أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. قبل أيام قالت مصادر صحفية، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيزور السودان خلال جولته الأفريقية المرتقبة لبوركينا فاسو، و سيراليون ومالي، وهو الأمر الذي الذي أفرز تساؤلات عديدة أبرزها، ماهي اجندة الزيارة؟ وتداعياتها على الحرب؟ وماهي ردة فعل الامريكان تجاه هذه الزيارة؟
زيارة متوقعة
خبير الحوكمة عبدالله الطيب إلياس، قال لموقع “أفريقيا برس” إن “زيارة بوتين للسودان متوقعة بعد أن أغلقت الحكومة السودانية باب العلاقات الدبلوماسية مع الكتلة الغربية بشكل كامل في الوقت الحالي، واتجهت بكلياتها شرقا”، وهذا ما يؤلب على السودان بحسب الخبير “جميع دول حلف الناتو عدا تركيا التي هي عضو مؤسس في التحالف الشرقي الذي بانت ملامحه بشكل واضح بعد الحرب الروسية الأوكرانية الذي تقوده روسيا ومن ورائها الصين، و تركيا و إيران وكوريا الشمالية”.
ويرى الطيب أن “الميزة الأساسية التي تميز الحلف الشرقي على الحلف الغربي أنه حلف مستعد لتقاسم المصالح المشتركة”، وتابع “أما الحلف الغربي الذي تقوده الشركات الأمريكية والأوروبية بشكل أساسي فهو حلف لا يعرف إلا مصالح شركاته فقط”.
وشدد إلياس على “ضرورة أن يتحمل السودان تبعات توجهه شرقا، وإن كانت الإدارات الأمريكية المتعاقبة استخدمت أسلوبا ناعما كان أو خشنا في تجربة مع السودان العملاق، الذي لم يحصد من علاقاته مع أمريكا إلا الرماد”.
وأردف “ولولا ستر الله ثم السلاح الروسي لما أستمر الجيش والشعب السوداني في ميادين الحرب الكونية ضده لما يقارب الخمس عشر شهرا ولا يزاد السودان كل يوم من أيام الحرب الا قوة ومنعة”.
ورقة ضغط
في الصدد، يقول أستاذ العلاقات الدولية الفاتح محجوب لموقع “أفريقيا برس” إن “السودان يتجه نحو التوقيع على إتفاقية شراكة استراتيجية مع جمهورية روسيا الاتحادية، وهي شراكة في مختلف الجوانب الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وسيتم التوقيع على اتفاقية قاعدة بحرية في البحر الاحمر مع روسيا مقابل دعم عسكري روسي للدولة السودانية، وسيزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السودان لأول مرة للتوقيع على تلك الاتفاقيات، وهو أمر يعني عمليا إنهاء عزلة الدولة السودانية وربما يعجّل بإنهاء الحرب في السودان، لأن الجهات الداعمة لميليشيات الدعم السريع قد ترى أن من الأفضل لها التراجع وتجنب مواجهة الدب الروسي”.
بالنسبة للأمريكيين يقول الفاتح “هم بالطبع يرغبون في حصار روسيا ومنعها من التمدد في أفريقيا والبحر الأحمر، وقادوا اتصالات عديدة لإثناء الحكومة السودانية عن قرارها بإعطاء الروس قاعدة عسكرية في البحر الاحمر”، مستدركا “ولكن في المقابل لم يقدموا أي شيء للحكومة السودانية ولهذا لا يملكون ورقة ضغط حقيقية تجاه الحكومة السودانية”.
وتوصّل الفاتح إلى إنه يمكن القول بأن “الزيارات المكوكية للوفود الدولية للسودان لها علاقة بالتقارب الروسي السوداني”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس