في العاصمة التركية أنقرة، وسط حديث رسمي عن تفعيل اتفاقيات سابقة وتوقيع تفاهمات جديدة تشمل مجالات الاقتصاد، الزراعة، الموانئ، إعادة الإعمار، والتعاون الدفاعي.
وفي وقت سابق الخميس، استقبل أردوغان، البرهان، بمراسم رسمية في أنقرة.
زيارة بروتوكولية أم مناورة سياسية؟
في المقابل، قلل حاتم إلياس، القيادي في تحالف “تأسيس”، من أهمية الزيارة، واصفا إياها بأنها “زيارة بروتوكولية” لا تخرج عن إطار المناورات السياسية في ما سماها “اللحظات الأخيرة” للحكومة الحالية.
وقال إلياس إن “البرهان يحاول اللعب على تناقضات إقليمية ودولية عبر تحالفات متبدلة مع تركيا وروسيا وإيران، دون أن يحقق أثرا حقيقيا على الأرض”، معتبرا أن تركيا، كغيرها من الدول، لن تخرج عن الإجماع الدولي المتشكل بشأن حل الأزمة السودانية.
وأضاف أن ما يوصف بزخم دولي داعم للحكومة السودانية، سواء عبر خطابات في مجلس الأمن أو بيانات إقليمية، “لا يعكس تحولا حقيقيا”، بل يأتي في إطار تحركات رمزية لا تغير ميزان القوى ولا تفتح أفقا فعليا لإنهاء الحرب، على حد وصفه.
وفي إبريل/نيسان 2023، اندلعت الحرب بين الجيش و”قوات الدعم السريع”، بسبب خلاف بشأن المرحلة الانتقالية، مما تسبب في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، ومقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص.
المصدر: الجزيرة نت





