زيارة حميدتي لروسيا..الدلالات والأهداف

346
ما دلالات زيارة حميدتي لروسيا؟
ما دلالات زيارة حميدتي لروسيا؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. حطت طائرة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي رحالها بأرض “السوفييت” في زيارة رسمية بدعوة من الحكومة الروسية. ويرافق حميدتي وفد يتكون من وزير المالية الدكتور جبريل إبراهيم، ووزير الزراعة والغابات أبوبكر عمر البشرى، ووزير الطاقة والنفط محمد عبد الله محمود، ووزير المعادن محمد بشير عبد الله ابونمو، ووكيل وزارة الخارجية المكلف السفير نادر يوسف الطيب، ورئيس اتحاد الغرف التجارية نادر الهلالي.

لماذا الزيارة؟

وبحسب مكتب نائب رئيس مجلس السيادة، فإن الزيارة لبحث مسار العلاقات الثنائية، وسبل دعمها وتطويرها بما يخدم مصالح البلدين في المجالات كافة، ومن المقرر أن يجري الفريق أول محمد حمدان دقلو مباحثات مع عدد من المسؤولين في الحكومة الروسية.

توقيت الزيارة

الفاتح محجوب، أستاذ العلاقات الدولية

“تأتي زيارة الفريق أول حميدتي والوفد الوزاري المرافق له إلى جمهورية روسيا الاتحادية في ظروف بالغة التعقيد تمر بها روسيا وأوروبا في ظل نذر المواجهات بين روسيا وأوكرانيا والعقوبات الاقتصادية الأمريكية والغربية على روسيا بسبب اعترافها باستقلال الجمهوريتين الانفصاليتين عن أوكرانيا” هكذا بدأ المحلل السياسي الفاتح محجوب حديثه مع موقع “أفريقيا برس”، وأضاف قائلا: “كما أن هذه الزيارة تمر أيضا بظروف بالغة الصعوبة يمر بها الاقتصاد السوداني بسبب قيام أمريكا بتجميد المعونات المالية للسودان من الدول الغربية والمؤسسات المالية الدولية ولهذا تكتسي الزيارة بطابع هام للدولتين”، إذ بحسب الفاتح؛ ترغب روسيا في تأكيد كونها دولة كبرى لها نفوذها الدولي وأنه لا يمكن لأمريكا أن تحاصرها، كما أنها ترغب في مد نفوذها في أفريقياً عامة والسودان خاصة، وبالتالي بحسب الفاتح من المتوقع أن يدخل السودان وروسيا في اتفاقيات تعاون استثماري تشمل مجالات الطاقة والزراعة والصناعة والتعدين، وتابع؛ أي أن السودان غالبا ما سيدخل في شراكة استراتيجية مع روسيا في ظل يأسه من العلاقة مع أمريكا التي لم تبدي أي استعداد لاستعادة قوة العلاقات الاقتصادية مع السودان في ظل حكم الفريق أول عبدالفتاح البرهان.

استنجاد حميدتي

عبده مختار ، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة أمدرمان الاسلامية
عبده مختار ، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة أمدرمان الاسلامية

ويرى أستاذ العلاقات الدولية، بجامعة أمدرمان الاسلامية ،عبده مختار في تصريحات لموقع “أفريقيا برس”؛ أن زيارة حميدتي لروسيا ليست في صالح الثورة والتحول الديمقراطي في البلاد على اعتبار أنها تمثل تحولا للسياسية الخارجية من المحور الأمريكي الغربي إلى الاشتراكي الذي لا يدعم الثورة و لايلقي لها اهتمام بل يلتفت إلى مصالحه، مؤكدا أن الزيارة تعقد المشهد السياسي، ولم يستبعد مختار أن تكون الزيارة بمثابة استنجاد للمكون العسكري بروسيا، سيما بعد إعلان واشنطن وقف المساعدات الاقتصادية عن السودان، ويرى مختار أن روسيا ليست لديها أجندة تحققها في السودان عكس الولايات المتحدة التي دائما تهتم بالايدلوجيا وتتدخل في الشأن السوداني وهو ذات الامر الذي اعتبره مختار سببا للتحول أو الاتجاه للمعسكر الشرقي، واصفا التحول بالتخبط، وأردف: “أخشى أن لا يكرر حميدتي تجربة البشير في أيامه الأخيرة حينما استجار من الرمضاء بالنار بعد الضغط عليه من الغرب وأمريكا”.

أهداف الزيارة

هيثم محمد فتحي، أستاذ الإقتصاد في الجامعات السعودية

وليس ببعيد عن الحديث السابق، يقول أستاذ الاقتصاد بالجامعات السعودية السوداني، هيثم محمد فتحي في إفادته لموقع “أفريقيا برس” : “السودان بحاجة إلى مساعدات مالية، والحكومة السودانية تأمل في جذب الاستثمار الأجنبي بعد أن رفعت واشنطن اسم السودان من قائمتها للدول الداعمة للإرهاب، مستدركا، لكن تلك الآمال لم تترجم بعد إلى واقع، وعليه، فإن زيارة حميدتي لروسيا تعد بمثابة محاولات حثيثة لتحقيق أفضل المكاسب المتاحة للسودان، سيما أن روسيا عززت علاقاتها مع السودان قبل وبعد الثورة إذ كانت، بحسب هيثم، لها علاقات مميزة في كل الأزمه وعلى مر الحكومات خاصة في مواجهة ضغوط أمريكا، وأضاف فتحي: “كذلك روسيا لم تختفي من المشهد السوداني عقب البشير، بل ظل السودان يتجه نحو موسكو لطلب الدعم في إطار التحديات الجمة التي لا يزال يعاني منها السودان، خاصة الاقتصادية منها، ويمضي فتحي قائلا: “تمتلك موسكو العديد من المصالح الاقتصادية في السودان، خاصة القمح الروسي فضلاً عن العديد من المشروعات لشركات روسية في قطاع التعدين والتنقيب عن الذهب في السودان، لذلك أرى أن الزيارة اقتصادية من الدرجة الاولى وأنها بهدف تحقيق إتفاقيات اقتصادية بحتة يستفيد منها الجانبين.

رسائل الزيارة

محمد يوسف العركي، الخبير الإستراتيجي والمختص في الشؤون الدولية

الخبير الاستراتيجي محمد يوسف العركي، يذهب في حديثه لموقع “أفريقيا برس” إلى أن زيارة حميدتي لروسيا، تشمل رسائل عدة إلى أوروبا وأمريكا، حيث بحسب العركي إنه و بعد 25 اكتوبر والضغط الممارس على البرهان كان لابد من توجيه رسالة لهم تحمل عدة معان، فحميدتي يقول عنه العركي، يمثل لاوروبا حارس بوابة طريق عبور الهجرة غير الشرعية، وبالتالي الإشارة هنا واضحة في الزيارة وفحواها؛ “في حال لم يحدث تراجع عن مواقفكم المتشددة فسوف اتجه شرقا وأطبع مع روسيا” وتابع: “بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية فهي تتجه لشأن البحر الأحمر وخاصة ان هناك اتفاقات سابقة منذ عهد البشير بإقامة قاعدة بحرية روسية على البحر الاحمر، كما أن أمريكا حتى في عهد حمدوك لم تقم بالايفاء المطلوب حسب ما وعدت به. وبحسب العركي  فإن مضمون ودلالات الزيارة تقول إن السودان يمكن أن يتجه للمعسكر الشرقي في حال لم تقم امريكا والاتحاد الاوروبي بخطوات ملموسة تستصحب ما بعد 25 اكتوبر كأمر واقعي يجب التعاطي معه للامام، ونبه إلى ضرورة الربط بين تصاعد الموقف بين روسيا واوكرانيا وزيارة حميدتي، مشددا على ضرورة أن ينظر اليه بجوانب أخرى وهي أن الترتيب قد تم له منذ فترة ليست بالقصيرة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here